والثاني لم ينل ما يستحقه من متابعة وتحليل علي الأقل في منطقتنا العربية ويتعلق ببدء أعمال المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني صباح أمس. والمتأمل للنموذجين الأمريكي والصيني في النهوض الاقتصادي والتقدم سوف يكتشف حقيقة أنهما اثبتا عدم دقة النظريات الموضوعة, فأمريكا تقدمت بفضل تطبيقها النظام الرأسمالي بكل ما فيه من عيوب ومثالب, في حين اختارت الصين النظام الاشتراكي الواقف علي طرف نقيض من نظيره الرأسمالي وحققت بواسطته طفرات غير مسبوقة. والجزء الأهم في المؤتمر الذي يستمر أسبوعا سيكون تسليم جيل جديد من القادة دفة قيادة الصين, التي أضحت ثاني أكبر قوة اقتصادية في عالمنا المعاصر, خلال السنوات العشر المقبلة, خلفا للرئيس هو جينتاو, ورئيس الوزراء وين جاباو. وعلي الرغم من أن القيادات الجديدة سوف تتسلم بلدا نجاحا اقتصاديا وماليا, وبات له قول ينصت له باهتمام في إدارة شئون الاقتصاد العالمي, إلا أنهم سيجدون أنفسهم في مواجهة العديد من التحديات الصعبة المنتظر التعامل معها, وياتي في مقدمتها عدم استفادة شرائح كبيرة من الصينيين من عائد الطفرة الاقتصادية, وتحسين مستوي الخدمات المقدمة لهم في بقاع البلاد المترامية الأطراف, وتطلع الكثيرين للانفتاح السياسي, فالإصلاح الاقتصادي لابد أن يقابله علي الجهة الأخري إصلاحات في المسار السياسي لتعزيز الديمقراطية ودولة القانون. تلك التحديات ليست هينة ولن تحتمل الانتظار كثيرا, فهل سوف يشهد عقد الصين الجديد التوازن بين كفتي الإصلاح؟ هذا ما سنراه في القريب العاجل.