يتهم "شباب الثورة" في مصر جماعة الإخوان المسلمين بإعادة انتاج حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، الأمر الذي يدفعهم لعنف مماثل لما ينتهجه الإسلاميون. القاهرة: بعد عامين على سقوط نظام حسني مبارك، يرى العديد من "شباب الثورة" انه لم يعد امامهم سوى اللجؤ الى العنف "كرد فعل على عنف الاخوان" في اشارة الى جماعة الاخوان المسلمين الحاكمة في مصر والمتهمة باعادة انتاج نظام قمعي يضرب عرض الحائط المبادىء الديموقراطية التي قامت من اجلها الثورة. وشهدت المنطقة المحيطة بهذا المبنى الكائن في منطقة جبل المقطم ثلاث مرات في اسبوع واحد اعمال عنف بين المتظاهرين الغاضبين وبين الاسلاميين وقوات الشرطة اوقعت عشرات الجرحى. ويدل استهداف مكتب ارشاد جماعة الاخوان على ان الحركة الاسلامية باتت تعتبر مع مكتبها السياسي مركز السلطة الحقيقي وليس الرئيس محمد مرسي المنتمي اليها. وانتشرت قوات الامن المركزي السبت امام المقر غداة صدامات "جمعة الكرامة" التي ادت الى اصابة اكثر من 160 شخصا. وسميت هذه التظاهرة "جمعة الكرامة" ردا على اعتداء عدد من شباب الاخوان الاحد الماضي على ناشطين كانوا يرسمون رسوم "غرافيتي" على جدران المبنى والشارع الكائن فيه وصفع احدهم ناشطة معارضة صفعة قوية على وجهها ما اثار موجة استنكار عارمة. وفي اليوم نفسه تم الاعتداء على عدد من الصحافيين والمصورين كانوا في الموقع لتغطية الاحداث ما اسهم في تفاقم اجواء التوتر بين الجماعة وقسم كبير من الصحافة المصرية التي يتهمها الاخوان بعدم الحياد وبمحاولة تشويه صورتهم. ويقول شريف عبد الونيس 28 عاما "نحن لسنا بلطجية نحن ندافع عن حقنا في الحياة امام من يريدون قهرنا من جديد". ويقول الشاب الملثم اشرف صبري (21 عاما) "العنف الذي نقوم به رد فعل لعنف الاخوان... هم نكلوا بنا من قبل ولم يحاسبوا.. وهو ما دفعنا ايضا للعنف وسنستمر فيه". كذلك يقول الجواهرجي الملتحي احمد كريم (38 عاما) فيما كانت معركة طاحنة ببن الاخوان والمتظاهرين تدور امام محله "الاخوان يتعاملون بعنف بالغ ثم يلومون الشباب علي الرد بنفس الوسيلة.. هذا عبث". وجرت مهاجمة اكثر من 30 مقرا للجماعة ولحزب الحرية والعدالة المنبثق عنها منذ انتخاب مرسي في حزيران/يونيو 2012. فالتضامن الذي ظهر مطلع 2011 ضد مبارك بين هذه الحركة الاسلامية المنظمة جيدا و"شباب الثورة" لم يستمر طويلا. وفي فيديو اعده موقع "مصرين" الاعلامي تظهر اعمال العنف الحالية وكأنها امتداد للثورة التي طردت مبارك من السلطة. ويقول المتظاهرون "الاخوان كذابون يخدعون الناس تحت ستار الدين" لقد اصبحوا "الحزب الوطني الجديد" في اشارة الى حزب مبارك السابق. ومرسي الذي انتخب في حزيران/يونيو 2012 ديموقراطيا، هو اول رئيس مدني بعد ان تعاقب عدد من العسكريين على الرئاسة في مصر. لكن مرسي منح نفسه صلاحيات واسعة جدا بموجب اعلان دستوري اصدره في نهاية 2012 ثم عمل على تبني دستور يرسخ سلطة الاسلاميين الامر الذي اثار غضب المعارضة. وما يزيد النقمة محاولتهم السيطرة على كل مفاصل الدولة اضافة الى حالة الانفلات الامني والازمة الاقتصادية الخانقة التي انعكست خصوصا في تراجع احتياطي النقد الأجنبي الى "مستوى حرج" بحسب البنك المركزي حيث انخفض الى نحو 5ر13 مليار دولار في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي.