وكانت ذروتها إبان السنوات العشر المنصرمة, التي شغل السلطة فيها هو جينتاو ومعه رئيس الوزراء وين جياباو. إن ما ينتظر جينبينغ علي المستوي الداخلي ليس هينا, فالرجل, الذي لم تتضح بعد ملامح سياساته وخططه, مطالب بإحداث توازن في كفة الميزان ما بين الإصلاح الاقتصادي والسياسي, فالصينيون يريدون مزيدا من الانفتاح السياسي, والحصول علي نصيبهم العادل من عائد الطفرة الاقتصادية الكبيرة, فضلا عن إدخال تغيرات علي النموذج الاقتصادي الناجح الذي استنفد أغراضه ويلزمه تعديلات تواكب ما طرأ من تحولات علي الصعيدين الدولي والاقليمي. كما أن قادة الصين الجدد سيتعين عليهم تعضيد نفوذهم في المحيط الاسيوي والعالمي, حفاظا علي مصالحهم المتعلقة بتوفير ما يلزمها من موارد طبيعية تفتقر إليها, حتي تواصل عجلة اقتصادها الدوران السريع. وفي الحقيقة فإننا في مصر والمنطقة العربية نحتاج للتعرف أكثر علي الأجيال الجديدة من السياسيين الصينيين, خاصة وان بكين تعد شريكا مهما لكل البلدان العربية تقريبا, فالعرب اكتفوا بالمتابعة اللاصقة لمجريات ومعارك الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية, في حين أهملوا تماما متابعة وقائع المؤتمر ال18 للحزب الشيوعي, الذي عقد في نفس توقيت الحملة.