زيارة نجاد تعكر صفو حلفاء مرسي.. موجة غضب على قنديل بسبب ارتفاع الأسعار وموقعة الرضاعة القاهرة 'القدس العربي' لا تجد الصحف المصرية خاصة المستقلة والمعارضة منها صعوبة في ان تعثر على ضحية جديدة كل اسبوع تقريباً لتستدرج عبرها مزيدا من القراء. هذا الأسبوع كان ضحايا صاحبة الجلالة كثر في مقدمتهم الرئيس مرسي بطبيعة الحال الذي تحول إلى مادة للكتاب ورسامي الكاريكاتير على حد سواء، غير ان هشام قنديل رئيس الحكومة نال من الهجوم ما لم تنله شخصية اخرى، اثر اتهامه للمصريات بالجهل وعدم النظافة لأنهن لا يغسلن اثدائهن قبيل ارضاع ابنائهن مما يجعل الرضع يتعرضون للاصابة بالأسهال.. وفتحت ابواب الجحيم على قنديل، ووصف بقائد 'موقعة الرضاعة'. واحتل الشيخ الأزهري محمد شعبان المرتبة الثالثة في أكثر الشخصيات التي تعرضت للهجوم بسبب فتواه التي اجاز فيها قتل البرادعي والصباحي ورموز جبهة الانقاذ، وهو ما أسفر عن استياء واسع بين اوساط الشارع والنخبة على حد سواء، وانتفضت كافة المؤسسات لتعلن تنديدها بالفتوى وصاحبها الذي ما لبث ان نفى ما نسب اليه، غير ان مفتي تنظيم الجهاد اطلق فتوى داعمة للشيخ شعبان، اكد فيها إباحة قتل رموز الانقاذ والمعارضين للرئيس واقامة حد الحرابة عليهم لأنهم يقفون في وجه المساعي الرامية لبناء البلاد وينشرون الفتنة، وحظيت الصحف بالعديد من المعارك الصحافية التي وجهت اغلبها للأخوان ورئيسهم وحكومتهم، غير ان الاسلاميين عبر صحفهم ضعيفة التأثير راحوا يقيضون اقلامهم في الزود عن الحاكم الممكن له في الأرض، وإلى التفاصيل: أبو إسماعيل لم يختف ولم يتزوج فتاة سورية البداية ستكون حول اختفاء الشيخ حازم ابواسماعيل عن المشهد الراهن وانقطاع اخباره، وقد سعت صحيفة 'الشباب' التي تصدرها مؤسسة الاهرام التنقيب عن الرجل الذي أكد أنه لا علاقة تربطه بأي حزب من الأحزاب الموجودة في الساحة، وحول حزبه الجديد ومتى سيولد قال: 'إعلاننا للحزب وكافة وسائل التواصل معه والتقدم للترشيح على قوائمه فوري ووشيك وجاهز تماما لولا أحداث العنف التي تقع هذه الأيام. وصرح بأن أي حزب من الأحزاب المعلنة أسماؤها الآن ليس حزبنا وإنما هو حزب آخر ليس لنا به أي صلة وإنما نحن حزب جديد مستقل لم يتم إعلانه بعد، وأن من لا يرى في كل أحداث العنف البالغة كانت مبررا لنؤجل الإعلان حتى الآن فإنما عليه أن يعيد تقدير الأمور ونظرته إليها من جديد. فهل كل هذه الأجواء من العنف حالية هي ظرف مناسب اجتماعيا لإعلان حزب سياسي رغم سيل الحرق والقتل والدمار؟ أم يا ترى يولد الحزب ميتا لأنه أُعلن في أجواء ليست مهيئة لاستقباله سياسيا؟ بل وهناك وخلف الكواليس الكثير جدا مما لا يعرفه معظم الناس. ولكن يعتقد أن الإعلان وجدول الحراك لم يعد منتظرا أن يتأجل لأكثر من أيام معدودة على الأكثر وتداول العديد من النشطاء في الفترة الأخيرة وعلى نطاق واسع ومكثف صورة لعقد زواجه من فتاة سورية عمرها 18 عاماً تدعى 'رويدا جعفر رشيد تاج الدين' وهي فنانة تشكيلية من مواليد 9 مارس عام 1994، في مدينة صوران السورية والمقيمة حالياً بشارع عثمان محرم بحي العمرانية بمحافظة الجيزة ليس هذا فقط، بل كانت المفاجأة في عقد الزواج أن خيرت الشاطر نائب مرشد الاخوان هو الشاهد الأول على عقد الزواج، بينما الشاهد الثاني هو حافظ رشيد تاج الدين حافظ، والأغرب أن العقد موثق بتاريخ 21 ديسمبر 2012 أي في اليوم الذي تم الاعتداء فيه على أنصار أبو إسماعيل في الإسكندرية لتأتي نهاية الحدث غير المتوقعة، والتي تشير إلى أن أبو إسماعيل ترك زوجته السورية بعد ثلاثة أيام من الزواج، لأنه لم يوفر مسكن زوجية مما دفع الزوجة إلى رفع دعوى لإثبات صحة زواجها من أبو إسماعيل أمام محكمة الدقي الجزئية، وفي تصريح خاص ل'لشباب' يقول الشيخ جمال صابر- منسق حركة لازم حازم-: الشيخ حازم أبو إسماعيل لم يختف ولا حاجة، كل ما في الأمر أنه أوقف لقاءه الأسبوعي في مسجد أسد بن فرات الأسبوع الماضي والأسبوع القادم بسبب الأحداث التي تمر بها البلاد وليس لأي سبب آخر، وهذا لا يعني اختفاء'. امريكا لا تريد الخير لمصر ونتحول نحو عبد الناصر سلامة رئيس تحرير 'الأهرام' الذي يرصد اسباب تحذير الولاياتالمتحده مواطنيها من زيارة مصر في الوقت الراهن: 'جاء تحذير وزارة الخارجية الأمريكية لمواطنيها من السفر إلى مصر، الذي نشرته صحيفة 'واشنطن بوست' أمس، ليؤكد أن المارد الأمريكي ما زال يعبث بأمن العالم، من خلال توجيه بوصلة السياحة والسفر العالمية بالطريقة التي تروق له، وذلك لأن التحذير الأمريكي يلقي بظلاله سريعا على معظم الدول التي تنطلق منها الأفواج السياحية إلى مصر، ومن ثم سوف تستتبعه تحذيرات أخرى من عواصم عدة، على اعتبار أن ذلك المارد يعلم ما لا يعلمه الآخرون! وإذا كان ذلك التحذير ينتهي في الرابع من مايو المقبل فسوف يحق لنا أن نفكر في الذي تضمره الولاياتالمتحدة لمصر على مدى الثلاثة أشهر مقبلة، سواء من خلال عملائها في الداخل، أو الخارج، فكعادة منطقة الشرق الأوسط، إذا أردت أن تبحث عما وراء الأزمات، فسوف تجد المخابرات الأمريكية، وإذا أردت أن تنقب عن ما وراء الكوارث، فسوف تجد الموساد الإسرائيلي، وإذا أردت أن تكتشف ما وراء التوتر والقلاقل، فسوف تجد عملاء هذه وتلك، فما الذي يحاك لمصر وأهلها خلال الشهور المقبلة؟! هذا ما ستجيب عنه الأحداث إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن بؤر التوتر في مصر لا تخرج عن منطقتين محددتين بوسط القاهرة، أي بعيدا عن المواقع السياحية، ومن ثم فإن السائحين في مصر في أمان، هذا التحذير الأمريكي يرقى لدرجة الاطمئنان إلى أننا نسير على الطريق الصحيح، وكل ما في الأمر هو أنهم لا يريدون ذلك، إلا أنه علينا أن ننتبه إلى أن شيئا ما في الأفق، وأن أمرا ما يدبر لأرض الكنانة، وكلنا ثقة في أجهزتنا الأمنية، وقواتنا المسلحة بشكل خاص، وما على المتحذلقين تحت مسمى القوى السياسية إلا أن يعوا الموقف'. مرسي ومسلسل 'العاري' وسيدي العريان وإلى المعارك الصحافيه فها هو حمدي رزق في االمصري اليومب يمارس رياضته المفضله الهجوم على الرئيس، وقد استغل هذه المرة خطاب مرسي امام القمة الاسلامية، والذي جاء فيه إذ إننا نشعر جميعاً بالقلق العميق لما تتعرض له الأقليات المسلمة في عدد من بلاد العالم، ونعتقد أن المطالبة باحترام حقوق انسان والحريات الأساسية لكل بني البشر إنما هي مبادئ عالمية مستقرة ومُتفق عليها، وإن احترام حقوق الأقليات هو معيار حقيقي لحضارة الأمم والشعوب'، ويتساءل رزق معيار.. أي معيار يا ريس، لا تعايرني ولا أعايرك االعريب طايلني وطايلك، بخت العرايا مايل ليه، فات على سعادتك أن تعرض على أصحاب الفخامة والسعادة والسمو فيلم االعاريب بطولة حمادة المسحول، فيلم مصري عالمي إنتاج اجماعة المقطم'، فيلم يشرّف الأهل والعشيرة، وبالمرة تنظم لكبار الضيوف جولة قصيرة على الأقدام في أماكن التصوير الحقيقية، هنا خلع حمادة هدومه، هنا جنود الأمن المركزي يتوسلون إلى حمادة أن يتعطف ويرتدي البنطلون، حمادة وبإصرار عجيب يرفض ويرفس الجنود برجليه الحافيتين، ويتخلص في مفاجأة صاخبة من ملابسه الداخلية، إصرار غريب على البقاء عارياً في عز طوبة، بل ويضربهم بالطوبة، حمادة مسجل خطر اتعري'، كل ما يرى الشرطة يقلع، والجنود تقبّل رأسه، لكنه يرفض بإباء وشمم رافعاً رأسه لفوق دخول المدرعة المكيفة، وأخيراً مشاهد لحمادة في سريره مرتدياً البرنص في مستشفى الشرطة، وهتاف يتردد صداه في ردهات المستشفى اارفع راسك فوق.. انت مصريب صحيح كل ما آجي أفتكر أنسى، كيف خلت كلمة الرئيس من إشارة إلى المستوى الراقي الذي بلغته مصر في سجل حقوق الإنسان، مع كلمة الرئيس عن حقوق الإنسان كان حتماً ولا بد تعرض لقطات من فيلم االعاري'، ويشرح جنابه العالي عملياً كيف تمت ترقية حقوق الإنسان إلى حدود المحافظة على حقوق العرايا في التعري ليلاً. معلوم حمادة ينتمي لجماعة سيدي العريان، وهي منظمة إرهابية شتوية تستهدف اقتحام الاتحادية وخطف الرئيس، ينفذون عملياتهم عرايا كما ولدتهم أمهاتهم، إمعانا في التخفيب. الاخوان وتهمة التحرش بالبنات وإلى مزيد من المعارك الصحافية، ومن 'المصري اليوم' نختار سحر جعارة التي دأبت على شن هجوم واسع على الاخوان، وترصد هذه المرة اعترافات فتاة تعرضت للأغتصاب: 'بمنتهى الوجع والألم تجترّ الناشطة 'ياسمين البرماوي' لحظات التحرش بها، وجرجرتها من ميدان التحرير إلى عابدين!! لم تفقد 'ياسمين' كرامتها وهي تعري مجتمعاً يرفع شعار 'تطبيق الشريعة' وينادي بالفضيلة.. ثم ينتهك أعراض النساء، حيث لا مكان لهن في شريعتهم! هل تخجل 'ياسمين' مما تعرضت له بعد تعرية وسحل 'حماده صابر'؟ في مجتمع يتعرى رجاله بأيادي رجال الشرطة لا يصح أن تخجل النساء من التحرش الجنسي بهن.. يجب أن يخجل 'مشايخه' ممن يطلقون فتاوى 'التصريح بالقتل'، أن يخجل 'أولو الأمر' فيه ممن أطلقوا ميليشيات الاخوان تنشر العنف، وتُقصي النساء بطرق شاذة، يجب أن يخجل كل من تاجر بديننا وطنطن ب'الأمر بالمعروف'، بينما هو يدرب الشباب على سحل النساء والمعارضين!! المرأة في أدبيات الاسلام السياسي مجرد 'عورة'، تسبق حقوقها في الدستور عبارة: 'بما لا يخالف شرع الله'، ويُفترض أن تظل جاهلة وعاطلة لتبيع 'صوتها' في الانتخابات!! تيار الاسلام السياسي الذي يحتكر مفاصل الدولة، ويطلق ذئابه الجائعة تنهش عرض الوطن، لا يرى في المرأة إلا هوسه الجنسي وأمراضه النفسية.. فكيف تصرخ المرأة في وجه الظلم: 'ثورتنا مستمرة.. يسقط حكم المرشد'؟ إنهم يستغلون فقر الشباب المهمش لتجنيده في ثورتهم المسماة 'شرعية' على النساء، لكن أين ذهب شرف المتحرش، نخوته، كيف تم غسل مخه من كل وازع أخلاقي؟ ما الذي يشعر به المتحرش حين تمتد يده الآثمة لجزء حساس في جسد امرأة بسلاح، ليجردها من ملابسها، ويسلخ جلدها في سادية مرعبة؟ احالة مخرج 'موقعة الرضاعة' للتحقيق في تطور جديد بشأن تصريحات رئيس الوزراء د. هشام قنديل حول الرضاعة والنظافة الخاصة، وسلوكيات الأمهات في الريف، أحال وزير الإعلام صلاح عبد المقصود المخرج المنفذ ل'موقعة الرضاعة'، والذي قام بالإشراف على الحلقة الخاصة من برنامج 'واجه الشعب' للتحقيق نظرا لما بدر منه في الحلقة الأخيرة التي تمت إذاعتها الاثنين الماضي من مجلس الوزراء أثناء الجلسة التي عقدها رئيس الوزراء مع عدد من قيادات ومذيعي ماسبيرو، وهي الجلسة التي تورط فيها بتصريحات حول النظافة الشخصية للمرأة قبل الرضاعة، وتعرض الأطفال ل الإسهال، والتي باتت حديث الصباح والمساء على الرغم من مرور 3 أيام على المؤتمر الصحافي الذي شهد تلك الواقعة. ومن بين الاتهامات الموجهة للمخرج، إدانته بتعمد إحراج رئيس الوزراء، حيث لم يقم بقطع البث خلال فترة 'البريك' التي طلبها هشام قنديل، حيث قام المخرج بقطع البث المباشر عن القناة الأولى، في حين استمر على قناة النيل للأخبار، ومن ثم شاهد الجميع الحوارات الجانبية التي تحدث فيها قنديل مع الحضور على الهواء مباشرة، خاصة في ما يتعلق بحديثه عن ضرورة النظافة الشخصية للسيدات في الأرياف، قبل إرضاع أطفالهن وهي الواقعة التي سخر منها الجميع وأطلقوا عليها 'موقعة الرضاعة'. مفتي الجهاد يبيح قتل رموز جبهة الانقاذ الشيخ شعبان الذي افتى بجواز قتل معارضي الرئيس من العلمانيين لم يعد بمفرده في الساحة فها هو أسامة قاسم، مفتي تنظيم الجهاد يفتي بأن قيادات جبهة الانقاذ الوطني يستحقون القتل و'حد الحرابة' في الوقت الذي توالت فيه ردود الفعل الغاضبة على خلفية فتوى الدكتور محمود شعبان، الأستاذ بجامعة الأزهر، التي تبيح قتل أعضاء الجبهة، فيما أمر النائب العام ببدء التحقيق في بلاغ يتهم 'شعبان' بالتحريض على القتل. قال 'قاسم' في تصريحات ل'المصري اليوم': 'قيادات الجبهة يستحقون أن يطبق عليهم حد الحرابة، لأنهم يعتدون على الممتلكات العامة ويرتكبون أعمال عنف، من قطع طريق، وما يحدث عند قصر الاتحادية الرئاسي وغيره، وينازعون الرئيس محمد مرسي، ما يقسّم الأمة إلى أقسام عدة، ويقودها إلى حرب أهلية' واستنكرت مؤسسة الرئاسة ما وصفته ب'ترويج البعض للعنف السياسي، والتحريض عليه'، وأضافت في بيان صحافي أصدرته، أمس 'يبيح بعض من يدعون التحدث باسم الدين القتل، على قاعدة الاختلاف السياسي وهذا هو الإرهاب بعينه' فيما استنكرت وزارة الاوقاف الفتوي التي صدرت بقتل أعضاء جبهة الانقاذ واكدت الوزارة انه على جميع الدعاة وكل من يتصدي للفتوي ضرورة مراعاة الزمان والمكان وعدم اسقاط بعض النصوص على الواقع الان وشددت الوزارة على عدم جعل المخالفة والمعارضة السياسية في حكم المخالفة في الدين وقال الدكتور سلام عبدالقوي مستشار وزير الاوقاف ان الاسلام يسمح بالحرية وبتعدد الاراء ولفت إلى ان هناك واقعة في التاريخ الاسلامي تؤكد ذلك عندما وقفت امراة فقاطعت وعارضت عمر بن الخطاب فقال رضي الله عنه أصابت إمرأة وأخطآ عمر، وهذا يؤكد ان المعارضة والمخالفة السياسية جائرة شرعا طالما كانت بأدب وأضاف ان الفتوى التي صدرت بقتل اعضاء جبهة الانقاذ تخالف صحيح الاسلام لانه ليس لمجرد الخلاف السياسي تستخدم الفتوى في غير ما يجب ان تستخدم من اجله ومن جانبه أكد الشيخ عبدالحميد الاطرش رئيس لجنة الفتوي الاسبق بالازهر ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال لا يحل دم إمرء مسلم إلا باحدى ثلاث النفس بالنفس والسيب الزاني والتارك لدينة المخالف للجماعة وعلى هذا الاساس فلا يجوز ان تخرج فتاوى من هذا النوع'. خصوم الاخوان يسقطون بتأثير الفتاوى الخاطئه لكن كيف يكون تأثير تلك الفتاوى على انصار الرئيس وخصومه؟ حسن نافعه في 'المصري اليوم' يربط بين الفتاوى وبين من يتساقطون في الميدان: فمنذ أيام قليلة، سقطت رموز من شباب الثورة ضحية أعمال عنف وقعت أثناء المظاهرات الأخيرة، ولأنهم من المعارضين البارزين لجماعة الاخوان، فقد وقر في يقين البعض أنهم تعرضوا لتصفية جسدية تشير إلى أننا إزاء جريمة 'اغتيال سياسي ممنهج' وليس إزاء جريمة عنف سياسي من النوع التقليدي. وفي صباح الأربعاء الماضي، قام مجهول بإطلاق الرصاص على المعارض السياسي التونسي شكري بلعيد، في سابقة ليس لها مثيل في تونس. وقد أكد معظم المعلقين أن ما وقع في تونس هو جريمة 'اغتيال سياسي' تسبب فيها شيوع الفكر التكفيري في أجواء احتقان سياسي، بصرف النظر عن اليد الآثمة التي ارتكبتها. لذا يبدو أن تونس، التي هبت منها رياح 'ربيع عربي' كان قد زرع بذور الأمل في النفوس، بدأت تهب منها عواصف 'خريف عربي' على وشك أن يغرس اليأس في النفوس. وكما كانت مصر هي المحطة التي حولت شرارة الثورة التي انطلقت من تونس الخضراء إلى شعلة أضاءت جنبات العالم العربي كله، يبدو أنها باتت مرشحة أيضا لتصبح هي المحطة التي ستحول سلاح 'الاغتيالات السياسية' إلى سياسة ممنهجة لمحاصرة ووأد الثورات العربية، ويرى نافعه انه لو كانت مصر قد تعاملت بجدية مع 'دعاة جدد' تخصصوا في التحريض على الفتنة الطائفية من خلال فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان كتحريم تبادل التهاني مع الأقباط في أعيادهم أو تحيتهم وتناول الطعام معهم، لما ظهر رجال من أمثال الدكتور محمود شعبان وفتاواه المحرضة على قتل المعارضين السياسيين. فلو أن هذا الأستاذ الجامعي، الذي لا يستحق في الواقع أن ينال شرف الارتباط بالأزهر الشريف، كان قد فكر قليلًا في عواقب ما قال وفي الضرر الذي يمكن أن يترتب عليه، لما تحدث مطلقاً على هذا النحو. فماذا لو أن شاباً متهوراً تعامل مع ما قاله هذا الأستاذ الأزهري باعتباره فتوى دينية ترخص له قتل البرادعي أو صباحي'؟ ابن سبأ مسؤول عن فشل مرسي هذا ما توصل اليه ابراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة 'التحرير'، الذي يسخر من الرئيس وجماعته: 'يبذل المتأسلمون جهدا منظما ومخلصا في إقناع أنفسهم أن عبد الله بن سبأ هو سبب فشل مرسي وعجزه، ويتحدثون عنه وعن دوره في تفسير غضب الناس لأفعال مرسي وأقواله وقوانينه وممارسته وسياسة تياره وأنصاره، الذين وصلوا إلى درجة من التوحش والبشاعة جعلتهم يبررون ويسكتون ويباركون الخطف والقتل والتعذيب للمعارضين هي إذن مأساة عبد الله بن سبأ لا تتوقف عن التكرار كأننا أمام غفلة لا تموت وجهل لا يفنى! يضيف عيسى عبد الله بن سبأ يهودي من أهل صنعاء، أسلم في أيام عثمان، ثم صار ينتقل - كما تروي الكتب- في الأمصار يكيد للخليفة الراشد عثمان بن عفان، ويغري به، ويحرِّض عليه وإلى ابن السوداء ينسب كثير من الناس كل ما ظهر من الفساد والاختلاف في البلاد الاسلامية أيام عثمان ولاحظ أن كل هذه الأمور والمؤامرات تجري في عز وجود صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بينما رجل واحد يتحدث المؤرخون عنه بمنتهى العنصرية فيطلقون عليه 'ابن السوداء' يستطيع أن يكون سوبرمانًا خارقًا ويبث الفرقة والفتنة بين الصحابة ويرى ابراهيم عيسى في التاريخ الاسلامي فريقان: فريق أكبر وأوسع انتشارا (ظهر طبعا منذ الدولة الأموية) يؤمن بوجود هذا الرجل الخارق الذي أظهر الاسلام وأخفى اليهودية في صدره (تفتيش للقلوب واضح)، وهو الذي صنع الفتنة بين الصحابة فراح ضحيتها عشرات الآلاف من الصحابة والتابعين والمسلمين الأوائل الذين استسلموا لاختراق ابن سبأ ولم يتمكنوا من مواجهته ومعاقبته الفريق الآخر من المؤرخين ينكر وجود عبد الله بن سبأ، أصلًا ويرى أنه شخصية وهمية اخترعها المؤرخون لكن الذين يرون أن ابن سبأ وراء الفتنة الكبرى من عصر عثمان بن عفان رضى الله عنه حتى فتنة فشل محمد مرسي، يضعون كل فشلنا على العنصر المتآمر الخارجي الكوني الجهنمي الأسطوري الذي يؤجِّر الرجال ويجنِّد العملاء ويثير الفتن، وأن كل ما يحدث إنما هو بسبب المؤامرة الوهمية المتخيَّلة في أذهانهم، بينما الحقيقة أن حكام المسلمين وجمهور الأمة هم سبب الأزمة وأصل الفتنة'. ولماذا الصمت على جرائم الثوار؟ ونتحول نحو صحيفة 'الشروق' والكاتب وائل قنديل الذي يهاجم آلة الأعلام التي تتصيد الآخطاء للاسلاميين ولا تنظر بحياديه للطرفين المتصارعين ويتخذ من جريمة مسكوت عنها لا تقل عن جريمة سحل المواطن حماده يقول وائل: 'لأن الثورة أصيبت بفيروس 'حمادة' دون أن يحاول علاجها أحد، فإن أحدا لم يغضب أمام واقعة الاعتداء الإجرامي على الزميل محمد المشتاوي، باستثناء بيان للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، تدين فيه الجريمة وتحمل الدولة المسؤولية عنها. إن المشتاوي الذي يعمل محررا بصحيفة 'المصريون' يرقد الآن تحت العلاج بعد أن حاول مجرمون قتله عقابا على ما يكتبه ضد جماعات العنف الثوري، فقطعوا أوردة يديه دون أن تهتز الضمائر المشغولة باستثمار واقعة 'حمادة فيديو فيلم' على الرغم مما يتكشف يوميا من حقائق بشأن الحادثة التي باتت أقرب إلى مسرحية عبثية مصنوعة ومنفذة بدقة متناهية وما دام الكيل بأكثر من مكيال قائما في التعامل مع دعوات العنف وإراقة الدماء، سيبقى الضمير الوطني مصابا بالعطب والعوج، لأن نوازع الإقصاء باتت هي المسيطرة على مسلك جميع الأطراف وفقا للقاعدة الميكافيللية الشهيرة 'الغاية تبرر الوسيلة' لقد انتفض الجميع عن حق ضد إباحة ذلك الشيخ الأزهري التليفزيوني لدماء رموز من جبهة الانقاذ، وهذا الانتفاض يعبر عن الموقف الأخلاقي والإنساني السليم، ذلك أن دعوة كهذه بمثابة عود ثقاب على تلال من حطب الاحتقان والاستقطاب في أجواء شديدة السخونة ومفعمة بكل أسباب الاشتعال وجيد جدا ومطلوب واجبا أن يخضع صاحب هذه الدعوة الخطيرة للتحقيق والمساءلة، غير أن الموضوعية كانت تقتضي من المنتفضين غضبا وقلقا أن يظهروا الغضب ذاته ضد دعوات مجموعات العنف الأسود التي ظهرت مؤخرا وأعلنت صراحة تبنيها حمل السلاح والاعتماد على العنف بكل درجاته بما فيها التصفية الجسدية تحقيقا لما تعتبره حماية المتظاهرين والثوار وعلى هذا لا يصح أن تصمت على خطاب العنف والقتل إذا كان محققا لأغراضك ومصالحك السياسية، بينما تصرخ ملتاعا محموما ضد العنف ذاته إن استشعرت أن نيرانه قد تنشب في ثوبك'. هل نسير على خطى تونس؟ السؤال يطرحه على استحياء عماد الدين حسين في جريدة 'الشروق': 'منذ بدايات الربيع العربي، كانت تونس تسبقنا دائما بخطوة، وكان يحلو لنا جميعا التندر بالقول 'ان الإجابة هي تونس' اليوم ونحن نعيش خريفا ممتدا ومتصلا بشتاء صعب مناخيا وسياسيا، نتمنى الآن ألا تكون الإجابة هي تونس بعد الاغتيال الإجرامي الذي أودى بحياة القيادي اليساري في الجبهة الشعبية المعارضة شكري بلعيد صباح الأربعاء الماضي في قلب العاصمة تونس التمنييات وحدها لا تكفي لعدم وقوع اغتيالات سياسية في مصر والسبب ان اعداد مسرح الجريمة يتم على قدم وساق منذ فترة طويلة، وأغلب الظن أننا إذا واصلنا السير في الطريق الحالي، فإن عمليات اغتيال مماثلة قد تقع في أي لحظة، خصوصا ان لدينا شيخا يتحدث ليل نهار في الفضائيات وأفتى بقتل قادة جبهة الانقاذ، ولم نسمع أن النيابة طلبت القبض عليه حتى هذه اللحظة جرائم الاغتيال والتصفية لا تتم هكذا بين عشية وضحاها، هي تتم معنويا وإعلاميا وسياسيا، وعندما يحدث ذلك فإن ما ينقصنا هو مجرد ضغط على الزناد حتى تنطلق الرصاصة القصف الإعلامي المتبادل بين الفرقاء في التيارين الاسلامي والليبرالي يتم على قدم وساق، وحملات التخوين مشتعلة ومتأججة أستمع أحيانا لمواطنين بسطاء في التيار الاسلامي يتحدثون عن محمد البرادعي وحمدين صباحي وبقية قادة التيار المعارض باعتبارهم أشد خطرا على مصر من بنيامين نتنياهو، وأستمع إلى آخرين من التيار الليبرالي يتحدثون عن قادة الاسلام السياسي باعتبارهم أشد خطرا من افيجدور ليبرمان عندما يتم تخوين وشيطنة هؤلاء القادة فإن الأمر لا يحتاج قرارا من مستوى أعلى بتنفيذ الاغتيال، يكفي فقط وجود مختل أو مجنون أو حتى مواطن بسيط قليل الوعي يعتقد ان قتل هذا السياسي أو ذاك هو جهاد في سبيل الله قد يدخله الجنة. تكريم الشيوعيين في عهد الاخوان وإلى مقالات الاسلاميين ومن بينهم محمد حلمي قاعود الذي اعرب عن دهشته للحفاوة التي يلقاها الشيوعيون حتى في ظل حكم الاخوان وهو ماعبر عنه في صحيفة 'المصريون': انعقد في يناير الماضي بمدينة شرم الشيخ مؤتمر أدباء مصر الذي كان يسمى من قبل مؤتمر أدباء الأقاليم، حضر المؤتمر مولانا الذي في الحظيرة، ورأسه الشيوعي المتطرف صنع الله إبراهيم، وكان معظم الباحثين والحاضرين من أهل الحظيرة الثقافية الذين ينتمون في أغلبهم إلى اليسار الحكومي. مع تجاهل تام ومقصود لبقية التيارات الأدبية من غير اليساريين والحظائريين، وفقًا لسياسة الإقصاء التي تبنتها الحظيرة على مدى ربع قرن مضى. كرّم المؤتمر عناصر الحظيرة من اليساريين، وأغدق عليهم العطايا المعنوية وقدمهم للناس بوصفهم أصحاب تميز وجهد عظيم، مع أن مجمل أعمالهم لا ترقى إلى مستوى الحد الأدنى من الأدب الجيد، ولا تمثل قيمة فنية يمكن الإشارة إليها مولانا الذي في الحظيرة غازل الماركسيين والناصريين وأشباههم، وغمز ضمنًا في الحكومة والنظام الذي جعله وزيرًا، أو وافق على استمراره وزيرًا، فأعلن أنه لا يرغب في الاستمرار وزيرًا للثقافة (؟!) وأعلن ضيقه بالأجواء التي يمر بها من خلال عمله وزيرًا للثقافة؛ بسبب الأجواء التي تمر بها البلاد من عشوائية وتخبط، وأنه يدير عمله من خلال حرصه على الذود عن الثقافة (؟!) كمن يحمي الثغور والحدود!! يضيف قاعود لست أدري ما الذي يرغم وزيرًا على العمل في ظل العشوائية التي لم نفهم ماذا يقصد بها والتخبط الذي لم نفهم ماذا يعني به؟ هل يمكن أن تكون وزارة الثقافة الفاسدة قد حققت نوعًا من الاتزان والصلاح، وهو لا يعرف كيف يصل بها إلى استمرار ما حققه؟ الوزير يعلم والدنيا كلها تعلم، أن وزارته فاسدة حتى الركب'. انصار مرسي اشد خطراً عليه من اعدائه تلك النتيجة توصل إليها جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة 'المصريون': 'بعض المتعصبين من أنصار الدكتور محمد مرسي ضررهم أكبر كثيرًا من أي نفع، إن كان لهم نفع فعلًا، وهم عبء عليه، وقلنا ذلك كثيرًا من قبل، وأكدت أن هذا الوقت ليس وقت العصبية والتشنج والتطرف الفكري أو السلوكي أو الإعلامي، ليس وقت المساهمة في تصعيد العنف والاستجابة لدواماته وتهييج أجوائه، ليس هذا وقت العضلات، وإنما وقت الحكمة والكلمة المحسوبة بدقة وعدم الانجرار إلى استفزازات الطرف الآخر الذي يحركها باحتراف، وقلت وكررت إن تصعيد العنف الكلامي أو السلوكي أو التهديدات وشحن الأجواء بها ليس في صالح حكم الرئيس مرسي أبدًا، بل هو ضرر فادح له، وتوريط له في أجواء لم يصنعها وإنما صنعها له بعض من تصوروا أنهم يخدمونه ويدعمونه، ولقد اقشعر بدني وأنا أسمع أمس فتوى أحد المحسوبين على الدكتور مرسي وهو يضع فتوى تبيح قتل معارضيه الذين ينازعونه في الحكم حسب قوله، وبطبيعة الحال، تحولت الفضائيات والمواقع الإلكترونية المعادية للرئيس مرسي أمس إلى صوان عزاء كبير على الديمقراطية، وساحة للتنديد بإرهاب الاسلاميين وكيف أنهم يفتون الآن بقتل قادة جبهة الانقاذ، ويحملون مرسي وأنصاره أي قطرة دم تسيل من أي معارض مسبقًا'. اخطاء الازهر والكنيسة في حق مصر ونختتم سلسلة المعارك الصحافية بتلك التي يشنها الكاتب الاخواني محمد جمال عرفة في صحيفة االحرية والعدالةب: اأفهم أن يكون دور شيخ الأزهر أحمد الطيب، والبابا الجديد اتواضروسب في هذه المرحلة الدقيقة، هو دعم الاصطفاف الوطني في الداخل المصري، والاصطفاف على المستوى العربي والاسلامي، لا جَرّ مصر أو بلاد العرب والمسلمين لمزيد من الشقاق والخلافات، وإشعال حرائق الصراعات الدينية ولهذا استغربت مما فعله الأزهر مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد من إهانة علنية له أمام وسائل الإعلام وهو في ضيافته، بدلا من ممارسة دوره في توحيد السنة والشيعة، كما فعل شيوخ الأزهر السابقون يضيف عرفه واستغربت أيضا إلقاء البابا الجديد اتواضروسب البنزين على نار الخلافات الطائفية بتصريحاته السياسية الساخنة الأخيرة في حواره لوكالة الأنباء الأمريكية اAPب، التي وصف فيها الدستور بأنه اعنصريب discriminatory، صاغه اسلاميون، وسخِر ضِمْنًا من الحوارات التي تجريها الرئاسة، وانتقد ما قالت الوكالة إنه االقيادة الاسلامية لمصرب!! في الواقعة الأولى في االأزهرب.. لا يختلف اثنان على أنه كانت هناك حاجة للصراحة مع الإيرانيين بشأن الاضطهاد والقتل الذي يحدث للسُّنة في إيران في منطقة االأحوازب العربية، ومطالبتهم بوقف سب الصحابة - رضي الله عنهم- أو تشجيع إيران لنشر التشيع في مصر والدول العربية، ولكنْ هناك فارقا بين الصراحة في الغرف المغلقة وإكرام الضيف الإيراني، وبين إهانته أمام عدسات الكاميرات، كما حدث في المؤتمر الصحافي الذي أعقب لقاءه مع شيخ الأزهر، لدرجة أنه هَمّ بترك المؤتمر الصحافي بعدما شعر بالإهانة؛ لأن وكيل الأزهر أصرّ على إهانته بنشر الخلافات، بينما نجاد يقول له ااتفقنا على الوحدة والأخوةب.