تحولت صور استقبال النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في مطار الملك خالد الدولي في الرياض وما صاحبها من عملية فوضى عارمة والتفاف رجال الأمن المدججين بالأسلحة الرشاشة إلى حديث الساعة في كبرى الصحف الأجنبية. حازم يوسف - إيلاف : تناقلت الصحافة الرياضية في القارة الأوروبية باهتمام بالغ ومتابعة كبيرة ما حدث مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لدى وصوله المملكة العربية السعودية لأداء مباراة ودية مع منتخب بلاده ضد كتيبة الهولندي فرانك رايكارد. وأبدت الصحافة الرياضية في إسبانيا استغرابها الكبير بعد نشر صورة للبرغوث الأرجنتيني وهو محاط برجال الأمن السعوديين المدججين بالأسلحة الأوتوماتيكية الرشاشة التي كان إحداها موجهاً نحو رقبة نجم الكرة العالمية وظهر في حالة رعب غير معهودة لمن كان يُسبب الذعر مراراً وتكراراً لمدافعي وحراس المرمى في الأندية المنافسة لفريقه برشلونة الإسباني والمنتخب الأرجنتيني على حد سواء. وتحول مطار الملك خالد الدولي في العاصمة السعودية الرياض مساء الاثنين إلى ساحة فوضى عارمة تعج بمئات المشجعين والمعجبين ومناصري النجم الأرجنتيني الذين تهافتوا من أجل رؤية لاعبهم المفضل علاوة على تواجد الصحافيين ومصوري القنوات الرياضية للهدف ذاته. وفي حالة مثل هذه، اختلط الحابل بالنابل الأمر الذي دفع رجال الأمن والشرطة لتشديد الحراسة حول نجم هجوم برشلونة لتمتلئ بعد ذلك قنوات التلفزة والصحف العالمية ووكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية ب"صورة مذهلة" وأعطت انطباعاً أولياً أن ميسي مقبوض عليه ويقتاد مثلما يتم ذلك مع المجرمين والمتهمين بقضايا قتل وسرقة واغتصاب. الصحافة العالمية وتعليقها على صورة ميسي ووصفت صحيفة "ماركا" الإسبانية تلك بالصورة ب"الصادمة" كون هذه المشاهد غريبة عن عالم الكرة والساحرة المستديرة ولم تعتد عليها الصحافة الرياضية بشكل مطلق. وأضافت الصحيفة المقربة من نادي ريال مدريد أن الجميع انتابه شعور بأن البندقية كانت موجهة نحو هداف البلوغرانا مباشرة. ونبقى في صحيفة "ماركا" ولكن في نسختها الإلكترونية حينما ذكرت أن "ميسي تعرض لأخطر محاصرة" في إشارة واضحة إلى البندقية التي كانت بحوزة العسكري طلال حماد العنزي. ونشرت صحيفة "لوماتان" الفرنسية صورة ميسي مذعوراً من الرشاش القريب من عنقه وكتبت "ميسي لا يحب الكلاشينكوف". وعلقت صحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" الإيطالية الرياضية الشهيرة على الصورة الحدث وكتبت أن ميسي تعرض لمحاصرة فردية خاصة في مطار الرياض لدى وصوله لأداء مباراة مع منتخب بلاده الأرجنتيني. أما صحيفة "الصن" البريطانية فقد عبرت عن شعور ميسي في تلك اللحظات العصيبة وعلقت أن نجم البارسا كان يدعو ألا يصاب بطلقة طائشة من رشاش رجل الأمن السعودي. واستقت صحيفة "أوليه" الأرجنتينية من شعبية البرغوث عنواناً خاصاً بالموقف الاستثنائي بكتابتها "شهرة ميسي تخضعه لحراسة مشددة" بالموازاة مع وضع صور لتلك الواقعة. تغطية المواقع الإلكترونية وعلى صعيد المواقع الإلكترونية، وصف موقع "فوكس كرول" ماحدث في المطار ب"المرعب" و"اللحظة المؤلمة" لميسي رغم الحالة الهستيرية والجنونية التي كان عليها محبي النجم الأرجنتيني في الرياض. وأضاف "بحركة خاطئة من أحد قوات الحراسة، بدا الأمر وكأن نجم برشلونة أمام بندقية موجهة إلى رقبته. ومن الواضح أنها كانت لحظة مرعبة بالنسبة لميسي". واعتبر موقع "جو" الأيرلندي ما جرى من استقبال غير طبيعي لميسي عزز الاعتقادات السائدة لدى مشجعي الكرة أن الأرجنتيني لا يُمكن إيقافه سوى بالسلاح والرصاص الحي وهو ما أظهرته الصور حيث كان غير مرتاح البتة لتوجيه سلاح إلى وجهه الطفولي. وأكمل الموقع الأيرلندي تعليقه على الحادثة بأن الوضع بدا معكوساً هذه المرة وعلى غير العادة التي يضع فيها ميسي القواعد العسكرية داخل العشب الأخضر. وواصل " ميس يتوق إلى الدخول إلى الملعب ليطبق ما يتقنه وهو القتال ضد منافسيه". "ميسي يتمنى لو أنه ينفصل عن الحقيقة ويذهب إلى عالم الخيال "... بهذه الكلمات علق موقع "ديرتي تاكل" على الحادثة الشهيرة في مطار الرياض نظراً لصعوبة الموقف الذي وُضع فيه نجم الكرة الأرجنتينية وهداف الكتيبة الكاتالونية. أما موقع "هابر مونيتور" فكتب على الصورة " ميسي في مواجهة ماسورة مدفع" فيما علق موقع "ذا سكور" على اللقطة أيضاً "على ما يبدو أنه لم يكن ترحيباً دافئاً لأفضل لاعب في العالم عند وصوله للسعودية". ويلتقي منتخبا السعودية والأرجنتين في مباراة ودية مساء الأربعاء حيث من المنتظر أن يتواجه ميسي بمدربه الهولندي فرانك رايكارد المدير الفني للأخضر السعودي حالياً الذي منحه فرصة اللعب للفريق الكاتالوني الأول ليستمر منذ ذلك الوقت في نثر إبداعاته الفنية وأهدافه الخيالية وسط مسيرة حافلة بالنجاحات الكروية على الصعيدين الفردي والجماعي حتى يومنا هذا. تألق لافت مع قدوم تياغو يذكر أن ميسي يعيش حالة استثنائية من التألق الكروي بعد تحطيمه رقم الجوهرة السوداء البرازيلي بيليه بتسجيله 76 هدفاً منذ بداية العام الحالي وبات على بعد 9 أهداف فقط لمعادلة رقم الألماني غيرد مولر. وبإمكان ميسي تحطيم رقم الألماني خاصة أن اللاعب الأرجنتيني لا يزال تنتظره عدة مباريات في الدوري الإسباني وكأس الملك ومباراتين من دور المجموعات في مسابقة دوري أبطال أوروبا. كما يملك نجم البلوغرانا الرقم القياسي بعدد الأهداف المسجلة في الليغا الإسبانية في موسم واحد برصيد 50 هدفاً بعد تحطيمه رقم البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد عام واحد فقط من تحقيقه. وأعلن اليوم الثلاثاء عن فوز النجم الأرجنتيني بجائزتي "أفضل لاعب" و"أفضل مهاجم" في الليغا في الموسم الماضي بحسب جوائز الاتحاد الإسباني لكرة القدم رغم عدم فوز برشلونة بالمسابقة المحلية وحصول غريمه ريال مدريد عليها مع أرقام قياسية على صعيد عدد النقاط وكمية الأهداف. ويتزامن تألق ميسي اللافت مع قدوم طفله "تياغو" قبل أيام قليلة كثمرة علاقته العاطفية بصديقته أنطونيلا روكوزو. ويسير ميسي بخطى ثابتة وواثقة نحو إحراز الكرة الذهبية لعام 2012 للمرة الرابعة على التوالي وفق المعطيات الأولية لتصويت مدربي وقادة المنتخبات حول العالم. ويُعلن عن اللاعب الفائز بجائزة الكرة الذهبية في حفل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مطلع العام المقبل في مدينة زيوريخ السويسرية.