أكد الأمير ماكس فون ليشتنشتاين في حفل افتتاح مكتب بنك "إل جي تي الشرق الأوسط"، الذراع الإقليمية لمجموعة بنك "إل جي تي" في مركز دبيالمالي العالمي، أن انطلاق عمليات البنك الجديدة من دبي ومن مركز دبيالمالي العالمي على وجه الخصوص يمثل خياراً منطقياً، إذ تعتبر دبي ودولة الإمارات المكان الأمثل لتوسيع الخدمات الاستشارية لهذا البنك العائلي، وبصفته المدير التنفيذي لأكبر بنك خاص مملوك من قبل عائلة من رواد الأعمال في العالم، أشار الأمير ماكس إلى أن الخدمات الاستشارية التي يقدمها بنك "إل جي تي" ترتكز بشكل رئيسي على إدارة الأصول التي تمتلكها عائلته وتركز على زيادة العائدات على المدى الطويل . وبقيت توقعات بنك "إل جي تي" بخصوص أسواق الاستثمار متحفظة بعض الشيء، حيث سلط الأمير ماكس في حوار مع "الخليج" الضوء على الحاجة إلى التنويع في المحافظ الاستثمارية، كما أكد الجاذبية التي تتمتع بها الأسواق الناشئة وبخاصة في الشرق الأوسط، معلقاً على الفرص المتاحة في أسهم السوق المتوسطة الأوروبية الخاصة التي تبذل الشركات القوية فيها الكثير من الجهود للحصول على التمويل المناسب . كما نوه بالقيادة الرشيدة لدولة الإمارات وإمارة دبي، التي استطاعت على مدى الخمسين عاماً الماضية تأسيس مركز عالمي ناجح للأعمال . ويعتقد الأمير ماكس أن عائلة آل مكتوم قد أرست القواعد الملائمة التي تضمن تواصل عملية التطوير والتنمية والتي تعتبر من الأسباب الرئيسية التي دفعت ببنك "إل جي تي" لاختيار دبي مقراً لأعماله . وفي ما يأتي نص الحوار: لماذا اخترتم دبي لافتتاح مكتبكم الجديد؟ ولماذا الآن بالتحديد؟ - في الواقع، أنا أستغرب أن يواصل الناس طرح مثل هذا السؤال، فأنا أعتقد أن دبي استطاعت ترسيخ مكانتها كمركز رائد للتجارة والأعمال في المنطقة بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية لوجستية وتنظيمية قوية، فضلاً عن مزاياها الثقافية التي تستقطب إليها الناس من كل حدب وصوب . ومن وجهة النظر المالية والتنظيمية، فنحن نرى أن دبي تتمتع بأسس راسخة، وهي تستقطب اليوم أفضل الأشخاص للعمل في سوقها، كما تحتضن دبي الكثير من العملاء الذين نسعى للتعامل معهم، وبعضهم يزور الإمارة بشكل منتظم . ما حجم المكتب الذي تعتزمون افتتاحه في دبي؟ - يتكون فريق عملنا حالياً من 12 شخصاً . وانطلاقاً من التزامنا بالعمل في المنطقة على المدى الطويل، فنحن نطمح إلى زيادة هذا العدد إلى 30 شخصاً خلال السنوات الثلاث المقبلة وصولاً إلى توسيع نطاق أعمالنا لتشمل المنطقة برمتها . وأنا أعتقد أن دبي تتمتع بالعديد من المزايا الفريدة، فهي تستقطب العديد من العائلات ذات الثروات الطائلة، ناهيك عن بيئتها التنظيمية المشهود لها عالمياً، الأمر الذي يدفعنا بشكل طبيعي للوجود ضمن هذه المنطقة وترسيخ حضورنا فيها انطلاقاً من دول الخليج العربي وشرق المتوسط وتركيا وصولاً إلى إفريقيا وجنوب آسيا . وماذا بخصوص خبرتكم السابقة في البحرين؟ - لدى مقارنة البحرينبدبي، نرى أن المملكة كانت الأسبق إلى تعزيز مكانتها كمركز مالي في المنطقة، غير أن دبي نجحت على مر السنوات في تكثيف جهودها الرامية إلى تبوؤ مكانة رائدة في هذا المجال . لماذا لم تغادروا البحرين عقب الاضطرابات التي تعرضت لها خلال السنتين أو الثلاث سنوات الماضية؟ - نحن نتعامل مع عموم هذه المنطقة، وأعتقد أنك توافقني الرأي بأنها منطقة فائقة التنوع، لذا ونظراً لخصوصية هذا التنوع الذي تتمتع به المنطقة، فمن الطبيعي أن نحرص على أن يكون لنا أكثر من مركز واحد لمزاولة أعمالنا، إلا أننا نعتقد أن دبي تتمتع بالموقع الأمثل كمركز رئيسي على مستوى المنطقة . إذاً، هل يمكننا وصفكم بأنكم بنك نخبوي؟ - إننا بالفعل بنك نخبوي إذا كنت تقصد بأننا نركز على الشركات الخاصة والمتخصصة والعالية الجودة . كجزء من أعمال البنك، ما طبيعة الاستثمارات أو الأصول التي تديرونها وتتعاملون معها في المنطقة، وهل تمثل نسبة 5 إلى 10% من إجمالي أعمالكم حتى الآن؟ وما أهدافكم المستقبلية؟ - بناءً على خبرتي السابقة في هذا المجال، فإن معظم الممولين والمصرفيين الذين يحددون لأنفسهم أهدافاً استثمارية محددة غالباً ما يضطرون إلى إعادة النظر في تراجع نتائجهم عن المستويات المنشودة . وانطلاقاً من ذلك، فأنا أعتقد أنه من غير المنطقي وضع أهداف محددة في قطاع يشهد مثل هذه التقلبات، ولعله من المجدي أكثر التفكير بأهداف مطلقة، أو حتى التعامل مع الموضوع بكامله انطلاقاً من منظور نسبي، ولذلك فقد قمنا خلال العامين الماضيين بتركيز جهودنا على زيادة حصتنا السوقية بشكل متواصل ضمن جميع الأسواق التي حددناها، وتحقيق نمو أسرع من بقية منافسينا باتباع أسلوب مستدام منخفض المخاطر . ما طبيعة العملاء الذين ترغبون في اجتذابهم؟ - بصفتنا عائلة تمتد جذورها لأكثر من 900 عام، فنحن نمتلك منظوراً استثمارياً طويل الأمد، وبذلك يمكن للعملاء مشاركتنا الاستثمار وضمان انسجام مصالحهم الاستثمارية مع مصالحنا، فإذا ما أمعنوا النظر جيداً بطبيعة استثماراتهم مع المؤسسات المالية الأخرى، فقد يتبين لهم أن العروض الاستثمارية التي مُنحت لهم في حينها قد عادت بالفائدة الرئيسية على البنوك أكثر منها عليهم . ويختلف أسلوبنا الاستثماري عن ذلك تماماً، فهو يمنح عملاءنا الفرصة للاستثمار بأنفسهم أو الاستثمار المشترك معنا . هل تتحدثون عن السنوات الخمس الماضية؟ وكيف كان أداؤكم وعوائدكم الاستثمارية، والخطوات التي اتخذتموها لتأمين الاستثمارات، هل هذا ما تتحدثون عنه؟ - يمتلك الكثير من المؤسسات المالية المنافسة آليات عمل مختلفة تماماً، فمعظمها مؤسسات عامة تعمل على إقناع المساهمين بضرورة عدم بيع أسهمهم في اليوم التالي، وبذلك تنصب جهودهم على الاستثمارات قصيرة المدى في حين تكون الضغوط التي يتعرضون لها قصيرة المدى كذلك . وربما تفوقنا هذه المؤسسات شهرة، ولكننا إذا ما نظرنا إلى تداعيات الأزمة المالية الأخيرة، يمكننا أن نلمس إلى أي حد كان الارتباط بين حجم المؤسسة وحجم انهيارها كبيراً . إن أكبر بنك في الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل الأزمة، وأكبر شركة تأمين أمريكية قبل الأزمة، وأكبر بنوك المملكة المتحدة وسويسرا، إضافةً إلى أكبر بنكين في دول مجموعة البنيلوكس، وثاني أكبر بنك في ألمانيا، جميعها مؤسسات مالية ما كان لها أن تبقى اليوم لو لم يتم إنقاذها من حافة الإفلاس، فقد كانت الاضطرابات والتغييرات والضغوط الكبيرة التي تعرضت لها هذه المؤسسات كارثية بالنسبة لها ولدولها ولعملائها بالدرجة الأولى . ولذلك، يجب عليك كعميل أن تسأل نفسك أولاً عن طبيعة المؤسسة المالية التي تود التعامل معها، وهل ترغب بالعمل مع مؤسسات أثبتت خلال الأوقات الحرجة أنها كانت راسخة ومستقرة وقوية وقادرة على تقديم أداء جيد من الناحيتين التنظيمية والاستثمارية؟ عندها ستجد نفسك أمام عدد من المؤسسات المالية المختلفة، وعليك كعميل أن تمعن النظر بحرص شديد في طبيعتها، ومزاياها، وثقافتها، ومخاطرها الاستراتيجية، وأطرها التشغيلية، وميزانيتها العمومية . وبعد ذلك ينبغي عليك أن تحصر خياراتك بين 3 إلى 4 بنوك، وأنا أوصي عملائي دائماً بألا يتعاملوا مع بنك واحد فقط، بل مع بنكين أو ثلاثة بنوك في الوقت ذاته . ويمكنك العدول بعد عدة سنوات عن التعامل مع البنك الأضعف بينها . أود أن أسأل سموكم، برأيكم لماذا حدث ذلك للبنوك خلال الأزمة؟ وهل يعود السبب إلى الموظفين أو إلى القوانين والتشريعات؟ أو أن أصحاب البنوك كانوا يفكرون بمنظور مختلف أو أنهم كانوا يتحايلون على الناس؟ ماذا تعتقدون سموكم؟ - تتمثل المشكلة الأساسية في التركيز على الأداء قصير المدى، وآلية التقارير الربعية الدورية، وقدرة المساهمين على بيع أسهمهم بشكل يومي، فضلاً عن تبوؤ المديرين والرؤساء التنفيذيين موقع المسؤولية لسنوات قليلة فقط، واعتيادهم الحصول على عوائد مالية تعتمد بشكل رئيسي على الأداء قصير المدى، علاوة على عملية التقييم التي تتم استناداً إلى نتائج العائدات الربع سنوية . ومن هنا فإن كل شيء كان يعتمد بشكل رئيسي على معايير قصيرة المدى، الأمر الذي من شأنه زيادة حجم المخاطر، ولاسيما تلك المتعلقة منها بمخاطر الميزانية العمومية والمخاطر الاستراتيجية الكبيرة بغية تحقيق التفوق في الأداء على المدى القصير الأمر الآخر الذي أود أن أسأل سموكم عنه هو: عندما تسدون النصح للأشخاص أو العائلات أو العملاء الأثرياء ممن يرغبون بالاستثمار في مجال معين، هل تعتقدون بأنه ينبغي عليهم أن يأخذوا في الاعتبار التصنيف الائتماني لتلك الشركة أو البنك خصوصاً أن معظم وكالات التصنيف قد دأبت خلال السنوات 3-4 الماضية على منح شهادات تصنيف غير موثوقة؟ - أعتقد أنه من الخطأ تركيز الجهود على منظور واحد فقط، بل ينبغي عليك النظر إلى الاستثمار من جوانب عديدة، إذ يمكنك الاطلاع على التصنيف الائتماني للشركة الذي يعتبر مؤشراً مهماً بطبيعة الحال، غير أن كلانا يعلم بأن تقييم وكالات التصنيف الائتماني لم يكن صائباً في العديد من المجالات . ولذلك فإنه من غير المحبذ أن تتخذ قرارك بناءً على معطيات وكالات التصنيف وحدها، على الرغم من أنها تسعى جاهدةً لتطوير أسلوب عملها والتعلم من أخطاء الماضي، وقد شرعت بالفعل في تعزيز مستوى جهودها ولاسيما في قطاع الخدمات المالية . ويعتبر تناسق معطيات عمليات التصنيف أمراً مهماً، فإذا حافظت المؤسسة على تصنيفها الائتماني المرتفع على مدار السنوات العشر أو الخمس عشرة الفائتة، فهذا يعني أن وكالات التصنيف، التي كثفت جهودها واستقت الدروس من الأزمة الماضية، لا تزال ترى أن هذه المؤسسة جيدة الأداء . ويجب أن تتم عملية تقييم الأداء الأساسي وفقاً لعدة عوامل مثل التغييرات التي أجرتها المؤسسات على طواقم موظفيها، وهل عملت على طرد الكثير منهم؟ وهل قامت بإجراء أي تعديلات على استراتيجياتها؟ وما حالة ميزانياتها العمومية؟ وهل ازدادت نسبة الأصول التي تديرها؟ كما يجب الاستفسار عن التقلبات التي تعرضت لها المؤسسة من ناحية الأداء المالي، والهياكل الإدارية، والأصول المدارة، واستناداً إلى ذلك يمكنك معرفة حالة المؤسسة بالضبط . إن مؤسستنا مستقرة بشكل كبير، ويمكنك استشراف ذلك عبر لقاء العديد من الأشخاص العاملين فيها وعدم الاكتفاء بمقابلة شخص واحد فقط، ومن ثم إجراء مقارنة للمعطيات التي أدلوا بها حول المدة التي قضوها في عملهم ضمن المؤسسة، ومنذ متى يشغل المديرون الرئيسيون مناصبهم فيها، فالشخص الذي عمل لمدة عامين لدى "جولدمان ساكس"، وانتقل بعدها للعمل عامين آخرين في "يو بي إس"، وأمضى الفترة ذاتها في "جي بي مورغان"، ما فرص بقائه في مؤسسته القادمة لعامين آخرين؟ هذا الأمر يختلف جذرياً إذا ما نظرت إلى شخص عمل ربما لمدة 5 سنوات لدى "ماكنزي" وانتقل بعدها للعمل في بنك ليشتنشتاين غلوبال ترست على مدى 15 سنة كاملة . أين تتركز الاستثمارات الرئيسة لبنك "إل جي تي"؟ - بصفتنا عائلة تمتد جذورها لنحو 900 عام، أستطيع القول إن تنويع أصولنا كان العامل الأبرز وراء استمرارنا حتى الآن، فنحن لا نؤمن بالمثل القائل "ضع بيضك كله في سلة واحدة"، بل نؤمن بالتنويع الجيد لأصولنا عبر فئات مختلفة ومثيرة للاهتمام . نحن بالطبع نقوم بدراسة الدورات السوقية ومدى جاذبية فئات الأصول نسبياً، ولكننا نرى أنه من المستحيل التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية للسوق بشكلٍ كافٍ . ولذلك نعتقد أنه من الأفضل اعتماد أسلوب التنويع عبر مستويات مختلفة من فئات الأصول وأحجام التداول والمناطق الجغرافية، فضلاً عن الاستثمار بالتعاون مع أفضل الناس الذين يمكنك العثور عليهم . وهو ما سعينا كعائلةٍ إلى تحقيقه على مدى القرون الماضية، ونعتقد أننا تعاملنا معه بعقلانية تامة . إذاً أنتم اليوم تستثمرون في مختلف القطاعات والأسواق . ولكن إلى أي القطاعات تتجه النسبة الرئيسية 20% أو 10% أو 15% على سبيل المثال؟ هل هي تركز على الذهب أم قطاع العقارات؟ هلا أعطيتمونا فكرة عن هذا الموضوع؟ - تتركز 20% من استثماراتنا في أسهم الملكية الخاصة، و20% في الاستراتيجيات البديلة، وهناك نحو 30% في الأسهم و30% أخرى في سندات الدخل الثابت المختلفة، هذا هو الإطار الواسع الذي ندير عملياتنا ضمنه . أي سوق تقصد؟ أوروبا؟ أمريكا؟ - لا يمكنك الحصول على قيمة جيدة لاستثماراتك في أوروبا لأن السوق هناك أضعف أداءً من بقية الأسواق العالمية الأخرى . وقد نصحنا عملاءنا على مدى السنوات العشر الماضية بالانكشاف أكثر على الأسواق الناشئة في ظل ما تتمتع به من فرص نمو قوية وطويلة الأمد، كما نلقي نظرة طويلة الأمد أيضاً على المشاريع القائمة، وننتظر النتائج المتعلقة بالمخصصات الاستراتيجية في بعض المناطق . هل أتيتم إلى دبي فقط لجمع المال من منطقة الشرق الأوسط، أم أنكم أيضاً تتطلعون إلى الفرص الاستثمارية التي تتيحها هذه المنطقة في قطاعات معينة؟ - نحن ندير أعمالنا من وجهة نظرٍ عالمية، ولذلك نتطلع دوماً إلى اغتنام الفرص الاستثمارية الجذابة في مختلف أنحاء العالم . ونحن نبحث بشكل دائم أيضاً عن الفرص الاستثمارية المواتية في منطقة الشرق الأوسط . خلال العامين المقبلين، أين تكمن فرص الاستثمار الأفضل بالنسبة إليكم؟ وأعني الجديدة منها على وجه التحديد . - أعتقد أن أسهم الملكية الخاصة للسوق المتوسطة في أوروبا هي الأكثر جاذبية في الوقت الراهن، ولاسيما في فرنسا وإيطاليا بشكل رئيسي، فهناك العديد من الشركات الرائدة في هذين البلدين اللذين يتبوآن مكانةً متقدمة عالمياً في هذا المجال مع تركز 90% من مبيعاتهما خارج أسواقهما الرئيسية . ولكن ما من أحد في الوقت الحالي يعير هذه الشركات الكثير من الاهتمام نظراً لما تواجهه من مشكلات جدية في عملية جمع الأموال بسبب الفوضى التي تعم القطاع المصرفي المحلي . ويمكنك الاستثمار في كفاءة هذه الشركات وفي فرصها الاستثمارية المهمة بأسعار جذابة للغاية، وما من خطورة في ذلك كونها لا تعتمد على اليورو والأسواق المحلية، ففي حال انهار اليورو، ستنخفض التكاليف الأساسية قليلاً مع إمكانية تعويضها بالدولار والين والعملات الأخرى في الأسواق العالمية لقاء ما تتمتع به من كفاءات . وعليه، أعتقد أن هذا المجال ينطوي على فرص رائعةٍ، فقد تكون لديك في السلة بيضة واحدة أو اثنتان جيدتان بالفعل، فهل ستضع في هذه الحالة كل البيض في هذه السلة ؟ كلا . . هل ستضع قليلاً منه؟ نعم . بما أننا نتحدث عن الاستثمارات، في إحدى المرات وخلال الأزمة المالية العالمية عام ،2009 كنت أشارك في برنامج تلفزيوني بدبي، وطرح أحدهم عليّ سؤالاً عن المكان الأفضل لاستثمار أموالي . . فقلت إن أفضل الاستثمارات يكمن في التعليم، لذلك استثمروا في أطفالكم الذين على الأقل لن يطلبوا أموالكم لاحقاً . - نحن لانقدم المال لأي أحد على الإطلاق ما لم يقدم هو الكثير من رأسماله في المقابل . ومن خلال هذا المبدأ، نوفر لعملائنا الشيء ذاته، حيث نقول لهم: إذا كنتم ترغبون بالاستثمار إلى جانبنا فلا تترددوا، ولن نفعل شيئاً آخر عدا ذلك . كما أننا لن نمنح مزيداً من المال لأي أحد لا يستثمر بنفسه، ومن هنا فثمة اختلاف كبير بين النهج الذي نتبعه - والذي يجعل منا نوعاً من المستثمرين بحد ذاتنا - مقارنةً بالمؤسسات الأخرى التي تعتبر مجرد منصات توزيع لا يتعدى دورها إخبارك عن المنتجات التي تحقق أعلى نسبة مبيعات . هل تفكرون في طرح البنك للاكتتاب العام؟ - نحن نقوم بالاستثمار على المدى الطويل، ونعتقد أن الاكتتاب العام يغير توجهات العمل بطريقة لا تناسب استراتيجيتنا ومصالح عملائنا . وتعد إدارة الاستثمارات نوعاً من الشراكة طويلة الأمد، حيث يتطلع العملاء إلى إقامة علاقات مستقرة ليست فقط على مدى ربع عام أو من أجل إبرام صفقة ما فقط، وإنما على مدى العديد من السنوات والعقود والأجيال في بعض الحالات . ما الحد الأدنى من المبلغ المطلوب للاستثمار؟ فمثلاً هل يمكن لمن يمتلك 5 ملايين دولار أمريكي المشاركة؟ - إن الحد الأدنى للاستثمار المحدد من قبل مركز دبيالمالي العالمي هو نصف مليون دولار أمريكي باستثناء قيمة منزلك، كما يجب أن تتمتع بخبرةٍ كافية في مجال الأعمال، وما تريده الجهة التنظيمية هنا هو التأكد من أن المستثمر لن يعاني أية مشكلة . قيادة دبي حققت إنجازات مدهشة كيف تنظرون إلى قيادة دبي؟ لقد بدأنا حوارنا بهذه الفكرة عندما سألتكم عن سبب اختياركم لدبي . أود أن أعلم رأيكم بعائلة آل مكتوم التي تقود دبي . - إذا نظرت إلى ما حققته عائلة آل مكتوم في مسيرة دبي على مدى الأعوام الخمسين الماضية، ستدرك أنها صنعت الكثير من الإنجازات المدهشة في مختلف المجالات . وهذا هو في نهاية المطاف السبب الذي من أجله نوجد هنا اليوم . ونحن على ثقة كبيرة بأن دبي ستشهد مستقبلاً قوياً وتقدماً إيجابياً في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي يمتلك رؤية بعيدة المدى، والذي يتمتع بطبيعته بطموح جارف على المدى القصير إلا أنه يتوافق مع الطبيعة الطويلة المدى لرؤية سموه . ولا يزال أغلب بلدان العالم يفتقر إلى حكمة القيادة الموجودة في دبي، إذ يقتصر تفكير قادة هذه الدول على التعامل مع الأمور من منظور قصير الأمد لا يكاد يتعدى حلول الانتخابات المقبلة، وهذا لا يساعدهم أبداً على اللحاق بركب عمليات التنمية الأطول أمداً . وأعتقد أننا شهدنا هنا في دبي العديد من الرؤى الراسخة وطويلة الأمد التي استلزمت بذل قدرٍ هائلٍ من الطاقة الإيجابية والجهود الجبارة التي اجتمعت في هذه المنطقة . ونحن معجبون للغاية بما حققته دبي من تنمية هائلة وسريعة الوتيرة ليس فقط بالنسبة إلى الناس المحليين، وإنما على نطاقٍ عالمي أيضاً .
