تعد تشوهات العظام من أكثر الأمراض شيوعاً بين الأطفال في المنطقة العربية، نظراً لانتشار زواج الأقارب الذي يعد المتسبب الأول في انتشار الكثير من أمراض العيوب الخلقية . . كما أن هذه التشوهات قد تحدث نتيجة الممارسات الخاطئة كتعرض المرأة للأشعة السينية في أثناء فترة الحمل الأولى، أو نتيجة لتناول الحامل للأدوية بشكل خاطئ . . أما الكبار فيصابون بتشوهات العظام لأسباب أخرى قد تحدث نتيجة لمضاعفات الحوادث وكسور المفاصل، وتتنوع تشوهات العظام ما بين تشوهات العمود الفقري وتشوهات الأطراف . يرى الدكتور جمال حسني - أستاذ جراحة العظام ورئيس جمعية تطويل العظام الدولية أن من بين تشوهات عظام الأطراف العيب الخلقي لعظمة الساق الذي يصيب 1 في المليون من كل طفل مولود، كما أن القصر الخلقي لعظمة الفخذ يصيب 1 من بين كل 50 ألف طفل، وأيضاً العيب الخلقي لعظمة الشاظية يصيب طفلاً من بين كل 140 ألف طفل، وتصل فيها حالات القصر بالأطفال إلى 19 سم ويكون علاجها بالطرق الحديثة من دون حدوث أي فتحات جراحية بجذبها لأسفل لتعود إلى مفصل الكاحل باستخدام المثبتات الخارجية، إضافة إلى طريقة أخرى تجرى في حالات القصر الشديد ويتم فيها تطويل عظمة الساق مرتين أو ثلاث مرات، كما يستخدم أسلوب التعطيل المؤقت لمراكز النمو بوضع مسامير في صورة شرائح ثنائية أعلى وأسفل مركز النمو لتعطيل جانب بمركز النمو لاستعدال وضع الساق والمفصل . ويقول الدكتور حسني إن هناك دراسة طبقت على 85 مريضاً باستخدام التطويل الثنائي والثلاثي لعمل شروخ ثلاثية في عظمة الساق ثم التطويل 1 مليمتر وبصورة تعادل ثلاث عمليات تطويل في نفس الوقت . وعن تشوهات العمود الفقري يقول الدكتور عبد المحسن عرفة أستاذ جراحة العظام بطب عين شمس إن هذه التشوهات عديدة ومنها الاعوجاج الجانبي للعمود الفقري الذي يصيب 5% من طلاب المدارس بالمرحلتين الإعدادية والثانوية لأسباب إما مجهولة أو بسبب عيوب خلقية أو بسبب أمراض الأعصاب والعضلات، وهنا يقسم المرض إلى مراحل بحسب سن ظهوره، ويؤثر ذلك في العلاج ويكون في نسب اعوجاج 40 إلى 60 درجة بالتصليح الجراحي للفقرات على مرحلة واحدة، أما الحالات التي تصل فيها نسبة الاعوجاج بين 60 و100 درجة فيتم التدخل الجراحي لاستعدال الاعوجاج على مراحل باستخدام المناظير، أما حالات الاعوجاج أكثر من 100 درجة فيكون التدخل الجراحي على مرحلتين، الأولى لتسليك العمود الفقري من الأمام، والثانية لتثبيت العمود الفقري من الخلف، ويمكن استخدام الإصلاح التدريجي بالمثبتات الخارجية في الحالات الشديدة . ويدعو الدكتور عرفة إلى تبنى برنامج قومي لفحص طلاب المدارس للكشف المبكر عن المرض، وفي دراسة مشتركة نشرت بالمجلة السويسرية لجراحات العظام وطبقت على 10 آلاف حالة في مصر باستخدام أحدث الوسائل الجراحية في إصلاح كسور العظام المضاعفة والمفتتة نتيجة الحوادث وتشوهات العظام والعيوب الخلقية باستخدام وسائل ميكانيكية خاصة تؤدي إلى سرعة التئامها، وتعتمد على مسامير الأستنلس والتيتانيوم الخاصة والتي تصلح مع جميع أنواع العظام، حتى تلك المصابة بالهشاشة وغير القابلة للالتئام، والتي لا يصلح معها التثبيت بالطرق التقليدية، وقد أصبح علاجها متاحاً مع التئام العظام السريع، كما استخدمت الطريقة نفسها في استعدال تشوهات العظام في أعمار مختلفة وحالات مرضية لم تكن قابلة للالتئام من قبل . وعن الأساليب الجديدة لتثبيت الكسور باستخدام الشرائح والمسامير من دون اللجوء إلى عملية جراحية، فإن ذلك يجري من خلال فتحات لا تتعدى 1- 2 سم بالمنظار الجراحي وأجهزة الأشعة المتطورة، حيث يتم التثبيت باستخدام شرائح ومسامير تصلح في مرضى السكري ومرضى الكبد المزمن، وهؤلاء المرضى لا يتحملون مخاطر الجراحات المفتوحة . وعن مرض خشونة المفاصل يقول الدكتور أشرف النحال، أستاذ جراحة العظام بطب القاهرة، إن 75% من كبار السن فوق60 سنة يعانون من هذا المرض، وتظهر أهمية النسيج الغضروفي المبطن لسطح المفصل في نقل الأحمال والمحافظة على حركة المفصل، والذي يتعرض للتآكل مع الزمن إلى جانب عوامل أخرى كالسمنة أو الإصابات القديمة بالمفصل والأربطة، ومن الطرق الحديثة للعلاج الدوائي للخشونة . . . استخدام مضادات تآكل الأنسجة الغضروفية عن طريق منع الإنزيمات المساعدة من تآكله، ويكون اللجوء إلى الجراحات في الحالات المتأخرة فقط ومن طرقها تغيير جزء واحد من المفصل المصاب، والحفاظ على بقية أجزاء المفصل . ويستشهد الدكتور النحال على ذلك بدراسة شملت 40 حالة لعلاج قرح سطح المفصل نتيجة إصابات الملاعب المسببة لخشونة المفاصل بزرع قطع من النسيج الغضروفي من أماكن ليس عليها تحميل بالمفصل، وأيضاً دراسة لعدد من المرضى لإمكانية تجنب حدوث جلطات الأوردة العميقة والتي تحدث للمرضى بنسبة 60% أثناء الجراحات الكبرى للعظام، وينتج عنها جلطات تؤثر في وظائف القلب والرئة، وتجنبها بإعطاء العلاجات الحديثة بعد 6 ساعات من الجراحة عن طريق الفم لتساعد على سيولة الدم ومنع الجلطات .