ستؤدي التجربة النووية التي اجرتها كوريا الشمالية الثلاثاء وشكلت تحديا كبيرا للمجتمع الدولي الى وضع الصين التي تعرضت لما يشبه الاهانة في مأزق اكبر من اي وقت بين تضامنها مع حليفتها التاريخية والعقوبات المطلوبة في الاممالمتحدة بحسب المحللين. بكين: رغم من تحذيرات بكين الحازمة عبر الصحف وبين القيادتين الشيوعيتين على الارجح خلف الاضواء، نفذت بيونغ يانغ الثلاثاء "بنجاح" تجربتها النووية الثالثة على ما اعلنت الوكالة الرسمية الكورية الشمالية فيما الصين تحتفل برأس السنة الصينية. واعربت الخارجية الصينية في بيان لم تستخدم فيه عبارة "الادانة" عن "المعارضة الحازمة" لبكين للخطوة الكورية الشمالية. وقال البيان ان "جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية اجرت تجربة نووية جديدة بالرغم المعارضة الشاملة للمجتمع الدولي. ان الحكومة الصينية تعبر عن معارضتها الحازمة". وبدت هذه النبرة اكثر اعتدالا من تحذيرات بكين في الاسبوع الفائت حيث اكدت عبر مقالات في الصحف الرسمية من ان بيونغ يانغ ستضطر الى "دفع ثمن باهظ" ان اجرت تجربة جديدة. كما المحت الى امر يعتبر من المحرمات بين الحليفتين وهو "انقطاع" في العلاقات بينهما وتقليص المساعدات الصينية الحيوية لاقتصاد كوريا الشمالية الضعيف. رسميا اكتفت بكين حتى الان بدعوة "جميع الاطراف المعنية الى الاحتفاظ بالهدوء وضبط النفس". ففي مجلس الامن الدولي الذي انعقد الثلاثاء يتوقع ان تضم بكين صوتها على ما فعلت في كانون الثاني/يناير الى اصوات الادانة المتوقعة. لكن ابعد من الكلام، يبرز السؤال حول الى اي مدى الصين مستعدة للسير في طريق العقوبات، على ما برز بعد التجربتين النوويتين السابقيتن والتجارب البالستية الكورية الشمالية. وصرحت مديرة مكتب شمال شرق اسيا لمجموعة الازمات الدولية في بكين ستيفاني كلاين البرانت "اعتقد ان الصين غاضبة جدا من هذه التجربة". لكن وسط توقع "ردود فعل اقوى" من الامين العام الجديد للحزب الشيوعي الصيني تشي جينبينغ مقارنة بسلفه هو جينتاو تتوقع المحللة "الا نعلم بالضرورة ما هي اجراءات الصين العقابية. وهي لن تثني كوريا الشمالية بالضرورة لان الصين ليست مستعدة الى الذهاب ابعد من نقطة محددة". وتؤكد ان "همهم الاول هو استقرار كوريا الشمالية". ويستند الدعم الصيني الثابت لبيونغ يانغ الذي لم يتعرض لتجربة مماثلة الى هاجس بكين بمنع انهيار نظام كيم جونغ-اون نتيجة العقوبات الدولية القاسية. وترفض القيادة الصينية هذا السيناريو باي ثمن كان لانه سيؤول الى تعزيز الوجود العسكري الاميركي في المنطقة في ظل اعادة توحيد كوريا تحت راية سيول. وتمسك الصين بمفاتيح بقاء الاقتصاد الكوري الشمالي الذي يعاني من مجاعات دورية، ولا سيما على مستوى الطاقة. في كانون الاول/ديسمبر بعد اطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا لم تصوت الصين على عقوبات جديدة في كانون الثاني/يناير الا بعد معركة طويلة للحد من آثارها. وفي ذلك تكرار لما حدث بعد تجربة بيوتغ يانغ النووية الثانية في 2009. ولم يعلن عن اي عقوبة صينية من طرف واحد. عام 2006 قلصت بكين شحنات النفط المخصصة الى بيونغ يانغ بعد اطلاقها صاروخا بالستيا وقبل شهر على تجربتها النووية الاولى. ولم يعلن عن هذه الخطوة قبل اشهر في اطار نشر ارقام التجارة الثنائية مع كوريا الشمالية. وقارن وان دونغ الخبير الصيني في شمال شرق اسيا في جامعة بكين بين سلوك كوريا الشمالية مع بكين بسلوك عدد من حلفاء واشنطن في اثناء الحرب الباردة. وقال لفرانس برس "كان لديكم دول صغيرة حليفة تتخذ سلوكا خطيرا جدا عدائيا واستفزازيا يهدد بجر الولاياتالمتحدة في نزاعات هي بغنى عنها". واضاف "الصين في وضع مشابه". واعتبر ان بكين سترد على تحدي بيونغ يانغ باجراءات محدودة، ربما عبر تقليص مساعداتها المالية، ولكن خلف الاضواء لتجنب اهانة حليفتها علنا. وذكر وانغ بان "ماء الوجه امر ينبغي اخذه في الاعتبار دوما في العلاقات الدولية في آسيا". لكن امام تصلب بيونغ يانغ بات الدعم الصيني الثابت لهذا النظام يثير جدالا حادا بين المحللين الصينيين حيث بات المزيد منهم يعتبر ان التضامن الصيني يجلب المتاعب اكثر من المكاسب.