فإن هذا الفوز لن يمكنه- كما يتوقع العرب- من تقديم حلول جذرية للمشاكل الكبري التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط. وتسالت الصحيفة البريطانية حول الفارق الذي سيقدمه أوباما خلال السنوات الأربع القادمة, مشيرة إلي أن فوزه عام2008 كان قد ولد شعورا بالارتياح في شتي أنحاء العالم, وذلك بالنظر إلي أنه لن يتبني سياسات سلفه جورج بوش الابن خاصة في المنطقة, ولكن شعوب المنطقة فقدت الشعور بالحماس بشأن احتمال وجود تحول سياسي بعد ذلك, رغم أنها كانت تفضل أوباما علي منافسه الجمهوري ميت رومني لكن الأخير في نظرهم امتداد لسياسات بوش. ورأت الصحيفة أن هناك بعض التناقضات في المشاعر التي سادت المنطقة, فمن ناحية هناك لا مبالاة من قبل اللاجئين العراقيين في مصر والتي تتناقض مع الحماس الدائر في ليبيا, التي انزعجت من تصريحات رومني الصارمة بشأن حادث الهجوم علي القنصلية الأمريكية في بنغازي. وتابعت الصحيفة أن السوريين فضلوا فوز رومني لأنهم يتوقعون منه اعتماد سياسة أكثر حدة وصارمة من سياسة أوباما تجاه التعامل مع ملف الأزمة السورية, ثم أن هناك المصريين الذين يشعرون بأن أوباما قد احتضن سريعا- ربما أكثر من اللازم- الحركات التي بزغ نجمها عقب ثورة25 يناير كجماعة الإخوان المسلمين كقوة سياسية جديدة مهيمنة, بحسب ما ذكره تحليل الجارديان, أو كحال أبناء الشعب اليمني الذين يستنكرون حملة التفجيرات وهجمات الطائرات بدون طيار التي شنتها الولاياتالمتحدة في بلادهم. وأشارت الصحيفة إلي أنه رغم أن إدارة أوباما قد وجدت وسائل لتحقيق أولوياتها العسكرية في المنطقة من خلال التوسع في استخدام الطائرات بدون طيار والتكنولوجيا, مهما كانت المخاطر الأخلاقية, فإنها لم تتجاوز الأمور التي سبق تجاوزتها إدارتا بيل كلينتون وبوش, وذلك بالنظر إلي الاضطرابات الدائرة في المنطقة والتي تزداد بشكل واسع النطاق أثقل كاهل مخططي الاستراتيجيات الأمريكية, وساستها, الذين يترددون في الانخراط فيما يبدو, وكأن العقد المقبل سيعتريه المزيد من الفوضي. ووصفت الصحيفة خطاب أوباما الذي ألقاه عام2009 في القاهرة بأنه من أحد أسوأ لحظاته في سياسته الشرق أوسطية, إضافة إلي جهوده في حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي- في وقت مبكر من ولايته الأولي, ووعوده التي لم يستطع تحقيق الكثير منها. وخلصت صحيفة الجارديان البريطانية إلي أنه بالنظر إلي أن أوباما لن يستطيع تقديم حلول جذرية لهذه المنطقة المشتعلة, فإن ما يبدو هو أن مشاكل هذه المنطقة ستقع علي عاتقها وحدها, وسيتعين عليها إيجاد حلول جذرية عربية دون الاعتماد علي أخري أمريكية. وبعيدا عن تقرير الجارديان, وفي أول خطاب له بعد إعادة انتخابه, أعلن أوباما عن تبنيه استراتيجية للضرائب والإنفاق العام لمنع مزيد مما وصفه بالألم المالي خلال العام الجديد, مؤكدا زيادة الضرائب علي أثرياء البلاد كما كانت عليه في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون, إضافة إلي العمل علي خفض عجز الميزانية بمقدار4 تريليون دولار في السنوات العشر القادمة. وأكد الرئيس الأمريكي الذي بدا منتشيا بانتصاره يوم الثلاثاء العظيم أنه يمكن تفادي الكثير من الغموض بشأن ما يسمي بحافة الهاوية المالية إذا سمح الكونجرس باستمرار التخفيضات الضريبية لحوالي98% من دافعي الضرائب- الذين لا يتجاوز دخلهم250 ألف دولار سنويا- خلال العام المقبل, مشيرا إلي أن استمرار التخفيضات التي تنتهي خلال أسابيع أفضل للاقتصاد. وأشار أوباما إلي أن مجلس الشيوخ الذي يقوده الديمقراطيون مرر بالفعل مشروع قانون لتجميد معدلات ضريبة الدخل علي من يقل دخلهم عن250 ألف دولار, قائلا إن كل ما نحتاجه هو التحرك من جانب مجلس النواب, وقلمي جاهز للتوقيع. وخلال البيان, دعا الرئيس الأمريكي- وكان إلي جانبه الجمهوري جون بونير زعيم الأغلبية بمجلس النواب- الزعماء من الحزبين الديمقراطي الذي ينتمي إليه والجمهوري إلي اجتماع في البيت الأبيض لمناقشة مشكلات الميزانية الأمريكية, كما يشارك في الاجتماع الذي لم يتحدد موعده قادة الشركات والنقابات العمالية والمجتمع المدني. وردا علي سؤال حول تفاصيل المفاوضات المنتظرة, قال إنه لا يريد أن يقيد نفسه ولا أن يقيد أي شخص آخر بمواقف مسبقة, كما دعا أوباما أربعة من قادة الكونجرس للقائه خلال رحلته إلي آسيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة. جاء ذلك في الوقت الذي أكد فيه جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أن تيموثي جايثنر وزيرالخزانة يعتزم البقاء في منصبه حتي تنصيب الرئيس لولاية ثانية في20 يناير القادم. علي صعيد آخر, وضعت فضيحة جنسية نهاية درامية وغير متوقعة لديفيد بيتريوس مدير وكالة المخابرات المركزية سي آي إيه الجنرال النجم الذي قاد القوات الأمريكية في أفغانستانوالعراق, كما أطاحت بحلمه في أن يكون مرشحا رئاسيا, حيث قدم بيتريوس استقالته أمس الأول وقبلها الرئيس الأمريكي بسبب علاقة خارج إطار الزواج خلقت موقفا صعبا بالنسبة له كي يستمر علي رأس الوكالة. ومن جانبه, قال أوباما عن بيتريوس: بكل المقاييس, كان واحدا من القادة المتميزين في جيله, ساعد قواتنا علي التكيف مع التحديات الجديدة وقاد جنودنا خلال فترة لا تنسي في العراقوأفغانستان. وذكر بيان لأوباما أن مايكل موريل نائب بيتريوس في وكالة المخابرات المركزية سيتولي منصب القائم بأعمال مدير الوكالة.