مؤسسة التنمية الأسرية لا تطلق برنامجاً إلا بناء على دراسات مسبقة، بما يتوافق مع احتياجات الأسرة بجميع مكوناتها، ومؤخرا أطلقت المؤسسة برنامجا تجريبياً ينفذ في مركز أبوظبي (المنطقة الوسطى) تحت عنوان «بداية ونهاية» يتحدث عن العلاقات الأسرية لمرحلة ما بعد الطلاق بهدف ترسيخ مفهوم جديد للذين تعرضوا للانفصال، يكمن في أن نهاية العلاقة بالطرف الثاني هي بداية لحياة جديدة، والتركيز على دراسة وتحليل نفسية الذين تعرضوا لتجربة الانفصال وتعريفهم بالآثار السلبية لها على الأبناء ، وتحويل الخسائر إلى أرباح. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - تأتي البرامج الجديدة انطلاقا من رؤية مؤسسة التنمية الأسرية، ومجالات اهتمامها، المتمثلة في المحافظة على القيم الثقافة الأسرية السليمة، والتزام أفراد الأسرة بأدوارهم ومسؤولياتهم بإيجابية لضمان استمرار الأسرة، وتعزيز قيم التلاحم والترابط والتواصل بين أفرادها، ويعتبر البرنامج مكملا للمرحلة الأولية «جدد حياتك»، وفق موزة الهاملي، منسقة البرنامج، التي قالت إن المؤسسة التي أولت اهتماماً كبيراً باحتياجات المستفيدين من خدماتها، تركزت على الأسر في كافة المناطق كأبرز المتعاملين الخارجيين والذين تعتبر الخدمات المقدمة لهم من أهم مجالات عمل المؤسسة. ووفق نتائج المسوحات الميدانية برزت قضية العلاقة بين الزوجين وأفراد الأسرة الذين تعرضوا لتجربة الانفصال سواء الطلاق أو الهجر أو الترمل، وما ينتج عن ذلك من مشكلات متعددة الجوانب، تشمل المرأة والرجل والأبناء لذلك ارتأت المؤسسة إضافة مبادرة جديدة تتناول مشكلات الذين مروا بتجربة الانفصال، والذين لديهم أبناء من أجل إرشادهم وتوعيتهم لتسهم هذه المبادرة في التقليل من الآثار السلبية للانفصال في المجتمع. أهداف محددة يدخل «بداية ونهاية» ضمن البرامج الجديدة التي تنفذها المؤسسة خلال هذا الشهر إلى جانب برامج «العلاقة الوالدية» و«مجالس الأسرة»، في إطار حرص سموها على تعزيز دور الأسرة في المجتمع ومواكبة رؤية حكومة أبوظبي في تحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة والشاملة. وتتحدد أهداف البرنامج في مساعدة الذين تعرضوا لتجربة الانفصال على تجاوز المشكلة، والتخفيف من حدة أثره عليهم، وترسيخ مفهوم جديد للذين تعرضوا للانفصال يكمن في أن نهاية العلاقة بالطرف الثاني هي بداية لحياة جديدة، ومساعدة الآباء والأمهات الذين تعرضوا لتجربة الانفصال على حماية أبنائهم من الصراعات التي تنشأ لديهم بعد الانفصال، والتخفيف من حدة الصدمة على أبنائهم، وتأسيس علاقة تعاون إيجابية ودائمة بين الأبناء وبين كل من الوالدين، والتركيز على دراسة وتحليل نفسية الذين تعرضوا لتجربة الانفصال وتعريفهم بالآثار السلبية لها على الأبناء، وممارسة الوالدية الفعالة البعيدة عن الصراعات وفق منهجية سليمة يتم تدريبهم عليها، ومن أجل ذلك يتم تزويدهم بدليل إرشادي يمثل الأداة المثلى والفاعلة والطريقة الفضلى للتعامل مع القضايا والآثار الناتجة عن الانفصال. ويستهدف البرنامج المطلقين، والأرامل، والمهجورين (متزوجون ورقياً مهجورون واقعياً)، والزواج المتعدد، ويرمي البرنامج إلى ترسيخ مفهوم جديد هو أن تجربة الانفصال ليست نهاية الحياة بل أحيانا بداية حياة جديدة يستفيد منها كل من مر بتجربة الانفصال، حيث يهتم البرنامج ببناء ذات من مر بتجربة الانفصال على أسس الصحة النفسية السليمة، حتى يستطيع التركيز على علاقاته بالآخرين بشكل أفضل، ويركز البرنامج أيضا على الحفاظ على أسرة متماسكة حتى بعد وقوع الانفصال بين الوالدين فإن أمر الحفاظ على أواصر المودة والتراحم بين الطفل ووالديه أمر مهم لتعافيه من الأزمة أو الصدمة، وكلما كانت العلاقة بين الوالدين المشاركين في البرنامج أفضل، كانت بيئة التنشئة الاجتماعية للطفل أكثر أماناً واستقراراً، وكلما ساءت تلك العلاقة بين الوالدين المشاركين في البرنامج تعقدت التكهنات بشأن مستقبل صحة الطفل النفسية والعاطفية. وقدم البرنامج على فترتين صباحية للنساء ومسائية للرجال، ونفذتهما كل من خبيرة تطوير الذات نوال المبارك والدكتورة فاطمة نذر بتنسيق مع كل من راية الشامسي، وموزة عتيق الهاملي من التنمية الأسرية. ... المزيد