تختتم اليوم في أبوظبي فعاليات مؤتمر الإمارات للأورام السرطانية في قصر الإمارات والذي ينظمه مستشفى توام وشركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة"بالاشتراك مع "جونز هوبكنز الطبية"وبحضور أكثر من 700 طبيب ومختص في مجال الأورام السرطانية والتخصصات الطبية المختلفة من داخل وخارج الدولة . وشهدت جلسات المؤتمر أمس الجمعة حضوراً لافتاً من قبل الأطباء في مختلف المنشآت الصحية الحكومية والخاصة والذين تابعوا عرض ومناقشة أكثر من 15 ورقة عمل ودراسة علمية عن مختلف أنواع الأورام السرطانية والأساليب الحديثة في تشخيصها وعلاجها بالذات في مجال الأورام عند الأطفال وسرطان الثدي ثم سرطان البنكرياس والكبد، إلى جانب الاطلاع على تجارب المراكز الطبية العالمية وآخر المستجدات العالمية في مجال معالجة الأورام السرطانية من خلال 70 خبيراً عالمياً شاركوا في عرض خبراتهم في هذا المجال . أظهرت جلسات المؤتمر الاهتمام الذي توليه أقسام الأورام السرطانية في مستشفى توام بالتعاون مع كلية الطب في جامعة الإمارات بالأبحاث والدراسات المتصلة بالأورام السرطانية، حيث قدمت خلال جلسات المؤتمر مجموعة جيدة من الدراسات والأبحاث حول أورام السرطان والتي شارك في إجرائها أطباء في مستشفى توام وفي كلية الطب بعضها بتمويل من مؤسسة تيري فوكس الذي يقام سنوياً على كورنيش أبوظبي لدعم وتشجيع الأبحاث المتصلة بمكافحة وعلاج الأورام السرطانية . وتحدث البروفيسور جون كاميرون استشاري جراحة الأورام في كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور في أمريكا عن خبراته في التعامل مع سرطان البنكرياس، حيث أجرى 2000 عملية على مستوى العالم لحالات سرطان البنكرياس والتي تعرف بعملية "ويبل"والتي يتم فيها استئصال رأس البنكرياس وجزء من قناة الصفراء والمرارة والمعي ويتم بعدها ربط المتبقي من البنكرياس وقناة الصفراء والمعي ووصله بالمعي . وقال الدكتور عمر طراد اختصاصي الأورام عند الأطفال في مستشفى توام في تصريحات ل"الخليج"إن مستشفى توام استقبل منذ العام 1992 نحو 74 حالة لأطفال يعانون أوراماً سرطانية في الجهاز العصبي وأعمار الأطفال من عمر الولادة وحتى 9 سنوات، وإن 56 حالة استقبلها المستشفى خلال الفترة من عام 1992 وحتى العام 2006 ونحو 18 حالة منذ العام ،2006 مشيراً إلى أن نسبة كبيرة من هذه الحالات تراجع المستشفى وهي في المرحلة الرابعة من المرض أي أن السرطان يكون منتشراً ما يقلل من فرص الشفاء، مؤكداً أن أغلبية الحالات التي راجعت في المراحل الأولى والثانية والثالثة من المرض شفيت تماماً ما يعكس مدى أهمية الكشف المبكر . وأضاف أن أولياء الأمور والكادر الطبي يتحملان مسؤولية الكشف المبكر عن مثل هذه الحالات التي لا توجد لها أعراض واضحة، إلا أن أكثر الأعراض المصاحبة تكون سواداً حول العينين وقد تكون هذه الأعراض في مراحل متأخرة، إلا أن الدراسات والأبحاث العالمية بالذات في اليابان أظهرت أن التصوير بالموجات فوق الصوتية للأجنة أظهرت وجود كتل قد تتحول في مراحل لاحقة من عمر الطفل بعد الولادة إلى ورم سرطاني في الخلايا العصبية . وأشار إلى أن سرطان الخلايا العصبية نادر إلا أنه موجود ويجري حالياً متابعة وعلاج العديد من الحالات في مستشفى توام ما يتطلب الاهتمام المتنامي بعمليات الكشف المبكر لاكتشاف مثل هذه الحالات في مراحل مبكرة وعلاجها في الوقت المناسب . وقدم مجموعة أطباء من كلية الطب في جامعة الإمارات ومن مستشفى توام ومن جامعات أمريكية ورقة عمل عن العلامات البيولوجية المقاومة في سرطان الثدي البشري أشاروا فيها إلى أن سرطان الثدي يعتبر واحداً من أكثر السرطانات انتشاراً في العالم، ورغم التطور الكبير في اكتشافه مبكراً وتحسين المستقبل الصحي للمصابات به تبقى مشكلة مقاومة الجسم للعقاقير العلاجية مشكلة كبيرة تبرز أثناء العلاج . وكشفت دراسة سابقة تستخدم خطوط خلايا سرطان الثدي عن ارتباط تعبير البروتين المعروف باسم (MCJ) ارتباطاً مباشراً بالحساسية تجاه العقاقير . يُعد بروتين (MCJ) النوع الثاني من البروتين العابر للأغشية والذي يتوضّع في حجيرات Golgi لا يتم تعبير البروتين MCJ في خطوط خلايا السرطان المُقاومة للعقار . وأظهرت الدراسة أنه في الفترة من مارس/ آذار 2011 إلى يونيو/ حزيران ،2012 تمّ جمع خزعات من ورمات ثديية اُشتبه بإصابتها بالسرطان لنساء يُراجعن عيادة سرطان الثدي في مستشفى توام، وبعد تقييمها ودراستها في المختبر الباثولوجي، وجدنا أن 94% من العينات كانت إيجابية (مُصابة بالورم) وقد قبلت 31% منهن الاستجابة للتوصية بالعلاج الكيماوي المساعد لتصغير حجم الورم . كما قدم مجموعة من الاطباء في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي ومستشفى توام دراسة عن علاج اللوكيميا الحادة (APL) في مستشفى توام جاء فيها انه تمت مراجعة الملفات الطبية للمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بابيضاض سلائف النقويات الحاد والذين عولجوا وفقاً لبروتوكول Pethema ، تكون العلاج من 3 دورات كيمياوية لتثبيت حصر المرض ومن ثم علاج صياني لمدة عامين . وشملت الدراسة 19 شخصاً تم تشخيصهم بابيضاض سلائف النقويات الحاد وذلك بين يناير/ كانون الثاني 2009 ويونيو ،2012 تم استبعاد ثلاثة مرضى، إذ إن تحليل الكروموسومات (Karyotyping ) (التنميط النووي) وتقنية PCR لم يؤكدا التشخيص، كان العمر المتوسط للمرضى 35 سنة (22 53 سنة)، شكلت نسبة الذكور إلى الإناث 4:،1 تم تحديد تسعة مرضى أي ما نسبته (56%) من المجموعة بذوي خطورة عالية (بلغت نسبة كريات الدم البيضاء في عينات الدم10 x109 / WBC لتر)، في حين، كان سبعة مرضى من ذوي الخطورة المتوسطة والمتدنية أي ما نسبته (44%)، (بلغ تعداد كريات الدم البضاء ب10 x109 / لتر) . توفي (19%) من المرضى في مرحلة مبكرة بالرغم من العلاج والرعاية الداعمة، وكان سبب الوفاة نزيف داخل الجمجمة (1) النزف الرئوي (1) وفشل جهازي متعدد (1)، حقق 13 مريضاً هجوعاً كاملاً للمرض (80%) . وأكدت الدراسة أنه ما زال معدل الوفيات المبكرة عالياً على الرغم من الرعاية داعمة المكثفة، المتغير الوحيد هو الشروع في العلاج بحمض ترانس الريتينول (ATRA) وثالث أكسيد الزرنيخ وتوافرهما عند الاشتباه بالإصابة بابيضاض سلائف النقويات الحاد أثناء التشخيص السريري سواء في المستشفى المُحوِّل أو المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج . مساعدات ل 850 مريضاً بالسرطان أبوظبي - "الخليج«: شاركت جمعية أصدقاء مرضى السرطان بفعالية في فعاليات مؤتمر الإمارات للأورام السرطانية المنعقد في أبوظبي من خلال حضور ممثلي الجمعية اللافت طوال أيام المؤتمر للتواصل مع المعنيين والتعريف المتواصل بالجمعية والتي تقوم بدور مهم في توفير الدعم لمرض السرطان وعائلاتهم . وقالت الدكتورة سوسن عبدالسلام الماضي الأمين العام لجمعية أصدقاء مرضى السرطان ان الجمعية التي أنشئت في أواخر العام 1999 بتوجيهات حرم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الرئيسة الفخرية لجمعية أصدقاء مرضى السرطان قدمت إلى الآن مساعدات مادية واجتماعية ودعماً نفسياً لأكثر من 850 مريضاً بالأورام السرطانية وعائلاتهم . وأضافت الدكتورة سوسن أن الجمعية تربطها علاقات جيدة مع هيئة الصحة في أبوظبي والقطاعات الصحية الأخرى في الدولة وتتكفل بعلاج بعض حالات السرطان وفقاً للوائح المعمول بها في الجمعية، مشيرة إلى أن الحالات التي تقرر الجمعية مساعدتها ولا يتوفر لها علاج داخل الدولة تعالجها في الخارج منها على سبيل المثال عمليات زراعة نخاع العظم، حيث يتم في كل عام علاج من 3 إلى 4 حالات من هذا النوع . وأكدت أن الجمعية جهة خيرية تطوعية تعمل تحت مظلة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بإمارة الشارقة وتقدم خدماتها على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، موضحة أن الجمعية تقدم المساعدات للحالات التي تتطلب بغض النظر عن جنسيات المرضى وأعمارهم ودياناتهم واختلافاتهم العرقية، كما تركز الجمعية على نشر الوعي بالمرض وطرق الكشف المبكر عنه .