علمت "الخليج" أن هناك جهوداً دبلوماسية مكثفة تبذلها الدولة نحو استثناء مواطني الإمارات من التأشيرة الأوروبية شنغن (schengen)، وأبلغ مصدر مطلع "الخليج" أن سفراء الدول الأوروبية في أبوظبي رفعوا رسالة مشتركة إلى المفوضية الأوروبية أثبتوا فيها موافقتهم وطلبوا تسريع قرار الإعفاء . أضاف: اشتغلت الإمارات والدبلوماسية الإماراتية على الموضوع منذ أكثر من أربع سنوات، وهي تثيره في مختلف المناسبات المتاحة، وتقدم من خلاله "سجل الإمارات المحافل بالحجج القوية، كدولة متقدمة سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وكدولة يتمتع مواطنوها بحالة رفاه لا تتكرر كثيراً في العالم، فالمواطنون يقصدون هذه الدول للسياحة أو التجارة أو طلب العلم أو العلاج، ولا يقصدونها للعمل أو الهجرة، ونسبة موافقة هذه الدول على تأشيرات الإماراتيين تقارب المئة في المئة، أي أن حالات الرفض معدومة . وقال المصدر المطلع إن دولة الإمارات هي أكبر شريك تجاري لدول ال"شنغن" في منطقة الشرق الأوسط، حيث يصل حجم التبادل التجاري إلى 40 مليار دولار، ويبلغ عدد زوار الإمارات من هذه الدول سنوياً حوالي مليون وستمائة ألف مواطن أوروبي، فيما يصل عدد المقيمين في الإمارات إلى 70 ألفاً . كل هذه الأسباب تدعم طلب الإمارات إعفاء مواطنيها من التأشيرة الأوروبية، أضاف المصدر . وقال: من جهة أخرى، فإن انفتاح تأشيرة "شنغن" على العالمين العربي والإسلامي يمثل ضرورة كبيرة، حيث لا توجد أي دولة عربية مستثناة، حجج قوية لإعفاء مواطني الإمارات من "شنغن" والاستثناء يشمل دولتين إسلاميتين فقط هما ماليزيا وبروناي . وقال إن دول الاتحاد الأوروبي مطالبة بتطبيق انفتاح وسطي ثقافي اعتدالي على دولة مثل الإمارات، أو لها مكانة وتأثير الإمارات . وعلمت "الخليج" أن الدبلوماسية الإماراتية استطاعت حتى الآن الحصول على دعم 16 دولة من دول "شنغن" ومن بينها معظم الدول الأوروبية الكبرى والأساسية، وبعض الدول المنضمة حديثاً إلى الاتحاد الأوروبي والتي لا يشملها الإعفاء الإماراتي من التأشيرة، ضمن قرار إعفاء 33 دولة في العام 2000 . كما علمت أن الدبلوماسية الإماراتية تسعى في هذا الجانب إلى التحرك على مستويين سياسي وتقني لدعم جهودها، خصوصاً مع وجود عقبات رئيسة أمام هذه الجهود من بينها ضرورة تحقق الإجماع على الإعفاء من قبل الدول الأوروبية، ومن بينها صعوبة آليات الاتحاد الأوروبي، وسياسته القائمة في الإعفاءات على معيار جغرافي ومناطقي . المصدر المطلع، إلى ذلك، شدد على أن إعفاء مواطني الإمارات من "شنغن" يحقق، إلى حد بعيد، مصالح الدول الأوروبية نفسها، متوقعاً أن يزداد الطلب على السفر إليها لأغراض التجارة والاستثمار والسياحة .