أشاد براين كينغ رئيس مجلس الأعمال الإيرلندي بالعلاقات المتينة بين دولتي الإماراتوإيرلندا في مختلف المجالات والصعد بما في ذلك التجارية، وخير شاهد على ذلك تبادل الوفود التجارية الرسمية التي تهدف لتعزيز وتوطيد العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين . كما أشاد في حوار مع "الخليج": بأداء اقتصاد الإمارات إبان الأزمة المالية العالمية وقدرته على مواجهة التحديات والعقبات التي تقف حجر عثرة في وجه كثير من اقتصادات دول العالم التي كان آخرها أزمة الركود الاقتصادي والديون التي تفجرت في أنحاء واسعة من القارة الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية، وأكد أن الإمارات خرجت من براثن الأزمة وأن اقتصادها ينمو بشكل مطرد ولو كان بوتيرة أبطأ نسبياً عنها في أيام الطفرة الاقتصادية، إلا أن الأهم أنها تجاوزت المرحلة الحرجة في الوقت الذي لا تزال فيه دول عديدة عالقة في دوامة الأزمة العالمية وتبعاتها من أزمات ديون وبطالة وغيرها . وامتدح براين بيئة الاستثمار في دولة الإمارات واصفاً إياها بالجاذبة نظراً لما تتمتع به من مقومات لفتت أنظار الشركات إليها من شتى أنحاء العالم كالبنية التحتية والتشريعات والقوانين السلسلة، إضافة إلى الخيارات التي يحظى بها المستثمر كالمناطق الحرة التي لا تحتاج إلى شريك إماراتي أو الشراكة مع رجال الأعمال الإماراتيين . في ما يلي نص الحوار: * ما الآلية التي يتبعها مجلس الأعمال الإيرلندي في دبيوالإمارات الشمالية في تحفيز الشركات الإيرلندية على الدخول لأسواق الدولة؟ تأسس مجلس الأعمال الإيرلندي قبل سنتين بغية تشجيع الشركات الإيرلندية على اقتحام أسواق الإمارات والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتنوعة فيها، ونعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات التعريفية لرجال الأعمال الإيرلنديين بالفرص الاستثمارية في الإمارات واللوائح والتشريعات المتبعة في افتتاح الشركات وتأسيس الأعمال، كما نستعين برجال الأعمال الإيرلنديين ذوي الباع الطويل في مجال الاستثمار في الإمارات لينقلوا تجاربهم وخبراتهم إلى الوافدين الجدد إلى الدولة من رجال الأعمال الإيرلنديين . * كيف ترى العلاقات الثنائية بين إيرلندا ودولة الإمارات؟ لا شك أن إيرلندا تتمتع بعلاقات رائعة ومتينة مع دولة الإمارات على الصعد كافة بما فيها التجارية، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري للسلع بين دولة الإماراتوإيرلندا خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2012 بواقع 30% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي ليصل إلى 3 .1 مليار درهم وفقاً لبيانات المجلس التجاري الإيرلندي، كما تشرفنا في أكتوبر الماضي باستقبال وفد رسمي من دولة الإمارات إلى إيرلندا يرأسه وزير الاقتصاد سلطان سعيد المنصوري، حيث ناقشنا سبل تعزيز العلاقات التجارية بين الدولتين . ولا أغفل الدور الذي لعبته طيران الإمارات والاتحاد للطيران في توطيد الخطوط التجارية بين الإماراتوإيرلندا من خلال الخدمات اللوجستية المتميزة اللذان يقدمانها، حيث وصلت عدد الرحلات الأسبوعية التي يسيرانها إلى إيرلندا إلى 17 رحلة وهو ما يعكس الأهمية التجارية التي يمثلها كل طرف للآخر . وتحتضن الإمارات أكثر من 150 شركة إيرلندية متخصصة في كل القطاعات ومتفاوتة في أحجامها ما بين الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، كما أن الاستثمارات الإيرلندية موجودة وبقوة على الساحة الإماراتية والتي كان آخرها استحواذ كينغ سبان الشركة الإيرلندية المتخصصة في التصنيع على شركة ريجيدال للصناعات التي تتخذ من دبي مقراً لها مقابل 188 مليون درهم، أما بالنسبة للاستثمارات الإماراتية في إيرلندا فهناك العديد من الاستثمارات الإماراتية في إيرلندا لعل أبرزها استحواذ طيران الاتحاد على حصة تصل إلى 3% من طيران إير لينجس وهو الطيران الوطني في إيرلندا، كما تمتلك العائلة الحاكمة في دبي مزرعة للخيول الأصيلة في إيرلندا يعمل تحت مظلتها مئات الموظفون . وتجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات تستضيف ما يقرب من 7 آلاف إيرلندي على أرضها . * إلى أي مدى تأثرت الشركات الإيرلندية العاملة في الإمارات بتداعيات الأزمة المالية العالمية؟ لا شك في أن الأزمة المالية العالمية طالت مختلف القطاعات والشركات ولكن بنسب متفاوتة، حيث لا يخفى علينا أن قطاعي المصارف والعقارات كانا أكبر المتضررين من هذه الأزمة، في الوقت الذي حافظ فيه القطاع السياحي على نشاطه غير متأثر بتداعيات الأزمة، أما الآن فإن الوضع الاقتصادي للإمارات يشهد تحسناً مطرداً في كثير من القطاعات وهناك العديد من المؤشرات التي تدل على الانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه دولة الإمارات لعل أبرزها المشاريع الضخمة التي تطلقها حكومة دولة الإمارات والتي كان آخرها إطلاق حكومة دبي لمدينة محمد بن راشد، وأعتقد أن حكومة الإمارات نجحت في التصدي للأزمة . * إلى أي حد استفادت الإمارات من تجربة المناطق الحرة؟ الجميع يدرك قيمة هذه المناطق ودورها في استقطاب الاستثمارات والشركات إلى الدولة، إذ تتقاطر الشركات من كل أنحاء العالم عليها بحثاً عن المميزات التي تقدمها وأهمها إمكانية التوسع والوصول بكل سهولة إلى أسواق الدول المجاورة، عدا عن ميزة الملكية الكاملة والتي تستثني شرط وجود شريك إماراتي للمستثمر الأجنبي . * هل أنت راض عن أداء القطاع السياحي بين الإماراتوإيرلندا؟ بكل تأكيد وسعيد بالنمو المتواصل لهذا القطاع حيث ارتفع هذا العدد بشكل كبير ليصل إلى 17 رحلة أسبوعياً على متن طيراني الإمارات والاتحاد بمفردهما، وهو مؤشر قوي على انتعاش هذا القطاع بين البلدين وأتوقع أن يواصل أداءه القوي . * كيف ترى حظوظ الإمارات لاستضافة إكسبو 2020 في ظل المنافسة الشرسة من الدول الأخرى؟ لا شك في أن الإمارات تملك كافة المقومات التي تؤهلها لاستضافة هذا الحدث الضخم، وأنا شخصيا متفائل حيال فرصة الإمارات لنيل شرف استضافته وانطلاقاً من دعمنا لملف الإمارات لاستضافة إكسبو 2020 فقد أرسلنا رسالة دعم وتأييد لغرفة تجارة وصناعة دبي تعبيراً عن مساندتنا لجهود الدولة للظفر بالحدث . * هل تأثر الاقتصاد الإماراتي بثورات الربيع العربي في عدد من الدول العربية كمصر وتونس؟ بكل تأكيد تأثر اقتصاد الدولة ولكن تأثره كان إيجابياً، حيث اضطرت العديد من الشركات العاملة في بلدان الربيع العربي إلى إغلاق أبوابها في تلك الدولة نظراً لحالة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي التي كانت تعم في تلك البلدان وآثرت البحث عن ملاذ آمن لاستثماراتها ووجدت ضالتها في دولة الإمارات التي تتمتع بالأمن والأمان والاستقرار السياسي الضروري للاستثمار . * ما أبرز العوائق التي تقف حجر عثرة في طريق الشركات الصغيرة والمتوسطة؟ أعتقد أن هنالك عائقين رئيسيين يؤثران في هذه الشركات وهما التأخر في إصدار تأشيرات العمل للأيدي العاملة من خارج الدولة، إضافة إلى البيروقراطية المنتهجة في الدوائر الحكومية المختصة بإصدار تصاريح العمل والتي يترتب عليها تأخر تأسيس الشركات لفترات تصل إلى شهرين في بعض الأحيان، في الوقت الذي لا يستغرق فيه تأسيس الشركات في دول كهونغ كونغ وسنغافورة سوى يومين .