احتفل العالم بالامس بما يسمى باليوم العالمي للسعادة الذي اعلنته الاممالمتحدة للمرة الاولى والذي يتم قياسه على اساس دعائم التنمية المستدامة والرفاه المادي والاجتماعي وسلامة الفرد والبيئة. واعتمد العالم في اقرار ذلك اليوم على مبادرة دولة بوتان، وهي التي اقرت بأثر زيادة مستوى السعادة الوطنية على زيادة مستوى الدخل القومي منذ سبعينات القرن الماضي، واعتمد نظامها الاقتصادي شعاره المشهور بأن السعادة الوطنية الشاملة هي اهم ناتج قومي للبلاد. بالطبع فإن مؤشر السعادة الذي اجرته مؤسسة الاقتصاد الحديث لا يدل على الدقة في قياس الامور ولكن يمكن الاستفادة منه في معرفة واقعنا على الخريطة العالمية، فبحسب المؤشر الذي شمل 151 دولة في العالم فقد جاءت الكويت في المرتبة 143 والبحرين في المرتبة 146 وقطر في المرتبة 149 بالرغم من الثراء الكبير للكويت وقطر، بينما احتلت السعودية المرتبة 56، واحتلت سبع دول من اميركا اللاتينية الفقيرة المراتب السبع الأولى. ولئن كانت النتائج مستغربة لكني استطيع الجزم باننا في الكويت نفتقد السعادة بسبب العامل النفسي لا غير، فنحن نعيش حلقة اللطم والتحلطم والشكوى الدائمة وتضخيم المشاكل التي لو قستها مع مشاكل الدول الاخرى لرأيت بأنها صفر على الشمال، فليس منا من يعاني من الفقر أو الجوع أو انعدام الامن أو الظلم السياسي أو قلة ذات البين، صحيح بأننا نعاني من الفوضى السياسية المستمرة والتخبط الاداري، ولكن غالبية ذلك هو نتيجة لاعمالنا، فنحن نشتكي من تعطل الاعمال بينما يسارع الكثيرون منا إلى الهرب من الوظيفة واهمال العمل، ونحن نعاني من الفراغ بينما الآخرون يعانون من ضغط العمل، ونحن نعاني من فساد مخرجات مجالسنا النيابية بينما نحن من يقوم باختيار هؤلاء النواب. هنالك اربعة امور اضافية زادت من شقاء الشعب الكويتي هي: أولا: ساعات الانتظار في الشوارع المغلقة ليلا ونهارا. ثانيا: وسائل الاتصال الحديثة التي وصل عدد الكويتيين الذين يستخدمونها إلى 85 في المئة من الشعب بحسب آخر احصائية والمشكلة هي أنه لا يحصل حادث على الطريق ولا خناقة بين اثنين إلا وتجد الجميع يبحث في التويتر وغيره لمعرفة تفاصيله مع أنه لا يعنينا. ثالثا: المتابعة الدائمة للمحطات الفضائية وما تعرضه من مشاكل واخبار والتي ترفع الضغط عند الإنسان وتجعله يعيش جميع احداث العالم ومشاكله. رابعا: الدواوين والحديث عن المشاكل بعد تضخيمها اضعاف ما هي عليه بهدف اجترار الاوقات حتى يخرج الإنسان من الديوانية مهموما مغموما وكأنما السماء قد اطبقت على الارض. د. وائل الحساوي [email protected]