الأمير تشارلز وزوجته يبدآن جولتهما في الشرق الأوسط من الأردن عمان: «الشرق الأوسط» في بداية زيارة للشرق الأوسط تشمل دول الخليج والسعودية، زار الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا وزوجته دوقة كورنوال كاميلا، الأردن، حيث سيقضيان فيها ثلاثة أيام يشاركان خلالها في عدد من الأنشطة والزيارات التي تهدف إلى تطوير التعاون بين مؤسسات المملكتين. وأمس قال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله والملكة رانيا أقاما «مأدبة عشاء خاصة» في قصر بيت الأردن في عمان مساء الاثنين «تكريما للأمير تشارلز أمير ويلز وعقيلته دوقة كورنوال». وبحسب وكالة الأنباء الأردنية، سيبحث العاهل الأردني مع الأمير تشارلز «علاقات التعاون والصداقة الأردنية البريطانية وآفاق تعزيزها في مختلف المجالات». وحسب البرنامج الخاص بالزيارة الصادر عن مقر إقامة ولي العهد البريطاني فقد زار الأمير تشارلز وزوجته أمس مسجد الملك حسين يصحبهما الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري العاهل الأردني للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي للملك عبد الله. وقام الأمير والوفد المرافق بجولة في المسجد الذي انتهى بناؤه في عام 2010 وهو من تصميم المعماري د. خالد عزام مدير مدرسة الأمير للفنون التراثية في لندن التي يرعاها الأمير تشارلز. واستمع الأمير تشارلز إلى شرح مفصل من الأمير غازي بن محمد الذي رافقه خلال الجولة التي قام بها داخل أروقة المسجد، عن مراحل بناء المسجد ومساحته الإجمالية التي تقدر بنحو ثمانية آلاف متر مربع، ويتسع لنحو خمسة آلاف مصل، وخمسمائة مصلية. وأبدى الأمير تشارلز إعجابه بالتصاميم الداخلية والخارجية للمسجد، وبالمنبر، والمحراب الذي أعده طلبة جامعة البلقاء التطبيقية على غرار منبر صلاح الدين الأيوبي في المسجد الأقصى، والخطوط الإسلامية، والقباب الدائرية التي جاءت نتاجا لتصاميم طلبة البلقاء كذلك. وفي ختام الجولة التقى الأمير تشارلز عددا من علماء الدين الإسلامي، ورجال الدين المسيحي، وأكاديميين من الجامعات الأردنية، بحضور مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية كامل أبو جابر، وسفيرة الاتحاد الأوروبي، ومدير المركز الثقافي البريطاني، حيث تم خلال اللقاء استعراض مضامين رسالة عمان التي أطلقها الملك عبد الله الثاني في عام 2004 بهدف التوعية بجوهر الدين الإسلامي الحنيف وحقيقته التي قدمت للمجتمع الإنساني أنصع صور العدل، والاعتدال، والتسامح، وقبول الآخر، ورفض التعصب والانغلاق. كما قام الأمير وزوجته بزيارة متحف الأطفال في عمان، حيث استقبلتهما سوسن دلق مديرة المتحف، وبعد جولة في المتحف حضرت دوقة كورنوال جلسة لقراءة القصص أعدها أعضاء المجلس الثقافي البريطاني بعمان، ثم قامت بافتتاح قسم الحديقة السرية الذي دعمته السفارة البريطانية في عمان. وبعد زيارة إلى القصر الملكي حيث جرت مراسم استقبال رسمي للأمير تشارلز ودوقة كورنوال لدى وصولهما إلى المكاتب الملكية في الحمر، حيث كان في الاستقبال الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله، وحيا الضيفين ثلة من حرس الشرف. بعد ذلك شهد الملك والأمير تشارلز التوقيع على مذكرة تفاهم بين صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية ومؤسسة الأمير تشارلز الخيرية لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وقعها رئيس مجلس إدارة الصندوق الدكتور عمر الرزاز، وأمين عام مؤسسة الأمير تشارلز، سايمون مارتن. وفي زيارة لمقر شركة «ريبكون» العالمية التي تعتبر من أهم المنتجين العالميين لأحدث أشكال المحتوى الرقمي من مواد ترفيهية، ومبتكرة يتم نشرها عبر منصات تلفزيونية، استمع الأمير إلى شرح مفصل من المديرة التنفيذية للشركة لندا الأيوبي عن آليات العمل، والبرامج، والخدمات التي تقدمها الشركة في مجالات الحزم التربوية المصممة، وفقا لأحدث المعايير العالمية، والمعدلة لتتناسب مع مصفوفات المناهج الدراسية لكل بلد على حدة. وتم خلال الزيارة عرض لمقتطفات من الفيلم الكارتوني ثلاثي الأبعاد «ساعي البريد» الذي تعده الشركة حاليا، واستعراض للمراحل التي مر بها الفيلم المأخوذ عن المسلسل الأكثر شهرة في بريطانيا. ومن جانبها اصطحبت الملكة رانيا دوقة كورنوال إلى مدرسة ماحص الثانوية للبنات إحدى مدارس مبادرة «مدرستي» ضمن مرحلتها الثانية التي أنجزت عام 2009. وأطلعت الملكة رانيا دوقة كورنوال على عدد من البرامج التي تنفذها مبادرة «مدرستي» خلال جولة على أنشطة أقيمت في المدرسة، تعكس واقع «مدرستي» وشركائها من مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجالات تكنولوجيا التعليم والتوعية الصحية والتطوع لتوفير بيئة محفزة وتحسين نوعية البرامج التعليمية. وبعدها قام الأمير تشارلز والدوقة بحضور حفل استقبال في متحف المركبات الملكية الذي يضم المجموعة الخاصة للملك حسين من السيارات. وكانت وزارة الخارجية البريطانية أعلنت في بداية الأسبوع أن الأمير تشارلز أمير ويلز وزوجته كاميلا دوقة كورنوال سيزوران الأردن ودولة قطر وسلطنة عمان والسعودية في الفترة من 11 إلى 19 مارس (آذار) الجاري «لدعم النساء في الشرق الأوسط في سعيهن للحصول على المزيد من الحقوق». وقالت الوزارة في تقرير تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه، إن واحدة من أهم القضايا التي سيتم بحثها خلال الزيارة الملكية كيفية دعم وتطوير الفرص المتاحة للنساء في المجتمع. وأوضحت: «في السعودية، سيتم بحث فرص النساء في المجتمع السعودي، وسوف يجتمعان في الرياض مع مجلس الشورى، بمن في ذلك السيدات اللاتي جرى تعيينهن مؤخرا لأول مرة أعضاء جددا في المجلس». وأضافت في التقرير المنتظر نشره هذا الأسبوع على مواقع السفارات البريطانية لدى دول الخليج: «ستلتقي دوقة كورنوال مع عدد من النساء القطريات اللاتي يستفدن من مشاريع تمكين المرأة التي قادها المجلس الثقافي البريطاني.. هذه المشاريع تساعد هؤلاء النساء على تطوير الثقة بالنفس والمهارات التي توسع آفاقهن للعب دور أكبر في المجتمع ككل». وفي سلطنة عمان، ستلتقي دوقة كورنوال جمعية المرأة العمانية وامرأة عضوا في مجلس الشورى، إضافة إلى النساء الأعضاء في مجلس الدولة. من جانبها قالت المتحدثة الرسمية باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، روزماري ديفيس: «منذ تولي منصبي منذ 18 شهرا شهدت تطورات هامة جدا في دور المرأة في الشرق الأوسط.. المرأة أكدت وجودها وأبرزت صوتها السياسي في الثورات العربية، كما حصلت المشاركة الأولى للاعبات قطريات في أولمبياد لندن 2012، وتعيين نساء للمرة الأولى في مجلس الشورى في السعودية، لذلك يعد شيئا عظيما أن أمير ويلز ودوقة كورنوال سوف يشجعان هذه التوجهات خلال زيارتهما إلى المنطقة لدعم النساء في الشرق الأوسط في سعيهن للحصول على المزيد من الحقوق». وقال التقرير: «التقى وزير الخارجية ويليام هيغ وفدا من مجلس الشورى السعودي برئاسة عبد الله بن محمد آل الشيخ رئيس المجلس واثنتين من الأعضاء هما نهاد الجشي وثريا عبيد، وهي أول زيارة لهما إلى بريطانيا بعد تعيينهما في المجلس». وأضاف: «تولي الحكومة البريطانية اهتماما خاصا بيوم المرأة العالمي، حيث كان وزير الخارجية قد تحدث عن هذا اليوم في وقت سابق ملقيا الضوء على أهمية المساواة بين الرجل والمرأة». ونقل التقرير عن وزير الخارجية ويليام هيغ قوله: «سوف تظل حقوق المرأة وحقوق الإنسان في صميم السياسة الخارجية البريطانية، ونريد أن يصبح للمرأة حقوق في الدول التي ليس لها فيها أي حقوق، كما نريد أن نرى تطبيق تلك الحقوق جديا». وتابع: «إضافة إلى بحث موضوع الفرص المتاحة للمرأة في المجتمع، فإن الزيارة الملكية ستبحث أيضا حوار الأديان والثقافة والاستدامة البيئية، ودعم ريادة الأعمال»، مضيفا: «ستسعى الزيارة للبناء على الروابط العائلية الوثيقة بين العائلة المالكة في بريطانيا والعائلات المالكة في البلدان التي سوف تتم زيارتها لتقوية الروابط التجارية والدبلوماسية وجميع المجالات».
