11/06/2015 19:42:50 م أكد ل«عكاظ» عدد من المهتمين بالشأن الأسري وعلم النفس على ضرورة قيام الأسرة بواجبها تجاه حماية أبنائها من الوقوع فريسة لدعاة الفكر الضال، مشيرين إلى أن المجتمع السعودي أحد المجتمعات التي تواجه تحديات كبيرة مع تزايد التهديدات الإرهابية واطراد الأحداث المأساوية التي تتبناها الجماعات المنحرفة فكريا.وأثنى الجميع على الدور الكبير الذي تقوم به الجهات الأمنية في المملكة للتصدي للإرهاب والقضاء عليه، وأكدوا في حديثهم ل«عكاظ» أن الواجب على الأسرة حماية أبنائها من التطرف بداية منذ نعومة أظفارهم كما يجب أن تبتعد الأسرة عن أساليب التنشئة السلبية وإهمال الأبناء.وأوضح عضو هيئة التدريس بالمجمعة الدكتور إبراهيم بن عبدالله الحسينان أن الأمن الفكري يعد من أهم عناصر الأمن الشامل التي يجب المحافظة عليها، وحمايتها، ذلك أن من شأن سلامة الفكر والاتجاه أن تقود إلى استقامة السلوك وتوجيه أنشطة الإنسان إلى ما يحقق وظيفته الأساسية في هذه الحياة وهي تحقيق العبودية لله تعالى وعمارة الأرض ذلك أن المتتبع لتاريخ الفتن والثورات والبغي، يجد أن السبب وراءها هو الانحراف الفكري والفهم غير السليم لتعاليم الإسلام.ويضيف الحسينان: يعد المجتمع السعودي من المجتمعات التي تواجه تحديات كبيرة مع تزايد التهديدات الإرهابية واطراد الأحداث المأساوية التي تتبناها الجماعات المنحرفة فكريا، ومن تلك ما تعرضت له المملكة مؤخرا من هجومين انتحاريين على مسجدين في المنطقة الشرقية أثناء تأدية المصلين لصلاة الجمعة، راح ضحيته أنفس معصومة، وتعول تلك الجماعات المنحرفة وزعماؤها والمخططون لها على تلك الأحداث والأحداث المشابهة التي تتميز بالعنف الشديد والموجه لفئات من المجتمع على إثارة الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد من جهة، وإلى زيادة عدد المفتونين به وبوسائله العنيفة ممن هم متعاطفون معه من جهة أخرى.وتعد حماية الفكر -والحديث مازال للحسينان- من أهم أسباب حماية الشباب وتحصينه من الوقوع في شرك الانحراف الفكري ومن ذلك تفعيل دور المجتمع من خلال مؤسساته التربوية المختلفة كالأسرة والمدرسة والمسجد في تعزيز وسائل الحماية من التشوه والانحراف الفكري وتوفير كافة أسباب حمايته واستقامته والمحافظة عليه، والتأكيد على عدم الغلو مع تباين لحكم الغلو وأسبابه والآثار السيئة له، وتوضيح لما سوف يترتب على ذلك الانحراف الفكري والسلوكي من تفريق الأمة وتشرذمها وتنافر قلوب أبنائها. وكذلك على مؤسسات المجتمع أن تعي دورها ومسؤوليتها في توضيح فكر الخوارج وما تعيشه الأمة بسبب أفكارهم المنحرفة من سفك للدماء المعصومة وإفساد للأموال والممتلكات وتقويض للمجتمع وإفساد لمقدراته؛ ولذلك أؤكد على انتهاج منهج الإسلام في التفكير والاهتمام بتنمية التفكير وذلك من خلال الاستفادة من دراسات علم النفس المعرفي والتي تهتم بأساليب التفكير وطرقه وكيف تنشأ وتنمو التصورات الفكرية المنحرفة وغير العقلانية. كما يجب الاهتمام بتمكين الشباب والاهتمام بتوفير سبل ميولهم وحفظ أوقاتهم.الحوار ونبذ التسلطمن جهته، أكد الأخصائي النفسي الأول بوزارة الصحة والمستشار النفسي بمركز واعي للاستشارات الدكتور علي بن عوض الطلحي أن للأسرة دورا أساسيا في نقل معايير المجتمع وقيمه للأبناء من خلال قيامها بوظائفها التنشيئية كل ما ركزت الأسرة والوالدين على انتهاج الأساليب الإيجابية في التنشئة مثل أساليب التنشئة التي ترتكز على الحوار والنقاش والتقبل وإعطاء الحرية للأبناء للتعبير، والبعد عن أساليب التنشئة التي تركز عن التسلط والعنف وفرض الرأي على الأبناء بالإجبار، فحينما ينقاش الآباء مع أبنائهم أفكارهم ويتقبلون آراءهم هم يؤسسون لديهم عقليات مرنة تتقبل النقد وتحرص على الفهم وتسعى للنقاش وتبتعد عن الفكر المتسلط وحينما يمارس على الأبناء التنشئة التسلطية والعنيفة نحن نصنع ذهنية تمارس ذات التسلط وفرض وجهة النظر على الآخرين والنتيجة شخصيات غير سوية متسلطة غير قابلة للحوار.وأفاد الطلحي أن أحد أساليب التنشئة السلبية هو إهمال الأبناء وعدم الحرص على تزويدهم بمهارات التعايش مثل الحوار وتقبل النقد وغيرها، حينها يكون الابن سهل الانقياد تفرض عليه الآراء وينفذها دون تمحيص، لماذا؟ لأن الابن لا يمتلك القدرات العقلية اللازمة ليقوم بالتفكير والتحليل والتمحيص لما يواجهه من مواقف من جانب آخر، فأول أساسيات وقاية الأبناء من الانحراف هو غرس القيم الإسلامية السمحة في ذات الأبناء، ولا يأتي ذلك فقط بالأمر والنهي بل بالمحبة والتعزيز الدائم للسلوكيات الإيجابية والبعد عن التركيز على السلبيات، وكل ما كان المناخ الأسري أكثر سوية نحى الأبناء إلى السواء في السلوك والفكر، نحن ندرك أن تأثير الأقران ووسائل الإعلام وغيرها كبير لكنها محدودة التأثير حينما تنجح الأسرة في غرس معايير المجتمع وقيمه الإسلامية بشكل سليم ومعتدل في شخصية الأبناء وهذا يكون في الست السنوات الأولى من حياة الابن وهذا أول أساسيات الوقاية من الانحراف لدى الأبناء سائلا الله أن يحفظ بلدنا من كل سوء.الشارع.. لا يربيمن جانبه، قال المرشد الطلاب والأخصائي النفسي الأستاذ عبدالوهاب العتيبي إن الأسر تحمي أبناءها من الإرهاب بعدة عوامل تبدأ من الصغر وتترسخ في أذهانهم ووجدانهم عند الكبر. الأسرة الواجب عليها حماية أبنائها من التطرف بداية منذ نعومه أظفارهم.. كالتربية الحسنة والقدوة الطيبة وعدم الغلو في التعامل لا من ناحيه الدلال ولا العقاب.ترسيخ العقيدة والإيمان مهم جدا منذ الصغر حتى يتكون لديهم قاعدة أساسية تكون مرجعا لهم إذا كبروا.. فمجمل المتطرفين حين البحث في أسباب تطرفهم نجد أن هناك خللا في الأسرة.. ربما الأب غافل.. والأم تدلل.. والشارع يربي.يتأثر الكثير من الأبناء بمواقع التواصل عامة واليوتيوب خاصة، إذ أن الكثير من القصص التي لمسناها وقرأناها نجد أن ما يفعله الأطفال ما هو إلا تطبيق عملي لما يشاهدونه في اليوتيوب أو التلفاز.. لذا يجب على الأسرة متابعة أبنائها وتثقيفهم ورعايتهم ومعرفة أصدقائهم حتى لا يكونوا عرضة للتطرف والإرهاب.الوسطيةأما عضو هيئة التدريس بجامعة المدينة العالمية الدكتور علي بن حامد العمري فقال: لا شك أن حماية الأحداث في المقام الأول يبدأ من الأسرة ، وعلى رب الأسرة أن يكون مطلعا على أحوال عائلته وأن يتقرب منهم ويحقق مطالبهم بما يستطيع، والوسطية مطلوبة في جميع الأحوال فيجب عليه أن يبتعد عن التشدد معهم وأيضا عدم جعل الحبل على الغارب، ومن خلال هذا المنبر أتمنى من أولياء الأمور أن يحافظوا على أبنائنا وعليهم التواصل مع الجهات الرسمية التي وفرت مراكز للإرشاد التربوي والأسري مثل وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التعليم ووزارة الداخلية.