تعرض مئات الشركات المختصة في الصناعات العسكرية منتجاتها في معرض آيدكس للدفاع الدولي، وفي معرض نافدكس للدفاع البحري. وثمة إجماع على أنهما معرضان يرسخان مكانة أبو ظبي المرموقة في عالم المعارض الدولية. بيروت: ينطلق غدًا الأحد معرض ومؤتمر الدفاع الدولي "آيدكس 2013" في دورته الحادية عشرة، في مركز أبوظبي للمعارض، وذلك برعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبالتعاون مع القيادة العامة للقوات المسلحة الاماراتية. يستمر المعرض حتى الحادي والعشرين من شباط (فبراير) الجاري، ليساهم كعادته في كل عام في ترسيخ المكانة المرموقة التي وصلتها أبو ظبي في حقل تنظيم المعارض العالمية، بفضل ميزات بنيتها التحتية الحديثة، ونجاحها الدائم في التأسيس لاستثمارات استراتيجية في التصنيع الدفاعي والتقنيات المتطورة، إنطلاقًا من قرارها بتنويع اقتصادها بحسب ما نصت عليه رؤية أبوظبي 2030. وعلى هامش آيدكس 2103، ينطلق معرض "نافدكس" للدفاع البحري، الذي يعرض معدات بحرية، وينظم زيارات للسفن الحربية، إلى جانب طوافات وقوارب. ويلعب هذا المعرض دور النافذة على الصناعات الدفاعية لكل الدول الخليجية، إذ يضع احدث التقنيات الدفاعية الدولية في متناول يد صناع القرار الخليجيين، كما يفتح باب الخليج، المفرط في إنفاقه الدفاعي، أمام الشركات المصنع للسلاح. وبذلك، يكون المعرض ملتقى الخليج والعالم، أمام نماذج واقعية للسلاح الدفاعي الحديث. أكبرها أهمية في هذا الاطار، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن معرض ومؤتمر الدفاع الدولي – آيدكس بات من أكبر معارض الدفاع في العالم أهمية، مع الازدياد الكبير في الدول والشركات العارضة، وحجم المعروضات وأنواعها، وعدد الزائرين من عشرات الدول القريبة والبعيدة. واضاف، في حديث صحفي، أن "آيدكس"، الذي أخذ مكانة معترفًا بها على خريطة المعارض العالمية، ليس سوقًا للسلاح، "إنما هو مخزن للمعلومات ومنصة لتحديثها، من خلال الاطلاع على أحدث الاختراعات والاضافات والتعديلات في أسلحة البر والجو والبحر ومعدات الرصد والاستطلاع والاتصال، وكافة المفردات العسكرية اللوجستية". وتابع قائلًا: "الدول لا ترسل وفودها إلى المعارض لشراء السلاح، إنما لتوسيع المعرفة والتعلم والاطلاع على الجديد، والجيوش لا تستقر على أنظمة التسليح ونوعية السلاح خلال أيام أو أسابيع، انما تأخذ الوقت اللازم للدراسة والاختبار والمقارنة بين البدائل، ثم تتخذ القرار، أما الصفقات التي تعقد في مثل هذه المعارض فتكون مسبوقة بقرار يستغرق الوصول إليه أحيانًا عدة شهور أو عدة سنوات، من هنا فإن أهمية آيدكس تتضاعف، لأنه يمكن الدول المعنية من تحديث معلومتها في موضوعات تهمها، ويتيح لها توسيع خيارتها بين البدائل"، مؤكدًا أن المعرض يقدم للقوات المسلحة الاماراتية فرصة مثالية لتحديث المعلومات واختبار أسلحة ومعدات جديدة بما يساعد على تعظيم كفاءتها وجهوزيتها. عوامل نجاح وعدد الشيح محمد بن راشد عوامل نجاح الامارات في تحقيق شهرة عالمية في إقامة وتنظيم معارض الدفاع والطيران، أولها الكفاءات الوطنية، والسياسة الاماراتية المتوازنة التي كفلت لها علاقات واسعة وجيدة مع كافة دول العالم، "وعزز البعد الانساني في سياستنا سمعة دولتنا السباقة في مساعدة الدول الأقل حظًا والشعوب المنكوبة بالحروب والكوارث الطبيعية". ومن بين العوامل ايضًا، يدرج الشيخ محمد "التزامنا بالتنمية المستدامة ونجاحنا في تحقيقها كما يعبر عنه النمو والتقدم المستمرين لعناصر هذه التنمية فاقتصادنا الذي هو ثاني أكبر اقتصاد عربي بعد المملكة العربية السعودية يسجل نموًا سنويًا ويزداد تنوعًا في مكوناته وتزداد وسائله وأدواته انتقالًا نحو اقتصاد المعرفة"، تضاف إليها هي كفاءة الحكومة الاماراتية وسهولة المعاملات الحكومية. مكانة متقدمة من جانبه، وصف الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، معرض ايدكس 2013 بأنه من المعالم المهمة في تطوير الجوانب العلمية والثقافية والاقتصادية، وأحد عناصر سياسة تنويع مصادر الدخل، "وإستمراره طوال عقد كامل يعكس مدى الاستقرار والأمن اللذين تتمتع بهما دولتنا، ويؤكد مكانتها المتقدمة على الخريطة العالمية للمعارض، وبإنعقاد الدورة الحادية عشرة من المعرض نجده قد رسخ مكانته عالميًا، وأصبح ملتقى دوليًا يحظى باهتمام دول العالم". وأكد الشيخ محمد بن زايد في حديث صحفي أنه من الجوانب المهمة والاساسية من وراء تنظيم المعارض العسكرية النوعية هو "إتاحة الفرصة للشركات والمؤسسات الوطنية لتعزيز مكانتها كشركات مختصة في التصنيع والانتاج، وفق أعلى معايير الجودة والمواصفات القياسية الدولية، وبتنافسية عالية مع الشركات العالمية، ما مكنها من توفير منتجات وتقنيات وحلول متقدمة في صناعتها، بفضل الكفاءات القيادية والادارية والفنية التي إمتلكت المهارات المتميزة والقدرات الابداعية"، مؤكدًا المضي قدمًا في المحافظة على الريادة بمجال المؤتمرات والمعارض. وقال أن آيدكس يحمل في طياته دعوة إلى العمل والتعاون في وضع حلول للتحديات التي تواجه البشرية، وأن يكون هدف دول العالم في حمل السلاح الحماية والدفاع لا التهديد أو العدوان، "فصناعة المستقبل الذي نريده لأبنائنا والأجيال القادمة تحتاج إلى كل جهد وفكر ليكون المستقبل أكثر إشراقًا من الحاضر". دفاع وسفن حربية يشارك في آيدكس ونافدكس نحو 1112 شركة تمثل 59 دولة في 38 جناحًا، بمساحة عرض تصل إلى 133 ألف متر مربع. وتشارك الامارات في هذا العام بأكبر جناح وطني، يضم نحو 140 شركة وطنية، إلى جانب مشاركة شخصيات مهمة ووفود عالمية تضم كبار الشخصيات الاقتصادية والعسكرية. فقد تمت دعوة زهاء 77 وزير دفاع و79 شخصية عسكرية مهمة من رئيس أركان وقادة القوات البحرية، ووفود عسكرية من 82 دولة على مختلف المستويات القيادية. وتعرض فيهذا المعرض، كما في كل عام، آخر ما توصلت إليه التقنيات العسكرية في الدفاع والطيران، كمنصات صاروخية، ومقاتلات مختلفة، وانظمة دفاع جوي وبري وبحري، أنظمة الاتصال للتحكم والسيطرة بالعمليات الميدانية. وقال صالح المرزوقي، مدير معرض أيدكس، في حديث صحافي: "نتطلع إلى مشاركة 80 شركة محلية وعالمية، وأكثر من 15 دولة من حول العالم، ومن خلال جهودنا المتمثلة بمضاعفة وتطوير المساحات والمرافق المخصصة لمعرض نافدكس 2013، إلى انطلاق هذا المعرض الرائد، والذي نتوقع أن يتوافد إليه أكثر من 5000 مشارك وزائر، وسيضم منطقة مخصصة للعروض المائية الحية، إضافةً إلى عرض أحدث المعدات البحرية، ومشاركة السفن والقطع البحرية العسكرية العالمية في مبنى مخصص لها". ووصلت إلى أبو ظبي تسع سفن دفاعية زائرة من دول عدة للمشاركة في معرض نافدكس 2013، ستعرض منها ست على الرصيف البحري المقابل للمنصة الرئيسية لمركز أبوظبي الوطني للمعارض.
