هناء الحمادي (دبي) - حول سالم خليفة منزله في الجميرا إلى مكان يجمع فيه مقتنياته من التحف التراثية والأثرية، التي يزيد عمرها على مئات السنين، وبرؤية فنية متميزة دفعه عشقه لجمع كل ما يخص التراث الإماراتي بالذات، وهكذا دخل سالم هذا العالم السحري. وعلى مدار 25 عاما أصبح سالم يمتلك نحو 6 آلاف قطعة من التحف والمقتنيات وعلى رأسها أجهزة المذياع. وما يثير الإعجاب هو تفانيه في ترتيب كل ما يجمعه ويشتريه وفقا لكل حقبة تاريخية، ما يجعل كل من يدخل منزله يعيش في تلك الحقبة بكل تفاصيلها، كما أنه برع في تقسيم مقتنياته بطريقة رائعة للعرض، فكل قسم يضم قطعاً مختلفة عن الأخرى، فالقطع النقدية والطوابع القديمة وأجهزة المذياع القديمة والساعات والأدوات الحربية من بنادق وخناجر وسيوف قديمة وأدوات الزينة والبحر كل منها له مكانه الذي تعرض فيه. رفيق الأجداد للراديو في متحف سالم حكاية حيث لا يمكن أن يكتمل متحف أي شخص يجمع المقتنيات القديمة من دون راديو واحد على الأقل. إلى ذلك، يقول سالم «جمال الراديوهات القديمة يأسر كل من يشاهدها، وهي رافقت الأجداد على مدار سنين طويلة. فالأخبار في الماضي لم تكن كالوقت الحاضر يحصل عليها الناس عبر القنوات الفضائية والصحف والإنترنت، بل كان سبيلهم الوحيد هو الراديو الذي لا يفارق يد الشخص إن كان حجمه صغيراً، أو يجلس بقربه طيلة الوقت إن كان كبيرا». ويضيف «صناعة الراديو مرت بالكثير من المراحل ففي البداية كانت أحجامه كبيرة جداً وأوزانه ثقيلة». ويذكر سالم «من أشهر الراديوهات المتوافرة على مستوى العالم تلك المصنوعة من وكالة فليبس المشهورة، التي بدأت تزدهر في مبيعاتها من بداية الستينيات، وأيضا من الراديوهات القديمة المستخدمة في المنطقة قديماً «بانسونيك»، وكان اسم الشركة في البداية ناشيونال بانسونيك». ويضيف «تطور صنع أشكال الراديو البانسونيك إلى أن وصل في مطلع السبعينيات الميلادية إلى حجم أصغر، والغريب أن الشركات الإلكترونية قديماً كثيرة جدا على مستوى العالم، وازداد عددها بعد أن دخلت الشركات اليابانية في المنافسة، وقد نجحت المنافسة في إظهار أشكال وجماليات متعددة وكثيرة من الراديوهات، حتى أنه في ذلك الوقت كثرت وكالات الراديوهات، وتفنن المهندسون في صنع أشكالها إذ أن لها قاعدة شعبية كبيرة عند الكثير من المهتمين بها». ويوضح سالم «اليوم، وبعد توفر كل سبل التكنولوجيا السمعية، لا تزال قلة قليلة تهوى جمع القديم، وهؤلاء يبحثون عن هذه النوعية من الراديوهات التي تلفت النظر بجمالها، وإن كان البعض من الهواة مازال يحتفظ بأنواع مختلفة من الراديوهات، تم شراؤها بأسعار مرتفعة من بائعي التحف القديمة، ومن باب الحفاظ على التراث القديم قام البعض منهم بتخصيص مكان معين في البيت، للحفاظ على الجهاز المنتمي إلى زمان ماض، ووضعه كديكور يزين غرفة المجلس، أو كتحفة فنية تحمل الكثير من رائحة الماضي». تعمق في الهواية زيارة لمنزل سالم تحمل الزائر إلى الأجواء القديمة بكل ما فيها، ما يدفعه إلى التعمق بشكل أكبر في النواحي التاريخية لكافة المعروضات بالمتحف، والتي تكون في غالبيتها من القطع الأثرية النادرة والقديمة، فالزائر يحس بأنه يعود بالزمن لسنوات مضت، سواء من ناحية الأجواء الموجودة داخل المتحف أو من ناحية محتوياته وصالاته، التي تغص بالقطع الأثرية من كافة الأشكال والأنواع. ... المزيد