بروكسل: يستأنف الاتحاد الأوروبي مفاوضات صعبة بشأن ميزانيته لسنوات عديدة، محذرا من استمرار وجود خلافات كبيرة قبيل قمة في بروكسل هذا الأسبوع. ويلتقي رئيس الوزراء الايرلندي اندا كيني مع ثلاث رؤساء دول من الاتحاد الأوروبي للبحث في التوصل لاتفاق محتمل. وجمهورية ايرلندا هي التي تصيغ حاليا الخطط الخاصة بجدول أعمال الاتحاد الأوروبي. وحذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من أن "الظروف ليست متوفرة بعد" للتوصل لاتفاق بين دول الاتحاد السبعة والعشرين. وفشلت قمة عقدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في التوصل لاتفاق بشأن ميزانية الاتحاد خلال الفترة من 2014 و2020. وهناك رؤى مختلفة للغاية بشأن وجهات إنفاق أموال الاتحاد الأوروبي التي تقدر بإجمالي نحو تريليون يورو. ويعكف وزراء خارجية الاتحاد والأطقم الدبلوماسية يوم الاثنين على صياغة النتائج المحتملة للقمة، لكن استمرار الخلافات على الأرجح سيترك العديد من الفجوات. وفي رسالة مصورة بثت السبت الماضي بشأن قمة الاتحاد هذا الأسبوع، قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل "لا يمكننا بعد بأن نقول اليوم ما إذا كانت المناقشات ستنجح (أم لا)، كل ما أعرفه هو أن المفاوضات ستكون صعبة للغاية". وأكدت أن تمويل الاتحاد الأوروبي "مهم للغاية" للعديد من الدول الأعضاء التي تواجه ارتفاعا في معدلات البطالة وضعف النمو. وردا على الانتقادات التي تقول إن الكثير من الأموال تذهب إلى خزائن الاتحاد الأوروبي، قالت ميركل إن الميزانية لا تمثل سوى خمس إجمالي الميزانيات الوطنية المجمعة للدول الأعضاء. واتفقت الدول في نهاية المطاف بالفعل على ميزانية 2013 في ديسمبر/كانون الأول، لكن الميزانية التي تغطي سنوات عديدة هي أمر أكثر تعقيدا وتشمل أولويات طويلة المدى والتزامات مالية. مقترحات متضاربة ويصر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على خفض للميزانية التي تغطي الأعوام السبعة القادمة، وسيمثل هذا خفضا أكبر، يقدر بنحو 200 مليار يورو، عن المقترح الذي تقدم به رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي. ويدعم موقف بريطانيا كل من هولندا والدنمارك والسويد في المطالبة بخفض الميزانية المخصصة للزراعة، لكن فرنسا، التي تستفيد بشدة مما يعرف بالسياسة الزراعية المشتركة، تريد الإبقاء على الانفاق بمستوياته الحالية. وسيرأس فان رامبوي المفاوضات يومي الخميس والجمعة، وبلغ إجمالي الميزانية التي اقترحها رومبوي أقل من المليار يورو، وهو مستوى أقل من المقترح الذي تقدمت به المفوضية الأوروبية. واقترحت المستشارة الألمانية ميركل إجمالي ميزانية مختلف يستند إلى خفض الميزانية التي تغطي السنوات السبع بواقع واحد في المئة ويصل إلى نحو 956 مليار يورو، وهذا الرقم أعلى من الذي اقترحته بريطانيا، لكنه يشمل خفضا أيضا.