GMT 0:06 2013 الأربعاء 13 فبراير GMT 18:19 2013 الخميس 14 فبراير :آخر تحديث مواضيع ذات صلة فاتح عبدالسلام وصلت الأمور في الملف النووي الإيراني إلى ما يمكنني تسميته المرحلة الصدّامية نسبة إلى صدام حسين حين كان يريد دائماً صفقة تسوية مع الولاياتالمتحدة لكل شيء أو لا شيء. وكان احتلاله للكويت عام 1990 بداية عرضه الصفقات حين طلب انسحاب سوريا من لبنان مقابل ذلك وهو الأمر الذي لم تكن واشنطن ترغب فيه. وتكرر الأمر في موضوع الأسلحة الخاصة بالدمار الشامل. وبقي صدام يبحث عن تلك الصفقة المستحيلة والوهمية مع واشنطن حتى غزو العراق عام 2003، ولعلَّ وهم الصفقة ظلَّ في رأسه حين جرى اعتقاله من قبل القوات الأمريكية ثمَّ إعدامه لاحقاً بيد المالكي. الآن، نرى سيناريو الصفقات الكاملة يظهر من جديد عبر الطلب الإيراني في جعل الأزمتين السورية وقتلاها مائة ألف والبحرينية وقتلاها 29 شخصاً على طاولة المباحثات النووية مع الدول الأوربية وما هو معروف بخمسة زائداً واحد. الرغبة الإيرانية في هذا النوع من التسويات ربَّما يعود إلى أحد أمرين الأول قيام طهران بعرض مسألة تعجيزية التحقيق لقناعتها بأنَّها لن تقدم تنازلاً على صعيد الدخول إلى النادي النووي، وهي تعرف مسبقاً أنّ تسويات وضع سورياوالبحرين مستحيلة في هذه المعادلة. الأمر الثاني شعور إيران أن لكل شيء نهاية وأن أخطاء صدام حسين لا يمكن أن تكررها أية دولة، ولابدَّ من الوصول إلى تسويات في منتصف الطريق، وإن الخروج من الأزمة النووية يجب أن يكون بثمن استراتيجي إقليمي سياسياً وعسكرياً لصالحها وهو ما تسعى إليه في استمرار نفوذها في سوريا، وحسم وضع البحرين لصالحها أيضاً، ولعلّ هذا هو الثمن الذي يمكن أن تقبل به إلى جانب خلاصها من العقوبات والتعامل معها على الأساس النووي العادي المعترف به دولياً. إيران اليوم لاعب رئيسي يحتل معظم الملاعب، وهي في لحظة قدرة على فرض نوع معين من الشروط على أمريكا أو سواها من خلال نفوذها في مدّ خطها الأحمر عبر بغداد ودمشق وجنوب لبنان وعبر الدعم الروسي لها دولياً، ومن خلال حقيقة العجز الأمريكي ومن ورائه عجز عرب الخليج على فعل شيء مؤثر في موازين القوى. مَنْ لا يعي هذه الحقيقة سيبقى يدور في وهم كبير، ربّما كانت إيران نفسها وراء تغذيتهِ.