تواصل إسرائيل تهديد إيران بعمليات عسكرية تدمر منشآتها النووية، فترد طهران متوعدةً بمحو إسرائيل عن الخريطة، لكن وسائل إعلام إسرائيلية زعمت أن اجتماعًا سريًا بين وفدين إسرائيلي وإيراني عقد في بروكسل، تناول مسألة نزع السلاح النووي في الشرق الاوسط. لا تعكس حالة التوتر القائمة بين إسرائيل وإيران الواقع المعاش على الأرض إذا ما صدقت الأنباء التي نقلها موقع "واللا" الإسرائيلي الثلاثاء الماضي، والذي تحدث مفاوضات عن سرية جرت في العاصمة البلجيكية بروكسل بين وفدين إسرائيلي وإيراني، على هامش مؤتمر بروكسل المخصص لبحث مسألة نزع الأسلحة النووية. وبحسب الموقع فأن المباحثات تناولت مسألة نزع السلاح النووي في الشرق الأوسط، وسط إصرار الإيرانيين على التزام إسرائيل بذلك، وشارك في الاجتماع السري نائب مدير وزارة الخارجية الإسرائيلية للشؤون الإستراتيجية فيما مثّل الجانب الإيراني نائب وزير الخارجية السابق، وأبرمت المحادثات برعاية أوروبية، مع التشديد على ضرورة عدم الافصاح عن الاجتماع وتفاصيله لوسائل الإعلام. وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية أكدت الإثنين الماضي مشاركة مسؤولين إيرانيين وإسرائيليين فى مؤتمر بروكسل الذى يدور حول الانتشار النووى، دون ان تفصح عن عقد اجتماعات سرية منفردة بين وفدي إسرائيل وإيران. وأوضحت الصحيفة أن الوفود المشاركة فى المؤتمر يترأسها مسؤولون كبار مصرح لهم من قبل حكومات بلادهم بالمشاركة فى محادثات غير رسمية مع مندوبى عشر دول عربية ومسؤولين من الولاياتالمتحدة ووسطاء أوروبيين لاستبيان مدى إمكانية عقد مؤتمر برعاية الأممالمتحدة الهدف منه إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط. وألمحت الصحيفة إلى الوفود التى من المقرر أن تشارك فى المؤتمر المزمع عقده فى العاصمة الفنلندية هلسينكى، حيث سيترأس الوفد الإسرائيلى سفير الشؤون الإستراتيجية فى الخارجية الإسرائيلية جيريمى إيزاك تشاروف، بينما يترأس الوفد الإيرانى أكبر ممثلى إيران وسفيرها الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أصغر سلطانية، فضلا عن مشاركة وزير الخارجية الفنلندى جاكو لايافا المنوط به تنظيم المؤتمر برعاية الأمانة العامة للأمم المتحدة. معهد إسرائيلي: هجوم على إيران لن يتسبب في حرب أكبر من جهة أخرى قال معهد دراسات الأمن القومي -المقرب من الحكومة الإسرائيلية-، أنه توصل إلى نتيجة عبر اختبار محاكاة لسيناريو ما بعد ضرب إيران، أن ضربة عسكرية إسرائيلية ضد المنشئات النووية الإيرانية، ستفيد في "احتواء" إيران ولن تتسبب في حصول حرب أكبر. وأوضح المعهد، الذي يتخذ من تل أبيب مقراً له، أنه توصل لهذه النتيجة من خلال اختبار عملي قام به قبل فترة لمعرفة التداعيات المتوقعة جراء ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة للمنشآت النووية الإيرانية، والسيناريوهات التي يمكن أن تنجم عنه. وأعلن المعهد بحسب ما نقله موقع "عكا أون لاين" أنه قام بإجراء المناورة قبل أسابيع، عندما كانت التوقعات تشير لاحتمال حصول عمل عسكري إسرائيلي في خريف عام 2012، وأقر بأن احتمالات حصول الصدام تراجعت منذ ذلك الحين، وإن كان قد توقع معاودة طرح هذا الخيار بعد الانتخابات الأميركية والإسرائيلية. وعمد المعهد إلى الاستعانة بخدمات عدد من الدبلوماسيين والعسكريين السابقين في إسرائيل، وأوكل إليهم مهمة لعب أدوار مختلفة وتخيل أنهم رؤساء لإسرائيل وأميركا وروسيا وإيران وتحديد ردود الفعل المناسبة للأحداث خلال الأيام التي تعقب حصول الضربة الإسرائيلية. ووفق السيناريو الذي أعده المعهد تقوم إسرائيل بإرسال طائراتها لقصف إيران، ومن ثم تخطر الولاياتالمتحدة بنواياها بعد ذلك، مشيراً إلى أن الاختبار رجح بأن تقوم واشنطن بالوقوف إلى جانب إسرائيل بعد ذلك والتكتم على الخلافات في وجهات النظر حول الضربة. وأشار المعهد إلى أنه بخلاف التحليلات التي تتوقع حصول "حرب عالمية ثالثة" بعد الضربة، فإن المؤشرات التي أظهرها الاختبار تدل على أن الاتجاه سيكون نحو التعامل مع الغارات الإسرائيلية على أنها عملية "احتواء" لإيران. ايران تقدم شكوى الى المجتمع الدولي حول تهديد اسرائيل بالهجوم على منشآتها النووية من جهة ثانية قدمت ايران الليلة الماضية شكوى الى المجتمع الدولي حول تهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالهجوم على المنشآت النووية الايرانية مشيرة الى حقها بالرد في حال وقوع الهجوم. جاء ذلك خلال توجيه سفير ايران الدائم لدى منظمة الاممالمتحدة محمد خزاعي رسائل الى رئيس مجلس الأمن الدولي في دورته الحالية السفير الهندي هارديب سينغ بوري وسكرتير عام الاممالمتحدة بان كي مون. وقال السفير خزاعي ان نتنياهو قد اعلن في القناة الثانية من التلفزيون الاسرائيلي يوم الاثنين الماضي عن رغبته بشن هجوم على المنشآت النووية الايرانية "دون الحاجة الى دعم اميركي او دولي". واعرب عن معارضة ايران الشديدة وادانته لتصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي الاستفزازي وغير المبرر بالاضافة الى تصاريح اخرى من مسؤولين رسميين في ذلك النظام. واعتبر السفير الايراني ان مثل تلك التصاريح والاداعاءات تمثل انتهاكا علنيا لاهم بنود ميثاق الاممالمتحدة والمبادىء الاساسية للقانون الدولي التي تدين وتمنع القيام باي اعمال عنف او اعتداء. وشدد على عدم وجود اي رغبة لدى بلاده شن هجوم على اي دولة لافتا في الوقت نفسه الى عدم تردد ايران في ممارسة حقها بموجب المادة 51 في ميثاق الاممالمتحدة باتخاذ جميع الاجراءات اللازمة بالدفاع عن النفس والرد على اي اعتداء محتمل ضد شعبها او اراضيها. واوضح السفير خزاعي انه "بلا شك اي تهديد باستخدام القوة او اي طعن في اعمال العنف والاعتداء مارسه النظام الاسرائيلي يهدد السلام والامن في الاقليم ما يؤدي الى ضرورة قيام الاممالمتحدة باتخاذ اجراءات ملائمة لتجنب ذلك". وبين ان "مثل هذه التصريحات والادعاءات التي لا اساس لها ضد ايران وصرح بها مسؤولين تابعين لنظام يقوم بتطوير الاسلحة النووية بسرية يشكل تهديدا رئيسيا للاقليم والسلام والامن الدولي فضلا عن سجله التاريخي المليء بانتهاكات وجرائم ضد الانسانية. وذكر السفير الايراني ان بلاده تخضع حاليا تحت البند الرابعة من فرض عقوبات مجلس الامن عليها بسبب رفضها وقف انشطة تخصيب اليورانيوم "التي تثير مخاوف الغرب واسرائيل من قيامها بتطوير اسلحة نووية". يذكر ان ايران ترفض وقف انشطتها النووية وتخصيب اليورانيوم مشيرة الى ان استخداماتها سلمية في اطار الابحاث الطبية والاستخدام السلمي.