يعتبر النجم الإيفواري ديدييه دروغبا واحدا من أعظم اللاعبين الأفارقة الذين ظهروا في العصر الحديث، فهو ينتمي إلى مجموعة اللاعبين الأفارقة الكبار مثل صمويل إيتو وجورج واياه. وحقق دروغبا نجاحا باهرا في أوروبا، ليصبح واحدا من أهم وأفضل المهاجمين في واحدة من أكبر وأشهر مسابقات الدوري في أوروبا لمدة تزيد عن العقد. ولكن طوال مشوار دروغبا المذهل، افتقد لاعب منتخب كوت ديفوار شيئا واحدا فقط وهو النجاح على المستوى الدولي أو القاري، حيث فشل في إحراز لقب بطولة كأس الأمم الإفريقية مع منتخب بلاده. ولم يأت هذا الإخفاق في إحراز اللقب الإفريقي نتيجة لتخاذل أو تهاون في المحاولة من جانب دروغبا. فقد أضاع مهاجم تشلسي الإنكليزي السابق ضربة جزاء أمام زامبيا في النهائي الإفريقي العام الماضي، وخسر مع كوت ديفوار في دور الثمانية للبطولة أمام الجزائر عام 2010 وقبلها خسر في الدور قبل النهائي لعام 2008 أمام مصر. وقبل ذلك تجرع دروغبا مرارة الهزيمة في النهائي أمام المنتخب المصري نفسه في نهائي 2006 الذي بدأت مصر من خلاله تحقيق إنجازها غير المسبوق بإحراز اللقب الإفريقي ثلاث مرات متتالية. وبدت بطولة 2013 في جنوب إفريقيا الفرصة التي ستسمح لأفيال كوت ديفوار بقيادة دروغبا أخيرا لتحقيق غايتهم والفوز بلقب كأس إفريقيا للمرة الأولى منذ عام 1992. ولكن هذا الحلم لم يتحقق، حيث صدمت نيجيريا كوت ديفوار المرشحة الأولى للفوز في جنوب إفريقيا، وتغلبت عليها 2-1 مساء أمس الأحد في دور الثمانية من البطولة بمدينة راستنبرغ. واعترف دروغبا، الذي سيكمل 35 عاما هذا العام، أنه لن تتاح أمامه فرصة جديدة لإحراز لقب كأس إفريقيا في المستقبل. وقال دروغبا الذي بدا عليه الحزن الشديد عقب هزيمة أمس: "لقد انتهى الأمر .. إننا نتطلع الآن لبطولة كأس العالم سواء معي أو بدوني". وأوضح الفرنسي صبري لموشي مدرب كوت ديفوار أن بطولة كأس إفريقيا الحالية ربما كانت الفرصة الأخيرة بالنسبة لعدد من لاعبي فريقه مثل دروغبا لإحراز ميدالية ذهبية إفريقية. وقال لموشي: "بالنسبة لبعض لاعبينا، أعتقد أن هذه البطولة كانت فرصتهم الأخيرة.. تعرفون أن اللاعبين يشعرون بحزن بالغ الآن". وأضاف المدرب الفرنسي: "إنه أمر محزن للغاية بالنسبة لي لأنني رأيت اللاعبين يبذلون جهدا كبيرا لمدة شهر. وكنت أعتقد أننا نسير في الطريق الصحيح.. ولكن هذا الأمر لم يكن كافيا". ولم يتوانى دروغبا، هداف المنتخب الإيفواري الأول على مر العصور برصيد 60 هدفا من 95 مباراة دولية، أبدا عن تمثيل بلاده. ولطالما كان سلوكه واحترافيته الشديد علامة مميزة لمشواره الرياضي المذهل. وحتى بعد هزيمة أمس الموجعة، كان دروغبا يلف الملعب ويحاول تخفيف أحزان زملائه الذين واجهوا صعوبة في استيعاب أن مشوارهم بالبطولة قد انتهى. وبعد تمثيله بلاده في أكبر منافسة إفريقية للمرة الأخيرة، لم يحصل دروغبا على غايته .. الفرصة لرفع الكأس ممثلا لمنتخب بلاده. ولكنه في نظر ملايين الأفارقة، من القاهرة إلى كيب تاون، سيظل دروغبا دائما بطلا فريدا من نوعه. العربية نت