عقد أول صفقة أمنية بين تركيا واسرائيل منذ أزمة أسطول الحرية في العام 2010الناصرة 'القدس العربي': يبدو أن العلاقات التركية الإسرائيلية في طريقها إلى التحسن، بعد التردي في العلاقات الثنائية عقب مهاجمة سلاح البحرية الإسرائيلي سفينة (مافي مرمرة) التركية في أيار (مايو) من العام 2010، والتي كانت متجهة إلى غزة لكسر الحصار على القطاع، الأمر الذي أدى لاستشهاد وجرح عشرات المواطنين الأتراك، حيث رفضت تل أبيب وما زالت ترفض تقديم الاعتذار لتركيا، الأمر الذي أدى إلى تجميد شبه كاملٍ للعلاقات بين الدولتين الحليفتين من الناحية الإستراتيجية. وفي هذا السياق كُشف أمس النقاب عن أن الدولة العبرية قامت في الأيام القليلة الماضية بتزويد تركيا بمنظومات للحرب الالكترونية، والتي تُحسن بقدر كبير قدرة سلاح الجو التركي على تلقي الإنذارات عن عمليات عدائية، وأشارت صحيفة 'هآرتس' العبرية، في عددها الصادر أمس الاثنين إلى أن هذه الصفقة، هي الصفقة الأولى من نوعها بين أنقرة وتل أبيب منذ أزمة سفينة (مافي مرمرة)، لافتةً إلى أنها جاءت بعد أسبوع من مصادقة الحكومة الإسرائيلية على الكطلب التركي بإدخال مواد بناء إلى قطاع غزة لبناء مستشفي في مدينة غزة. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمني في تنل أبيب، وصفته بأنه رفيع المستوى قوله إن الصفقة تمت فعلاً بين الدولتين. وأوضحت الصحيفة العبرية أن المنظومات المذكورة هي من إنتاج الشركة الإسرائيلية (إلتا)، وهي شركة تابعة للصناعات العسكرية الجوية الإسرائيلية، وقد تم تقديم الطلب لشراء هذه المنظومات من قبل شركة بوبينغ الأمريكية لسلاح الجو التركي. بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الصحيفة العبرية أنه في منتصف العقد الماضي، فازت شركة بوينغ الأمريكية بمناقصة لتزويد تركيا بأربع طائرات إنذار وحراسة جوية من طراز (أواكس) الجديدة، والتي تحمل الرادارات المتطورة والمتقدمة، وضمن الصفقة توصلت شركة بوينغ إلى اتفاق مع شركة (إلتا) الإسرائيلية، وبموجبها تقوم الشركة الإسرائيلي!ة بتركيب منظومات الرادار على الطائرات المعدة للبيع لتركيا، حيث بلغت قيمة الصفقة 200 مليون دولار أمريكي. وساقت الصحيفة العبرية قائلةً إن الطائرات المذكورة نُقلت إلى تركيا بموجب الصفقة وباشرت الطائرات بتنفيذ المهام التي ألقيت عليها، لافتةً إلى أن المنظومات الإسرائيلية التي تم تزويدها لتركيا ستُحسن بصورة كبيرة قدرة المقاتلات التركية لمواجهة منظومات الدفاع الجوي المتقدمة، وكان من المقرر، أضافت الصحيفة، أنْ يتم نقل المنظومات الإسرائيلية إلى تركيا قبل ثلاث سنوات، حتى يتم تركيبها على الطائرات، ولكن بعد الأزمة التي اندلعت بين تل أبيب وأنقرة، وإعادة السفيرين كلاً إلى بلده، وتقرب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، لحركة حماس وللجمهورية الإسلامية الإيرانية، قرر المستوى الأمني في الدولة العبرية وقف كافة الثفقات الأمنية بين تركيا وإسرائيل، وأدى هذا القرار أيضا إلى وقف مشروع تزويد منظومات هجومية ودفاعية تركية من طراز إف 16، والتي تم تطويرها في الشركتين الإسرائيليتين إلتا وإلبيت، بالإضافة إلى وقف تزويد تركيا بالمنظومات المعدة لطائرات الأواكس. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه في الماضي غير البعيد قامت إسرائيل بتزويد تركيا بمنظومات عسكرية كثيرة ومختلفة، ومن بين ذلك، قامت الصناعات العسكرية في الدولة العبرية بإدخال تحسينات على الدبابة من طراز (باتون)، كما أن الصناعات الجوية الإسرائيلية قامت بتزويد الأتراك بطائرات بدون طيار من طراز (هارون)، ولكن في أعقاب الأزمة بين الدولتين، قامت تركيا بتوجيه انتقادات لاذعة للطائرات بدون طيار واتهمت إسرائيل بأنها لم تلتزم بالاتفاقيات الموقعة بينهما، كما قالت تركيا إن قطع غيار لهذه الطائرات والتي أُعيدت لإسرائيل بغرض إصلاحها تم احتجازها من قبل الشركات الإسرائيلية عن سبق الإصرار والتصميم، ولكن الصناعات العسكرية في تل أبيب رفضت التهم جملة وتفصيلاً، كما قالت الصحيفة العبرية. بالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة إنه بما أن التوقيع على اتفاقية تزويد طائرات الأواكس بالمنظومات المذكورة تم التوقيع عليها بين شركة بوبينغ الأمريكية وشركة إلتا الإسرائيلية، فقد تم ممارسة الضغوطات الجمة على الدولة العبرية لإخراج الصفقة إلى حيز التنفيذ، بما في ذلك من قبل الإدارة الأمريكية، كما أن الضغوطات شملت ديوان وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، وللمدير العام لوزارة الأمن، أودي شاني، ولكن على مدار فترة طويلة رفضت إسرائيل الانصياع للضغوطات التي مورست عليها، ولكن قبل عدة أشهر تمت المصادقة النهائية على الصفقة، كما قالت الصحيفة العبرية، ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بأنه رفيع المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قوله إن! المصادقة على الصفقة لم يكن بسبب الضغوطات التي مورست على إسرائيل، إنما جاءت كمساهمة من أجل تلطيف وتحسين الأجواء بين أنقرة وتل أبيب، على حد تعبيره.