| بيروت - «الراي» | يتقاسم ملف العلاقة «المتوترة» بين لبنان ودول الخليج المشهدَ السياسي في بيروت «جنباً إلى جنب» مع «مأزق» قانون الانتخاب الذي يختزل «الأجندة» الداخلية منذ أسابيع مختصراً مجمل تعقيدات الوضع اللبناني التي يتداخل فيها المحلي بالاقليمي والدولي، والسياسي بالطائفي والمذهبي، والانتخابي ب «التحاصُصي» المتصل بالتوازنات في بلدٍ «فقد توازُنه» منذ تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على قاعدة إقصاء رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ثم اندلاع الثورة السورية التي بدت معها بيروت «رِجلاً في بور» النأي بالنفس و«رِجلاً في فْلاحة» التورط فيها. وواصلت بيروت، امس، استطلاع المدى «العملي» الذي يمكن ان يبلغه التحذير الذي تبلّغته الثلاثاء من الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني «من عدم التزام لبنان سياسته الرسمية المعلنة حيال الازمة في سورية والدعوة إلى «تفادي كل ما من شأنه أن يعرّض أمن واستقرار لبنان للخطر أو يؤثر على مصالح وسلامة الشعب اللبناني الشقيق»، وسط ملامح محاولة من رئيسيْ الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي ل «تصويب البوصلة» انطلاقاً من التصدي ل «الصفعة» التي وجّهها وزير الخارجية عدنان منصور مباشرة لميقاتي من خلال مطالبته في اجتماع مجلس الجامعة العربية بالقاهرة بإعادة المقعد السوري للنظام في الجامعة، وهو التطور الذي أظهر الحكومة «بلسانيْن» لاسيما ان ما اعلنه رئيس الديبلوماسية اللبنانية جاء بعد أقلّ من يومين من انتقاد ميقاتي اياه على خلفية مواقف له من الازمة السورية مؤكداً «انا من يعبّر عن موقف الحكومة واللي ما بدو مع السلامة». وفي حين كانت بيروت على خشيتها من مفاعيل الإنذار الخليجي غير المسبوق لحكومة ميقاتي على نحو نصف مليون لبناني يعملون في الخليج، بدا ان انعكاسات هذا التطور معطوفا على ما قام به منصور في القاهرة تركت تداعيات مباشرة على الواقع الحكومي، حيث برز اصطفاف حاد بين وزير الخارجية مدعوماً من فريقه السياسي لاسيما حركة «امل» و«حزب الله» الذي اعتبر موقف منصور «معبّراً بكل دقة ومسؤولية وطنية وقومية عن الموقف الرسمي اللبناني»، وبين رئيس الحكومة الذي اكد انه وجّه رسالة إلى وزير الخارجية فور عودته إلى بيروت بشأن كلامه في القاهرة، الامر الذي نفاه منصور ليعاود ميقاتي التأكيد عبر اوساطه امس ان «الرسالة وصلت إلى منصور بالطرق الديبلوماسية وأيُ نفيٍ لا ينفع»، معربة عن استعدادها لنشر نصّ الرسالة «إذا أرادوا». واذ كانت قوى «14 آذار» تكمل هجومها على فريق «8 آذار» انطلاقا من موقف منصور الذي اعتبرته «انحيازاً كاملاً إلى النظام السوري وتجاوزا فاضحاً لسياسة النأي بالنفس التي ترفع لواءها الحكومة»، استوقف الدوائر السياسية ما اعلنه رئيس الجمهورية أمام وفد من نقابة المحررين قبيل عودة منصور إلى بيروت، اول من امس، من «إنني انتظر رجوعه للحديث معه» عن موضوع مداخلته في الجامعة العربية، نافيا بشدة أن تكون الدول الخليجية «أنذرت لبنان». وفي حين نُقل في بيروت عن اوساط مراقبة ان ما تريده دول الخليج من لبنان هو «التزام النأي بالنفس» من خلال «منع حزب الله من التدخل في سورية» وانها تريد توجيه رسالة إلى الحزب، لتضعه أمام واحد من الخيارين: «إما المشاركة في الحكومة، وإما المشاركة في الحرب الدائرة في سورية»، لاحظت مصادر «14 آذار» ان زيارة الأمين العام لمجلس التعاون لبيروت حملت في ذاتها دلالات بارزة لاسيما من حيث الشكل اذ انها لم تشمل ميقاتي الامر الذي فُسِّر على انه امتعاض من حكومته ومخاطبة لها من خلال «رأس البلاد». وحرص السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري على ان يوضح عبر تلفزيون «المستقبل» ان رسالة مجلس التعاون «عكست حرص قادة مجلس التعاون على العلاقة المميزة التي تربط لبنان وشعبه بالسعودية ودول الخليج، لاسيما لجهة ان يلتزم لبنان بإعلان بعبدا، لأن ما يشاهد على أرض الواقع يخالف الاعلان تماماً». وقال ان «الرئيس سليمان كان متجاوبا، ولمسنا اهتمامه بتلبية هذا الطلب والتفاهم مع القوى السياسية اللبنانية لتحصين لبنان أولاً، ولجعل هذه الرسالة تعزز العلاقة ولا تؤثر عليها». في موازاة ذلك، اعلن رئيس «كتلة المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة تعليقا على الموقف الذي أدلى به منصور في القاهرة «اننا نستغرب اشد الاستغراب الموقف الذي اتخذه وزير الخارجية في اجتماعات مجلس الجامعة العربية عبر المطالبة بإعادة مقعد سورية في الجامعة إلى النظام الحالي، وذلك دون الوقوف على رأي كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وبطريقة مخالفة للدستور بشكل كلي، لاسيما في ما يتعلق بالتعبير عن السياسة الخارجية للدولة اللبنانية، وهذا الموقف يشكل مخالفة صارخة للسياسة المعلنة للحكومة اللبنانية لاسيما ما يتعلق بسياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها وأعلنت عنها في أكثر من مناسبة في ما يتعلق بموضوع الوضع السوري الحالي فضلاً عن كونها تشكل مخالفة واضحة لإعلان بعبدا». وفيما دعا نائب «القوات اللبنانية» ايلي كيروز لإقالة منصور «لان موقفه يتناقض بكل الأحوال مع رأي نصف الشعب اللبناني على الأقل ويعرض مصالح لبنان وعلاقاته العربية والدولية للخطر، كما يهدد مصالح الجاليات اللبنانية المقيمة والعاملة في دول الخليج العربي»، اعتبر النائب نهاد المشنوق (من كتلة «المستقبل») ان «كل الكلام الذي قلناه عن ميقاتي وحكومته كان في مكانه ومعناه، خصوصا بعد مواقف وزير الخارجية اللبناني»، لافتا إلى «انه كان حريا بميقاتي الطلب من مجلس الوزراء اصدار بيان يعبر عن موقفه والا فالاستقالة (...) لقد بدأ شريكا وانتهى رهينة». ووصف الحكومة الحالية بأنها «حكومة اللعي بالنفس» وليس النأي بالنفس»، مشيرا إلى ان «مسألة النأي هي كذبة لدعم نظام مجرم قاتل في سورية»، محذراً من الضرر اللاحق بكل اللبنانيين في الخارج خصوصا في الخليج العربي، نتيجة المواقف التي يطلقها دورياً وزير الخارجية وخطابات الامين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله والنعوت التي يطلقها كلام العماد ميشال عون عن البحرين وغير ذلك، مؤكدا ان «المملكة العربية السعودية تاج استقرارنا ودولة الامارات خزان الخير والبحرين رمز كرامتنا»، لافتا إلى «اننا مررنا بصعوبات كبيرة ونعيش اليوم في ظروف اصعب من الماضي». اختفاء إمام مسجد في البقاع بيروت - «الراي»: نُفذ اعتصام، امس، أمام مسجد جلالا في البقاع على خلفية اختفاء إمامه الشيخ عرفان المعربوني، حيث طالب المشاركون الدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية بالعمل على إطلاق سراحه. واعلن المعتصمون ان الشيخ المعربوني موقوف لدى فرع فلسطين في سورية، موضحين أن هذه المعلومات تلقوها من الجبهة الشعبية - القيادة العامة «التي كان يعمل الشيخ المعربوني معها على إطلاق سراح والد زوجته المعتقل في مخيم اليرموك في سورية».