بيروت - "السياسة" والوكالات: تلقى "حزب الله" وحلفاؤه صفعة من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط, شبيهة بالتي وجهها لحلفائه السابقين في قوى "14 آذار" قبل نحو عامين, بتأييده مرشح هذه القوى النائب تمام سلام لرئاسة الحكومة الجديدة, المحددة مهمتها بالإشراف على الانتخابات النيابية, المرجح إرجاؤها أشهراً عدة عن موعدها المقرر في يونيو المقبل, بسبب عدم التوافق على قانون جديد لإجرائها على أساسه. (راجع ص 25) ومن المقرر أن تبدأ اليوم الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها الرئيس اللبناني ميشال سليمان لتكليف رئيس جديد للحكومة, على أن تنتهي مساء غد السبت, وتفضي عملياً إلى تكليف تمام سلام, بعد ضمان حصوله على أكثرية نيابية باصطفاف جنبلاط إلى جانب "14 آذار". ورغم أن قوى "8 آذار" مجتمعة تلقت الصفعة من جنبلاط, إلا أن أشد المتأثرين بها يبدو رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون, الذي يعتبر أن الحلفاء تخلوا عنه, في ظل توجه كتلتي "حزب الله", و"التنمية والتحرير" برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري, إلى تبني ترشيح سلام باعتباره شخصية توافقية لا تستفز أياً من القوى السياسية, رغم أنه مقرب جداً من "تيار المستقبل" ومحسوب على "14 آذار". وبعد عودته مساء أمس من الرياض حيث التقى رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري, شارك النائب تمام سلام في الاجتماع الموسع لقوى "14 آذار", في بيروت, الذي انتهى بإعلان تبني ترشيحه لرئاسة الحكومة الجديدة. وأكدت أوساط مقربة من سلام ل ̄"السياسة" أنه أبلغ المعنيين أنه لن يترشح للانتخابات النيابية إذا كلف تشكيل حكومة جديدة حيادية وظيفتها الأساسية إجراء الاستحقاق النيابي بعد التوافق على قانون جديد, وسط معلومات عن اتصالات تجريها قوى "14 آذار" مع قوى "8 آذار" لتسويق سلام كمرشح توافقي. من جهتها, وصفت أوساط في قوى "14 آذار" ما يجري على الساحة اللبنانية ب ̄"الانقلاب على الانقلاب", بما يؤشر الى معادلات سياسية جديدة تتحكم بالوضعين الاقليمي والداخلي أطاحت تلك التي حتمت في مرحلة معينة قلب المعادلات والاتيان بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي. واشارت إلى أن الجميع يضع في حساباته أولوية الاستقرار الامني والسياسي, ذلك ان اللعب على الوتر السياسي ممنوع كما أن المس بالأمن خط أحمر, في ظل الأوضاع الاقليمية المتفجرة, سيما في سورية المجاورة. ورغم أن أياً من الأحزاب والتيارات في "8 و14 آذار" لم تتبن ترشيحه, أعلن رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي, أمس, "إعتذاره سلفاً" عن التكليف بتشكيل حكومة جديدة. وفي إطار الحرص السعودي على الاستقرار في لبنان, لوحظ, أمس, حراك مكوكي لسفير المملكة في بيروت علي عواض عسيري, إذ زار الصرح البطريركي وعقد لقاء مع البطريرك الكاردينال بشارة الراعي تناول الملفين الحكومي والانتخابي اللذين بحثهما أيضاً مع ميقاتي وبري, في لقاءين منفصلين. وأكد عسيري, عقب لقائه البطريرك الراعي, "حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على أن يتمكن الأشقاء اللبنانيون من معالجة قضاياهم الداخلية بالحكمة والتعقل والحوار".