وقعت اشتباكات، أمس، بين الشرطة الإسرائيلية ومصلين فلسطينيين كانوا يرشقونها بالحجارة والقنابل الحارقة بعد صلاة الجمعة في ساحة المسجد الأقصى بالبلدة القديمة في القدس. فيما أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، أن الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما للمنطقة، لن تحدث اختراقاً إيجابياً لمصلحة القضية الفلسطينية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها أطلقت قنابل صوت لتفريق مصلين فلسطينيين كانوا يرشقونها بالحجارة والقنابل الحارقة بعد صلاة الجمعة في ساحة المسجد الأقصى. ودخل عشرات الضباط ساحة المسجد لتفريق مئات المحتجين. وأكد متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية أن عدداً من أفرادها أصيب بجراح طفيفة، وذكرت وسائل اعلام فلسطينية أن 15 محتجاً على الأقل أصيبوا. وقال مصور ل«فرانس برس» في المكان ان الصدامات اندلعت بعد نشر وسائل اعلام فلسطينية معلومات تفيد بأن شرطيا إسرائيلياً ألقى أرضاً مصحفاً عند طرده فلسطينيات من مدخل باحة الاقصى في الثالث من مارس، وهي اتهامات نفتها الشرطة الإسرائيلية. وأثار تصاعد العنف في الضفة الغربية على مدى الأسابيع الماضية مخاوف في إسرائيل من احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة. وفي غزة، أصيب فلسطيني بجروح، جراء إطلاق نار من قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال القطاع. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إنّ فلسطينياً (20 عاماً) أصيب بعيار ناري في الصدر، إثر إطلاق القوات الإسرائيلية أعيرة نارية تجاه مجموعة من المواطنين شرق بلدة جباليا. وذكر أن المصاب نقل إلى مشفى كمال عدوان شمال القطاع، ووصفت حالته بأنها خطرة. من ناحية أخرى، رأى هنية، أن الزيارة المرتقبة لأوباما إلى المنطقة، لن تحدث اختراقاً إيجابياً لمصلحة القضية الفلسطينية، داعياً السلطة الفلسطينية إلى عدم «الانجرار للضياع والتيه السياسي على حساب وحدتنا وحقوقنا وكرامة شعبنا وأمتنا». وقال هنية خلال خطبة الجمعة بالمسجد العمري وسط غزة «من خلال استقرائنا للزيارات السابقة لأوباما ومعرفتنا بنتائجها، فنحن على قناعة بأنّها لن تحدث اختراقاً مطلوباً لشعبنا، ولن تضع القطار على السكة الصحيحة لمسار الصراع مع الاحتلال». واعتبر أنّ تلك الزيارة «ستركز على الأجندة الإقليمية، وسيجري التطرق لقضيتنا من بوابة تعطيل برنامج المصالحة الوطنية، لكي تنطلق مجدداً ما تسمى بمسيرة المفاوضات العبثية»، مشدداً على أن «شعبنا لا يمكن أن يقتنع مجدداً بهذه البضاعة الكاسدة في أسواق النخاسة المسماة بالمفاوضات». وقال «المطلوب من شعبنا، بدعم الأشقاء العرب والمسلمين، عدم بناء الآمال على هذه الزيارات، والسير في طريق ترتيب البيت الفلسطيني بما يحفظ عناصر القوة والصمود ويضع حداً للاستهانة بمقدرات شعبنا، ثم علينا بناء الاستراتيجية الفلسطينية العربية الاسلامية المرتكزة على ثوابتنا ومقاومتنا وتاريخنا». وطالب ب«ضرورة تقويم مسيرة التسوية والخروج منها بقناعة أنّ خط المفاوضات مع الاحتلال ضياع للوقت، وإهدار للزمن، واستهانة بالكرامات». وأشار إلى أن «الهجمة الجديدة على أسرانا ومسرانا، تتزامن مع الحديث عن زيارة أوباما التي من المرتقب أن تجري في 20 مارس الجاري». واعتبر هنية أن الشعب الفلسطيني «يمر بمرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال الذي يستهدف الأقصى والأسرى، ويسعى بما امتلك من مقومات وإمكانات وتحالف أميركي صهيوني غربي إلى تهويد القدس وتغيير معالمها وإزالة ماضي هذه الأمة وحاضرها». في سياق متصل، كشف مسؤول أميركي ان أوباما أكد، أول من أمس، أمام مسؤولين في الجالية اليهودية الاميركية أنه لن يطلق مبادرة سلام للشرق الاوسط خلال زيارته للمنطقة. وقال إن الرئيس «شدد على أن رحلته لا تهدف إلى حل مشكلة سياسية محددة، بل هي مناسبة للتشاور مع الحكومة الاسرائيلية حول مجموعة واسعة من القضايا، بما فيها إيران وسورية والوضع في المنطقة وعملية السلام». وأضاف المسؤول الأميركي أن «الرئيس كرر دعم اميركا الثابت لاسرائيل، وشكر للمسؤولين اليهود الدور الذي اضطلعوا به في تعزيز العلاقات بين البلدين». من جهته، قال رئيس المجلس اليهودي الوطني الديمقراطي مارك ستانلي الذي حضر اللقاء مع الرئيس الاميركي، إن اوباما سيبحث خلال زيارته ملفات إيران وعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وسورية. ؟