تشير الدراسات المحلية التي قام بها مركز دبي للأمراض الجلدية العام الماضي، إلى تشخيص 166 حالة جديدة مصابة بالصدفية، بما يعادل 3 .1% من المجموع الكلي للمرضى المسجلين في المركز الذين بلغ عددهم 12466 مريضاً، منهم 966 حالة مسجلة أي بما يعادل 7 .7% من إجمالي عدد المراجعين، و4 .6 % من المرضى المتابع حالتهم . كما تشير الدراسات إلى أن 30% من مرضى الصدفية يصابون بالالتهابات في المفاصل، وفي حال إصابة أحد الوالدين تزيد نسبة الإصابة في الأبناء إلى 24%، أما في إصابة كلا الوالدين فإنها ترتفع إلى 41%، وفي حال إصابة أحد الأخوة تصل إلى 6% . وتبين الدراسات أن المناخ الحار لا علاقة له بازدياد احتمالات الإصابة بالصدفية، فنسبة الإصابة بالصدفية بالإمارات لا تزيد على النسبة العالمية للمرض والتي تبلغ 2-3%، لكن الدراسات الحديثة أثبتت علاقة هذا المرض بالأمراض الأخرى مثل داء السكري وارتفاع دهون الدم وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وغيرها من المتلازمات . وحول مرض الصدفية وأسبابه وعلاجه نظم مركز الأمراض الجلدية التابع لهيئة الصحة بدبي ملتقى متخصصاً في دبي ناقش أوراقاً نقاشية المرض وآثاره النفسية في المريض والصدفية عند الأطفال وحالة عرضها أحد المصابين، قبل أن يختتم بحوار موسع بين المرضى والأطباء المشاركين وهم الدكتور أنور الحمادي استشاري الأمراض الجلدية، والدكتور أشرف رضا استشاري الأمراض الجلدية، والدكتورة علياء المعلا اختصاصية الأمراض الجلدية . وأوضح الدكتور الحمادي في ورقته "نبذة عن مرض الصدفية" أن الصدفية تعتبر من الأمراض المزمنة التي تصيب الأشخاص التي تتراوح أعمارهم بين 20-30 سنة، وتصيب نسبة 10-15% من الأطفال دون ال 10 سنوات، أما أسبابها فهي غير معروفة، لكن الاستعداد الوراثي يشكل السبب الرئيس في الإصابة بالصدفية، كما أن العوامل المهيجة للصدفية تتمثل في الضغط النفسي، والعدوى والالتهابات بالأخص التي عند الأطفال، والعلاج يكون للالتهابات أولاً حتى تتم معالجة الصدفية بشكل صحيح، إضافة إلى أنواع الأدوية والتي تشكل العامل المثير للصدفية، كأدوية الضغط والكورتيزون الذي يؤخذ بالفم، حيث أثبت أن الكثير من العيادات تستعين به علاجاً في حين يعتبر من العوامل المهيجة، إضافة إلى بعض الأعشاب . وقال: "تتعدد أشكال الصدفية، فمنها الصدفية اللوحية، والتي تكون على شكل بقع كبيرة وعليها قشور، كما أن 70% من المرضى بها، وحجمها الكبير يزيد من وزن المريض، والصدفية النقطية، والتي تكثر عند الأطفال والمراهقين، ومن عواملها الإصابة بالالتهاب في اللوزتين، أو صدفية الأظافر التي تظهر بأشكال مختلفة كنخر في الأظافر أو ابتعاد الظفر عن المنبت، ونسبة المصابين بها بين 50-40 %، بينما تشكل احتمالية الإصابة بصدفية المفاصل بين 5-10% لغاية 30%، مسببة بعض التشوهات في الأصابع، أما الصدفية الكاملة فهي أعلى درجات الصدفية والنادرة، وقد تدخل المصاب بها إلى المستشفى مسببة له ارتفاعاً في درجة الحرارة، كما أن هناك صدفية اليدين والرجلين، وصدفية الأطفال" . وعن الأمراض التي تصيب مريض الصدفية أضاف: "الصدفية مرض عضوي تصاحبه أمراض مثل، التهاب المفاصل، السمنة والتدخين، متلازمة التمثيل الغذائي (ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الدهون، السكري، أمراض القلب)، إضافة إلى التأثير النفسي (كالإحباط، والعزلة الاجتماعية، والإدمان )، التهاب الأمعاء" . وأشار الدكتور أنور إلى أن هناك الكثير من الحالات تمت السيطرة عليها من خلال العلاجات المتاحة التي من شأنها التخفيف من الصدفية، كما أن تعايش المريض مع المرض من العلاجات التي تساهم في التخفيف منها، إضافة إلى العلاج الموضعي، العلاج الضوئي (الأشعة فوق البنفسجية) والتي تستخدم للأطفال وتحتاج لزيارات مستمرة، علاج الحبوب عن طريق الفم، علاج الحقن البيولوجية . كما ينصح الدكتور أنور بضرورة وضع المريض خطة علاجية، والصبر والالتزام بنصائح الطبيب، التواصل مع الطبيب قبل وبعد العلاج، الابتعاد عن الضغوطات النفسية وعن التدخين والحفاظ على الوزن، تعايش المريض مع المرض من أهم الخطوات للعلاج . وعن "الآثار النفسية لمرض الصدفية" قال الدكتور أشرف رضا، استشاري الأمراض الجلدية: "تزيد الصدفية من الأعباء النفسية على المريض، حيث أثبتت بحوث الجمعية الأمريكية لمرض الصدفية أن نسبة 82% تؤثر في الانسجام النفسي للمريض، وبالتالي في علاقات الزوجية، والأنشطة الترفيهية، وقضاء الإجازات، كما تسبب 33 % اكتئاب و30% قلق، والشعور بالوصم وهو أن يشعر المريض بأنه مختلف عن الآخرين، وأن مريض الصدفية يعامل بطريقة تختلف عن الآخرين مما يؤدي به إلى الانعزال الذي يؤثر في نجاحه سواء في العمل أو التعليم أو العلاقة الزوجية" . وأضاف الدكتور أشرف: "حتى لا ترجح كفة الاكتئاب والعزلة لابد من المواجهة الإيجابية للمرض من خلال العلاج المبكر الفعال المستمر للصدفية، إذ يتأخر الكثير في الكشف عن المرض ولا يذهبون للطبيب إلا عندما تكون لديهم مناسبة، وهذا يجعل ضيق مدة العلاج غير كافية لعلاج الصدفية، كما أن الكثير ممن يأخذ العلاج ولا يشعر بتحسن إلا بنسبة 10% مما يزيد من إحباطه، إضافة إلى الاستمرارية التي يهملها بعض المرضى، فالكثير ممن يشعر بتحسن يتوقف عن العلاج، مما يؤدي إلى انتكاس حالة المريض ودخوله في إحباط شديد" . كما أوضح الدكتور أشرف رضا أهمية حصول المريض على الدعم المعنوي والديني والروحي، وضرورة اختياره للطبيب النفسي الذي يشعر معه بالراحة، حيث يعتبر الجزء الأساسي للاستجابة للعلاج، ضرورة التواصل مع الأسرة والأصدقاء، الاشتراك في مجموعات الدعم، التي تقوم على مجموعة من المرضى والأطباء والاختصاصيين النفسيين، حيث يجتمعون مرة في الشهر يتبادلون المعلومات والدعم النفسي . وتحدثت الدكتورة علياء المعلا اختصاصية الأمراض الجلدية عن "الصدفية عند الأطفال"، وقالت إن الصدفية التي تصيب الأطفال، وتظهر لحديثي الولادة تكون على شكل دوائر حمراء، أما عند الأطفال الأكبر سناً، فهي تظهر على شكل دوائر حمراء في فروة الرأس، والمناطق التناسلية، والأظافر، وأنواعها تختلف بين المزمنة والعابرة، كما أن هناك علاقة بين الصدفية ومن يعانون من البدانة، حيث تشير الإحصاءات المحلية إلى أن 40% ممن يعانون من الأطفال بالبدانة مصابون بالصدفية . ولفتت الدكتورة إلى العلاقة بين الجانب النفسي والمرضي، والتي تؤثر بشكل كبير في الطفل تؤدي به إلى إعاقة في الذهن وهدم شخصيته المستقبلية، لذلك يجب تقديم الرعاية الأسرية، والطبية من قبل المستشفى، والأكاديمية من المدرسة لمحاولة إخراج الطفل من الحالة النفسية، حيث تشير الدراسات الأمريكية إلى أن 64% من الأطفال المصابين بالصدفية يتعرضون للعنف، و83% يتلقون الاستهزاء، 27% ينعتون بألقاب غير محببة، 22% يتعرضون للتهديد، و17% يتعرضون للضرب، كما أن 38% يعتقدون أن العنف له علاقة بالصدفية . وقد شارك أحد المرضى المصابين بالصدفية بكلمة، ذكر فيها رحلة علاجه من الصدفية وأبرز التحديات التي تواجه المريض، كغلاء العلاج والانعزال عن المجتمع، كما طالب الجهات المختصة بتوفير العلاج، وضرورة التزام المريض بالاستشارة الطبية التي تضمن نجاح العلاج .