كتبت مروة رزق مرض السكر يكاد يصبح –دون أي مبالغة- بمثابة وباء يصيب في طريقه كل يوم أبرياء جدداً، ليس من الكبار فقط بل من الأطفال أيضاً. وفي هذا الصدد، حذر الدكتور محمد مصطفى حامد وزير الصحة والسكان، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم تحت شعار "اتحكم في السكر قبل ما يتحكم فيك، " من ارتفاع أعداد مرضى السكر في مصر ليصل إلى نحو 12 مليوناً و400 ألف شخص بحلول عام 2030، أي بزيادة تعادل نحو 70% عن عدد الحالات في عام 2011، بحسب إحصائيات الاتحاد الفيدرالي الدولي لمرض السكر أواخر العام الماضي. وأوضح حامد أن مصر تعتبر من الدول ذات الإصابة المرتفعة بمرض السكر وأن عدد المصابين حالياً يبلغ نحو 7.3 مليون مريض سكر. ويتوقع أن تتزايد الإصابة بمرض السكر خلال العقدين القادمين، حيث يتوقع أن يصل أعداد المصابين إلى حوالي 551 مليون مريض بحلول عام 2030 على مستوى العالم وبزيادة قدرها 51% مقارنة بأعداد الحالات في عام 2011 وهى حوالي 366 مليون مريض. وبمناسبة اليوم العالمي للسكر وللعام الثالث على التوالي تطلق اللجنه القوميه السكر بوزارة الصحة والسكان وبالتعاون مع شركة "سانوفي" للأدوية، خطط واسعة وحملات قومية ممتدة لنشر الوعي الصحي للمواطنين والدفع من أجل التحكم في مستويات السكر بالنسبة للمرضى. والجديد الذي تم استحداثه في هذه الحمله هو التوعية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وإرسال رسائل تليفونية للتوعيه، وفتح خط ساحن للحملة، وبريد إلكتروني، والتوعيه من خلال مراكز السكر بالمستشفيات الحكوميه بمختلف المحافظات، كما سيتم إجراء بحث ميداني لتقييم نجاح الحمله. ومن جانبه، أضح الدكتور عادل أبو زيد رئيس قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة، أنه في إطار حملة وزارة الصحة والسكان سيتم العمل على توسيع نطاق الحمله هذا العام عن طريق إجراء تحاليل السكر داخل المستشفيات المركزية في العديد من محافظات الجمهورية، وذلك لنشر الوعي عن الكشف عن مرض السكر وتشخيص أكبر عدد من المرضى. كما أضاف الدكتور أشرف إسماعيل أمين عام المعاهد والمستشفيات التعليمية ورئيس معهد السكر سابقاً بأن مرض السكر داء مزمن يؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم. مشيراً إلى أن هناك نوعان من السكر، النوع الأول و هو معتمد على الإنسولين في علاجه، يصاب به عادة صغار السن والمراهقين، وهؤلاء يصبحون معتمدين على الإنسولين طوال حياتهم، والنوع الثاني غير معتمد على الإنسولين فى علاجه ويحدث عادة بعد سن الأربعين ويعالج فيه المريض بالأقراص المخفضة لمستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى النظام الغذائي و لكن أحياناً يعتمد العلاج على الإنسولين. كما أشار الى أن توصيات الجمعيات الطبية المختصة بمرض السكر على الفحص الدورى لمستوى السكر بالدم بعد سن 45 عام ، وإذا كانت التحاليل طبيعيه يتم تكرار الفحص كل 3 سنوات. ولكن إذا كان الشخص لديه عوامل خطورة للإصابه بمرض السكر فيجب إعادة التحليل سنوياً، وحدد تلك العوامل في التاريخ العائلي للسكر، السمنة، أو الإصابة السابقة بالسكر أثناء الحمل او تكييس المبايض. علاوة على مرضى ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبه الدهون الثلاثية بالدم أو انخفاض الكوليسترول المفيد بالدم (الكوليسترول ذو الكثافة النوعية المرتفعة). وعن سبل الوقاية قال إنه يمكن تحقيق ذلك عن طريق الإقلال من تناول الأغذية التي تحتوي على السكريات بما في ذلك الموجودة في الفواكه، مثل التمر والعنب وكذلك العسل، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، كالمشي والجري الخفيف لمدة نصف ساعة في اليوم وبمعدل 5 مرات في الأسبوع. وهذا يساعد المريض على المحافظة على وزنه وتقليل مناعة الجسم للإنسولين ، ويراع في مريض السكر من النوع الثاني نظام غذائي معين مع الإقلال من تناول الدهون (وخاصة الكوليسترول والدهون المشبعة) بحيث لا تزيد عن 30% من مجموع الطاقة الحرارية. كما ينصح بتناول أغذية غنية بالألياف لتساعد على تخفيض نسبة السكر في الدم، مثل الخضروات والحبوب الكاملة ونخالة القمح، وأن تكون كمية الأغذية الغنية بالبروتين معتدلة، بحيث لا تزيد كمية السعرات الناتجة عنها عن 15% من مجموع السعرات التي يتناولها المريض. ومن جانبه، أوضح الدكتور إبراهيم الإبراشي أستاذ الأمراض الباطنة والسكر ورئيس مركز الغدد والسكر بكلية طب القصر العيني، أن غدة البنكرياس تقوم بإفراز هرمون الإنسولين الذي يستطيع خفض مستوى السكر في الدم بسبب قدرته على إحداث تغييرات تسهل عبور ونفاذ جزيئات السكر إلى داخل الخلايا ومن ثم حرقها وتوليد الطاقة منها، مما يمحافظ على مستويات السكر في الدم ولأسباب غير محدده يتوقف البنكرياس كلياً أو جزئياً عن إنتاج الأنسولين، وهنا يتراكم السكر في الدم دون احتراق مما يدفع الكبد إلى حرق مخزونه من السكر لإمداد الجسم بالطاقة. وتمتد عملية الاحتراق إلى أنسجة وخلايا العضلات ومنها إلى الشحوم المترسبة تحت الجلد، مما يؤدي إلى فقدان الوزن وزيادة الأسيتون فى الدم. ويضيف الدكتور إبراهيم الإبراشي إلى أن مستوى السكر الطبيعي بالدم يمكن تحديده كالتالي، السكر الصائم اقل من 100مج/دل، و بعد الأكل بساعتين أقل من 140مج/دل ، أما في مرحلة ما قبل السكر فيكون السكر الصائم مابين 100 و 125مج/دل، والسكر بعد الأكل بساعتين مابين 140 و 199مج/دل ، ويعتبر الشخص مصاب بالسكر اذا كان نسبته 126مج/دل وأكثر، أو قياسه عشوائي 200مج/دل وأكثر بالإضافه إلى أعراض مرض السكر، أو مستواه بعد ساعتين من تناول الطعام 200مج/دل و أكثر. ويشترط إعاده التحليل مره أخرى للتأكد من ذلك. كما أوضح أنه على المصاب بمرض السكر أن يتعامل معه بإهتمام حيث أنه أحد الأمراض المزمنة التي غالباً ما تستمر مع المريض لمدة طويلة، ويجب على المريض أن يكون على دراية كاملة بطبيعة المرض وأن يتقبله نفسياً ، وذلك بالإضافة إلى ضرورة الإلتزام بالعلاج والنظام الغذائي الذي يحدده الطبيب. ومن جانبها قالت الدكتورة نيفين الخورى مدير عام شركة "سانوفي" مصر أن رعاية المريض أهم أولويات الشركة ، وتمثل هذه المبادرة أحد الآليات التي تتبناها الشركة لحماية المرضى من خلال حملات لرفع الوعي الصحي عند المصريين لخفض مخاطر مرض السكر.