سيدني: إرتقى التينور الإسباني بلاسيدو دومينغو يرافقه المكسيكي رامون فارغاس يوم 7 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي خشبة مسرح "أوبرا فيينا"، لتقديم العمل الأوبرالي الموسيقي "سيمون بوكانيغرا" لفيردي، الذي سيخصص جانب من إيراداته لمكافحة الفقر في النمسا. التينور الإسباني بلاسيدو دومينغو يؤكد بلاسيدو دومينغو، الذي يحتفل هذا العام بمناسبة مرور الذكرى 45 لأول ظهور له في "أوبرا فيينا"، على أهمية أن يقوم الفنان بتوظيف شهرته من أجل خدمة قضايا التضامن، ومؤكداً أيضاً على سعادته الكبيرة لمساهمته في هذا الحفل الخيري. وقبل بدء العرض الأوبرالي كان فارغاس تحدث مع وكالة الأنباء "إيفي" قائلاً "أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، لأنه إذا كان علينا أن نعمل من أجل أن يكون هناك أقل فقراً في العالم، فأننا لا نساعد إلاّ أنفسنا". وأوضح التينور المكسيكي، الذي كان إحتفل مؤخراً بمرور 30 عاماً على مسيرته، أنه في مجتمع رأسمالي مثلنا، علينا أن نأخذ في نظر الإعتبار أن رفاه الجميع يؤثر أيضاً على رفاهيتنا. ويستطرد فارغاس الذي أنشأ قبل أعوام مؤسسة خيرية لأجل مساعدة الأطفال المعوقين، بمناسبة ذكرى وفاة ولده "كل واحد منا عليه أن يعطي ما في وسعه، البعض يعطي من وقته، والبعض الآخر من عمله". وأشار فارغاس أيضاً إلى أنه تقع على المشاهير مسؤولية من نوع خاص، لأنهم يمتلكون القدرة على إيصال صوتهم ورفع مستوى الوعي لدى الآخرين. ودافع التينور المكسيكي عن ما إعتبره سخرية المجتمع من الإحتياجات الحقيقية للإنسان قائلاً "نقول لكل من لديه أكثر، عليك أن تكون أكثر إلتزاماً". وأكد فارغاس كذلك على دور الثقافة في مكافحة الفقر، وإتهم حكومات أمريكا اللاتينية بعدم إيلاء الأهمية الكافية لذلك، مؤكداً على أن "الحكومات تعتقد أن الثقافة ما هي إلاّ نوع من أنواع الترف، على الأقل حكوماتنا. ولا ينظرون إليها على أساس كونها ضرورة. هذه الحكومات لا تدرك أن من الأهمية بمكان تثقيف الناس من خلال الثقافة والفن والتعليم، لجعل العالم يعمل بشكلٍ أفضل. أن الفقر والثقافة ليسا على خلاف". وكانت التذاكر المخصصة للحفل الأوبرالي، والذي يؤدي فيه دومينغو دور بوكانيغرا، بينما يجسّد فارغاس شخصية غابرييل أدورنو، قد تمّ رفع أسعارها بتوجيه من إدارة "أوبرا فيينا"، وكانت قد نفذت كليّاً. وسيتم تسليم فرق السعر إلى منظمة "لا للفقراء والمرضى". إذ هذه المنظمة بتقديم المساعدة ومكافحة التمييز بين الأشخاص المعرضين لخطر التهميش الإجتماعي في النمسا، البلد الذي يعيش فيه أكثر من مليون شخص في خطر الوقوع في الفقر، على الرغم من ثرواته. وسيقف كل من بلاسيدو دومينغو، ورامون فارغاس على ذات خشبة المسرح، مرة أخرى، في 11 و14 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.