يستكمل برنامج "سينما العالم" في الدورة التاسعة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، ما حمله في الدورات السابقة، كونه يقدم بانوراما شاملة منتقاة لأهم إنتاجات السينما حول العالم، واكتشافات لها أن تكون معبراً إلى آخر ما توصلت إليه الصناعة السينمائية حول العالم. وستحمل دورة هذا العام صاحب "ماغنوليا" بول توماس أندرسون "المعلم"، وإلى جانب ذلك يأتي فيلم "غيمة أطلس" بإخراج ثلاثي يبحر في الماضي والحاضر والمستقبل، مروراً ب "هايد بارك في هادسون" حيث يقدم بيل موراي دوراً يمكن وصفه بدور العمر، إضافة لفيلم طرباعي" تجربة النجم داستن هوفمان الإخراجية الأولى، وصولاً إلى الدراما الموسيقية "سافايرس". ويصف المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي "مسعود أمر الله آل علي" أفلام برنامج "سينما العالم"، "هناك مسعى دائم للإبهار والدهشة، لكن ورغم التطور الهائل الذي شهدته تقنيات صناعة السينما، إلا أن بعض العناصر الفنية التقليدية لصناعة السينما لا تزال تلعب دورها في إبراز الفكرة بوجه عام، وهي طريقة السرد، والأداء الاستثنائي، ومهارة الوصول إلى قلب المشاهد". وفي هذا السياق يأتي جديد المخرج الأمريكي بول توماس أندرسون "المعلم"، خاصة أن خمس سنوات تفصلنا عن آخر ما قدمه أندرسون "سيكون هناك دماء" 2007، وليقدم في جديده دراما تغوص عمقاً في النفس البشرية، على اتصال بشخصيات أفلامه الخاصة والفريدة، حيث يُنسج الفيلم وفق العلاقة التي تجمع جندياً محطماً عاد للتو من الجبهة، مع مؤسس دين جديد يمتلك كل الخصال "الكارزمية". إنه فيلم يعدنا بالكثير، وفعل ترقبه يأتي من فضول كبير لمعاينة جديد أندرسون، وهو لا يخيب عشاق السينما بقدرته على تقديم الجديد في كل فيلم له. وفي سياق متصل يأتي فيلم الأخوين واشوفسكي "غيمة أطلس" بالتشارك في الكتابة والإخراج مع المخرج الألماني توم تايكفر صاحب "العطر" و"اركضي لولا اركضي"، ليعدنا ب "ماتريكس" جديد ما دام الحديث عن آندي ولانا واشوفسكي، مع كوكبة من النجوم مثل توم هانكس، وهالي بيري، وسوزان سارندون وآخرين، وعليه فإن الفيلم يفتح الأبواب على مصراعيها أمام الخيال، والمقترحات التقنية الجديدة، إضافة للحركية العالية بين الماضي والحاضر والمستقبل. أما فيلم "هايد بارك في هادسون" يحمل خصال الأفلام حاصدة "الأوسكارات"، خاصة أن مخرجه روجر ميتشل، والفيلم يضيء بحس كوميدي الجانب الإنساني من حياة قادة بارزين في التاريخ البشري، مستنداً إلى وثائق تشمل الكثير من الرسائل واليوميات. تجري أحداث هذا الفيلم في يونيه 1939، والرئيس الأمريكي فرانلكين ديلانو روزفلت يستعد لاستقبال ملك وملكة انجلترا، وهي أول زيارة للعائلة المالكة إلى أمريكا، والمطمح أن تحظى بريطانيا بدعم الولاياتالمتحدة في الحرب التي يجري الاستعداد لها، لكن تحضيرات روزفلت غير الاعتيادية تتخطى الأعراف الدبلوماسية، والتعرف على ذلك لن يكون إلا من خلال دايزي جارة روزفلت. إنه دور آخر يبرع فيه بيل موراي، ولهذا الدور أن يكون دور العمر ونحن نراه يتنقل بين السياسي والشخصي في حياة روزفلت الاستثنائية. وفيلم "رباعي" يقدم داستن هوفمان خلف الكاميرا وليس أمامها، مصوراً حياة ثلاثة من مغنيي الأوبرا المتقاعدين الذين يمضون خريف عمرهم بسعادة في دارٍ نموذجية للموسيقيين المسنين. وقد استعان هوفمان بألمع نجوم هوليوود، مثل المخضرمة ماجي سميث، التي تلعب الدور المحوري في الفيلم، والذي من المُتوقّع أن تنال عنه جائزة الأوسكار، وينضمّ إليها في الفيلم كل من النجوم توم كورتيني، وبولين كولينز، وبيلي كونولي. الموسيقى أيضاً ستكون حاضرة في فيلم "ذي سافايرز" لواين بلير، والذي يؤكد لنا أن الواقع أغرب من الخيال، وهذا ما تؤكده لنا أربع شابات من سكان استراليا الأصليين، يرافقهن عازف إيرلندي يعانده الحظ. سيؤسسن معاً فرقة "ذي سافايرز" المذهلة، المقابل الاسترالي لفرقة "ذي سوبريمز" الأمريكية الشهيرة. تألّق هذه الفرقة الاسترالية لن يرى النور إلا بعد ذهابهنّ إلى فيتنام للترفيه عن الفرق العسكرية هناك. إنه فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية يحتفي بالعائلة والضحك والمشاعر الإنسانية، وفوق ذلك تحضر الموسيقى والأغاني. وصفت مديرة برنامج "سينما العالم" شيلا ويتاكر الأفلام ب "الرائعة"، وأن الأفلام "نتاج أبرز المخرجين والممثيلن حول العالم"، والأفلام الخمسة تقول لنا ذلك، "وهذا يمتد إلى بقية أفلام هذه البرنامج المميز والمرتقب بقوة"-على حد قولها-.