المعارضة تسيطر على مطار عسكري في حلب وحصيلة القتلى وصلت نحو 70 الفابيروت عماندمشق 'القدس العربي' وكالات: اعلن الجيش الحر تحقيق 'تقدم كبير' على جبهات عدة الثلاثاء في محافظة حلب في شمال سورية في مواجهة قوات النظام، وذلك في اطار عملية عسكرية واسعة تمت بالتنسيق بين المجموعات العسكرية المعارضة المقاتلة، جاء ذلك بينما علت الاصوات المنتقدة مؤخرا للجيش الحر واسلوب قتاله في الاراضي السورية. وقالت منظمة معارضة ان مقاتلي المعارضة السورية سيطروا على مطار عسكري قرب مدينة حلب في شمالي البلاد امس الثلاثاء (12 فبراير) في انتكاسة عسكرية اخرى لقوات الرئيس بشار الأسد التي تتعرض لهجوم مكثف في انحاء البلاد. والمطار هو أحدث منشأة عسكرية تسقط في ايدي المعارضة في منطقة استراتيجية تقع بين المركز الصناعي والتجاري لسورية ومركز انتاج النفط والقمح إلى الشرق. جاء ذلك بينما قال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر امس الثلاثاء إنه مستعد للسفر إلى الخارج للاجتماع مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض المقيم في القاهرة لبدء محادثات سلام. وكانت السلطات السورية قالت سابقا انها ستتحاور مع شخصيات 'المعارضة الوطنية' غير المتحالفة مع المعارضة المسلحة. لكن معظم شخصيات المعارضة الوسطية غادرت البلاد منذ اعتقال عبد العزيز الخير أحد المؤيدين للحوار ونبذ العنف العام الماضي. وكان جوناثان ستيل مراسل صحيفة 'الغارديان' نقل في تقرير له من دمشق عن حيدر قوله بأن 'الحوار هو الوسيلة الذي يقدم الآلية للتوصل الى انتخابات برلمانية ورئاسية حرة'، ولكن حيدر اجهض مبادرته عندما قال ان الدولة السورية 'ترفض الحوار من اجل تسليم السلطة'. ومع ان حيدر من ضمن الوزراء الذين صدرت قرارات في الاتحاد الاوروبي تحظر السفر عليهم الى اراضيها الا انه اقترح جنيف كمكان محايد للقاء، مؤكدا ان 'الحوار الحقيقي يجب ان يتم على التراب السوري لانه امر يتعلق بالكرامة الوطنية'. وعن مخاوف المعارضة من الاعتقال حالة عودتهم لسورية، قال حيدر ان وزارة العدل بدأت الاجراءات لالغاء اي قضايا ضد السوريين في الخارج، قائلا ان 'وزارة الداخلية قررت التخفيف من سياستها واعطاءهم الوثائق اللازمة للعودة الى سورية ان لم يكن معهم اية وثائق، ولا اريد ان اغلق الباب امام اي معارض لديه مخاوف، وادعو شخصيا اي شخص منهم للعودة وسأتكفل بدخولهم وخروجهم الامن ان كان هذا ما يريدونه'. ويعتقد ستيل ان دعوة حيدر معاذ الخطيب للحوار ما هي الا محاولة لمنع مبادرة الاخير من الانهيار تحت ضغط من المعارضة التي رفضتها. وهذه الدعوة التي وجهها الوزير السوري لن ترضي المعارضة السورية مع انها اول رد رسمي سوري على دعوة الحوار التي وجهها الخطيب الاسبوع الماضي، فالمعارضة السورية التي تتمسك برحيل الاسد ونظامه. وقد اكد الخطيب يوم الاثنين تمسكه بمبادرته وذلك بعد اجتماعه مع الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي لسورية والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. ومن نيويورك اعلنت مفوضة حقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي الثلاثاء ان حصيلة قتلى النزاع المستمر في سورية تقترب من 70 الف شخص، ودانت اخفاق مجلس الامن الدولي في الاتفاق على تحرك لوقف العنف في البلد المضطرب. وكانت بيلاي اعلنت الشهر الماضي ان عدد القتلى وصل الى 60 الف شخص. واضافت في اجتماع لمجلس الامن حول حماية المدنيين في مناطق النزاع 'العدد اصبح يقترب الان على الارجح من 70 الف قتيل'. واضافت ان 'غياب التوافق بشان سورية وما نتج عنه من عدم اتخاذ اي تحرك كان كارثيا، ودفع المدنيون من جميع الاطراف الثمن'، منتقدة انقسام مجلس الامن حول النزاع المستمر منذ 23 شهرا. واضافت 'سيحكم علينا بحجم المأساة التي تتكشف امام اعيننا. وسنسأل نحن في المجلس وكل من هم في مناصب رئيسية في الاممالمتحدة عما فعلناه'. واعاقت روسيا، الحليف الاخير لنظام بشار الاسد، والصين ثلاث مرات صدور قرارات تهدد بفرض عقوبات على النظام السوري. وطالبت بيلاي مجددا بإحالة الازمة في سورية على المحكمة الجنائية الدولية. وقالت ان ذلك 'سيبعث برسالة واضحة الى الحكومة والمعارضة ان افعالهما ستؤدي الى عواقب'. الى ذلك قال ابو محمود القائد المحترم لكتيبة من المقاتلين المعارضين في بلدة اطمة الواقعة شمال غرب سورية والذي لا يخفي حسرته الشديدة على ما آل اليه الحال 'الثورة الحقيقية في سورية انتهت، لقد تعرضنا للخيانة'. يؤكد هذا القائد الثائر 'ثورتنا الجميلة سرقها اللصوص والفاسدون' في اتهام مباشر لبعض قادة الجيش السوري الحر 'الذين اغتنوا بحقارة بينما الثوار الحقيقيون يموتون على الجبهة'.