العلماء خاب أملهم بما اكتشفوه سابقا واعتبروه بوزون هيغز مواضيع ذات صلة لم يجد العلماء في صادم هادرون الكبير Large Hadron) Collider) أي دليل على أن الجُسيم الذي اكتشفوه في وقت سابق من هذا العام يتعدى كونه ابسط نسخة من بوزون هيغز ((Higgs boson وأبعدها عن الإثارة. لندن: كان الباحثون العاملون في المنظمة الاوروبية للأبحاث النووية (سيرن) قرب جنيف احتفلوا في تموز (يوليو) الماضي حين عثروا على ما بدا لهم حينها أنه بوزون هيغز، المسؤول عن اكتساب المادة كتلتها، وسط أنقاض نتجت من عشرات عمليات الصدم ذات الطاقة العالية، داخل الآلة العملاقة المسماة صادم هادرون الكبير. جُسيمان متشابهان أشارت النتائج الأولية، التي توصلت اليها التجربتان الرئيسيتان "أطلس" و"سي أم أس" في حينه، إلى أن الجُسيم المكتَشف قد يكون شيئًا أكثر إثارة من ذلك الجُسيم المنفرد، الذي ورد وصفه في معادلات فيزيائية قبل نحو 50 عامًا، وأن اكتشاف جُسيم أشد غرابة من الجسيم المفترَض يمكن أن يمهد الطريق أمام العلماء إلى فهم الطبيعة فهمًا أعمق. لكن المعلومات الجديدة، التي أعلنها أمس الأربعاء باحثون وعلماء خلال مؤتمر علمي في كيوتو اليابانية، تبيّن أن لا شيء غريب في سلوك الجُسيم المكتشف، بالرغم من أن النتائج لا تستبعد أن يكون الجُسيم شيئًا أشد غرابة من جُسيم هيغز المفترض، لا سيما أن بعض النسخ تبدو شبيهة بما يُسمى النموذج المعياري لبوزون هيغز، يحتاج العلماء سنوات للتمييز بينهما. وقال جو انكانديلا، رئيس الفريق الذي اجرى التجربة "سي أم أس"، إن الجُسيم "ما زال في مكانه، وهو ينسجم بالتأكيد مع النموذج المعياري". هيغز متغيّر طُرحت النظرية التي افترضت وجود جُسيم هيغز أول مرة في العام 1964، بوصفه كيانًا منفردًا يُشير وجوده إلى مجال غير مرئي يتخلل الفضاء، ويُضفي كتلة على الجسيمات الأساسية، بما في ذلك اللبنات الأولى التي تتكون منها المادة. لكنّ بعض النظريات التي تذهب أبعد من النموذج المعياري، الذي يُعتبر إطارًا رياضيًا للجسيمات المعروفة وتفاعلاتها، تفترض وجود عائلات من جسيمات هيغز، حيث يقوم كل فرد فيها بدوره في إسباغ سمة الكتلة على الجُسيمات الأولية. ويفترض العلماء أن الأنواع المختلفة من جسيمات هيغز تترك بصمات متميزة في أجهزة الكشف التي يستخدمها صادم هادرون الكبير، بالرغم من أن هذه البصمات لا يختلف بعضها عن البعض الآخر في بعض الحالات، إلا بأشكال خفية يصعب رصدها. ومن الأسباب التي استغرقت العلماء أكثر من عقدين ليعرفوا أن جُسيم هيغز متغير يفتقر إلى الثبات، تفكك البوزون إلى جُسيمات معروفة، كالكواركات والالكترونات والفوتونات. ... وغريب مؤثر! عندما أعلنت (سيرن) عن اكتشاف جسيم شبيه بجسيم هيغز، اعتبر الفريقان اللذان اجريا التجربتين الرئيسيتين أن ما اكتشفاه هو الدلائل الأولى على وجود نسخة غريبة من بوزون هيغز. فقد بدا أن الجُسيم يتحلل في أحيان كثيرة جدًا، متحولًا إلى فوتونات عالية الطاقة تُسمى جسيمات غاما. لكنه نادرًا ما يتحلل بما فيه الكفاية ليتحوّل إلى جُسيمات التاو، وهي أخوات للالكترونات لكن أثقل منها. وتبيّن النتائج الجديدة التي استندت إلى صدامات أكثر عددًا مما أجراه العلماء في تموز (يوليو) أن كل الجُسيمات المتحللة تتماشى مع النموذج المعياري، إلا أن الفريقين لم يُبادرا إلى تحديث نتائجهما عن تحلل جُسيمات هيغز إلى جُسيمات غاما، الأمر الذي قد يشير، بالرغم من كل ما رُصد حتى الآن، إلى وجود جُسيم هيغز غريب يمارس تأثيره في المعادلة. النموذج المعياري أساس تفترض بعض النظريات المشتقة من نظرية التناظر الفائق وجود خمسة بوزونات هيغز مختلفة. وتبين النظرية هذه كيف توحدت قوى الطبيعة ذات مرة في قوة واحدة، كما تقدم المفاتيح لفك لغز تركيب المادة الداكنة غير المرئية التي تتجمع حول المجرات. ونقلت صحيفة غارديان عن جون أليس، رئيس قسم النظرية في (سيرن) سابقًا والباحث حاليًا في كلية كنغ في لندن قوله عن النتائج المتوفرة حتى الآن: "ما زال النموذج المعياري هو السائد، لكن الاختبار الرئيسي سيأتي عند تحديث معدلات تحلل جسيمات هيغز إلى غاما".