الغسانية (سوريا)-أ ف ب - احتفل الكاثوليك في سوريا،أمس، بعيد الفصح وسط أجواء يسودها الحزن، بعضهم في مناطق عمها الخراب بسبب أعمال العنف كما في الغسانية. فقد تحولت هذه القرية المسيحية الواقعة بين محافظة إدلب (شمال غرب) ومحافظة اللاذقية الساحلية (غرب) الى مدينة أشباح يسكنها نحو 15 شخصا فقط، بعد أن كان تعداد سكانها قبل النزاع الدامي يبلغ نحو 10 آلاف شخص، بينهم ست عائلات مسلمة. شعب سلام وقال جورجيو (88 عاما)، وهو من آخر السكان الذين ما زالوا في القرية التي دمرها القصف، «لم نتمكن حتى من الاحتفال بالجمعة العظيمة.. لأننا لم نجرؤ على الخروج من منازلنا». ورغم ذلك، ذهب جورجيو الى الكنيسة للاحتفال بعيد الفصح الى جانب آخرين من سكان القرية، وكذلك أربع راهبات وكاهنين. وقال جورجيو، الذي فر أبناؤه الستة بعد أن دُمرت منازلهم اثر القصف «إننا شعب سلام ولسنا شعب حرب، إننا نريد السلام للعالم أجمع». وعند مدخل الغسانية تمثال ضخم للقديس جاورجيوس يقتل تنينا حطمت نصفه قذيفة، فيما حمل مزار للسيدة العذراء على سطح أحد المنازل اثار القصف. كما أن إحدى الكنائس الثلاث الموجودة في القرية، والتي تعود الى الطائفة الانجيلية، تحمل اثار القصف، حيث دمرت إحدى القذائف جزءا من السقف. وتحولت طوابق أبنية الى ركام اثر الغارات الجوية. ويقوم الرجال الذين لم يغادروا القرية بحماية المنازل التي بقيت بمنأى عن الدمار. عيد دمشق الحزينة ولم توفر أجواء الحزن العاصمة دمشق التي تشهد أطرافها معارك وعمليات عسكرية. ويقول ناجي (32 عاما) الذي فقد أخاه منذ ثلاثة أشهر «هذا العيد حزين، لا عيد لدينا في العائلة». وتقول فاديا (53 عاما) وهي مترجمة بحسرة «أي عيد في هذه الأيام، اني أخجل من كلمة عيد والبلد مجروح». وتضيف فاديا، التي تقطن حي القصور بالقرب من إحدى الكنائس التي شهدت في أحد الشعانين الماضي حماية أمنية كبيرة «إن العيد يأتي في ظروف لا تشعر فيها ببهجة أي شيء بعد أن غادر البلاد الكثير من أقاربنا وأصدقائنا». وتستطرد «ان حينا كان يعج بالناس في مثل هذه الأيام إلا أنه اليوم هادئ بشكل مميت.. الناس باتوا خائفين من الخروج من المنزل». «سوريا الحبيبة» وبث التلفزيون السوري صورا للقداديس التي أقيمت في دمشق بمناسبة عيد الفصح، حضر بعضها عدد قليل من المصلين. وقد دعا البابا فرنسيس في أول رسالة بابوية الى المدينة والعالم الى «السلام» والى «حل سياسي» في «سوريا الحبيبة». وقال أمام مئات آلاف المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان متسائلا «كم من الدماء سفكت، وكم من العذابات ستفرض بعد قبل التمكن من ايجاد حل سياسي للأزمة؟» التي تعصف بسوريا؟!