سادت السعادة العاصمة الإسبانية بعد فوز نادي ريال مدريد 3/ صفر على ضيفه التركي غلطة سراي، مساء أول من أمس، في ذهاب دور الثمانية من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وبهذا الفوز المريح، بأهداف كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة وغونزالو هيغواين، يكون ريال مدريد بقيادة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو قد ضمن إلى حد كبير التأهل للدور قبل النهائي من البطولة الأوروبية للعام الثالث على التوالي. وجاء العنوان الرئيس لصحيفة «ماركا» اليومية يقول: تم تنفيذ المهمة! فيما كتبت صحيفة «آيه بي سي» المدريدية: ريال مدريد يخلي الطريق نحو قبل النهائي، وقالت محطة راديو ماركا الإذاعية، إن «خطة مورينيو المعتمدة على الهجمات المرتدة حققت نجاحا تاما، ففي كل مرة كان غلطة سراي يفقد فيها الكرة، كان ريال مدريد يباغته بالهجوم السريع». وانتقدت وسائل الإعلام المدريدية الدفاع الهش لغلطة سراي، وإن كانت اعترفت بأن الفريق التركي بقيادة المدرب فاتح تيريم كان من حقه الحصول على ضربة جزاء واحدة على الأقل. واختص الإعلام المدريدي حارس ريال مدريد دييغو لوبيز بقدر كبير من الإشادة، إذ وصفته محطة «كادينا كوبي» الإذاعية بأنه صفقة ملهمة. وكان لوبيز، الذي بدأ مشواره الرياضي في ريال مدريد، انضم لصفوف النادي الملكي من جديد قادما من إشبيلية حيث كان حارسا احتياطيا في يناير الماضي، عندما أصيب الحارس الأساسي لريال مدريد إيكر كاسياس بكسر إحدى أصابعه. وتماثل كاسياس، الذي لم تربطه علاقة جيدة مع مورينيو منذ قدوم الأخير إلى مدريد، للشفاء التام منذ أسبوعين، لكن لم يتم ضمه إلى الآن حتى لقائمة بدلاء ريال مدريد. وقطع ريال مدريد الاسباني، الطامح الى الفوز باللقب للمرة الاولى منذ 2002، وتعزيز رقمه القياسي (تسعة ألقاب حتى الان)، شوطا كبيرا نحو بلوغ الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال اوروبا للمرة الرابعة والعشرين في تاريخه (رقم قياسي). وسجل البرتغالي كريستيانو رونالدو (9)، والفرنسي كريم بنزيمة (29)، والارجنتيني غونزالو هيغواين (73) الاهداف. وأصبح الطريق ممهداً أمام ريال، الذي انتزع بطاقة التأهل لربع النهائي للمرة الثلاثين في تاريخه من معقل مانشستر يونايتد الانجليزي (2-1 إيابا و1-1 ذهابا)، لكي يواصل زحفه نحو لقبه العاشر اذ سيسافر الثلاثاء المقبل إلى اسطنبول بأعصاب هادئة، فيما اصبح حلم غلطة سراي الذي يخوض ربع النهائي للمرة الاولى منذ 2001، بعد ان تخلص من شالكه الالماني (3-2 إيابا في ألمانيا، و1-1 ذهابا) في الدور الثاني، ببلوغ دور الاربعة للمرة الثانية في تاريخه بعد 1989 (خرج على يد شتيوا بوخارست الروماني بالخسارة صفر-4 ذهابا، والتعادل 1-1 إيابا) صعب المنال. وكرر ريال سيناريو الزيارة السابقة الوحيدة للفريق التركي إلى سانتياغو برنابيو، وكانت ايضا في ربع النهائي من موسم 2000-2001، عندما فاز رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي حينها 3-صفر ايابا بعد أن خسروا ذهابا 2-3 في الثالث من أبريل، أي قبل 12 عاما تماما، علما بأن الطرفين تواجها ايضا في ذلك الموسم بمسابقة كأس السوبر الاوروبية، حينما فاز الفريق التركي 2-1 في موناكو. وبدأ مدرب ريال البرتغالي جوزيه مورينيو، الباحث عن ان يكون اول مدرب يحرز اللقب مع ثلاثة اندية مختلفة بعد ان سبق له أن أحرزه مع بورتو (2004)، وإنتر ميلان الايطالي (2010)، اللقاء بمفاجأة في خط الدفاع وتحديدا في مركز الظهير الايمن، حيث اشرك لاعب الوسط الغاني ميكايل ايسيان على حساب الفارو اربيلو، فيما فضل بنزيمة على هيغواين لشغل مركز رأس الحربة. وعاد الى تشكيلة الفريق الملكي المدافع الفرنسي الشاب رافايل فاران والظهير الايسر البرتغالي فابيو كوينتراو، بعد غيابهما عن مباراة سرقسطة التي ارتاح فيها لاعبو الوسط تشابي الونسو والالمانيان سامي خضيرة ومسعود اوزيل والارجنتيني انخيل دي ماريا. وكما كان متوقعا، لم يشارك الحارس ايكر كاسياس لأول مرة منذ 11 عاما في ربع النهائي، رغم عودته الى التمارين بعد كسر في يده وحصوله على الضوء الاخضر من الاطباء للعب، حيث فضل مورينيو، الذي لم يخسر بتاتا في الدور ربع النهائي من المسابقة (مع بورتو عام 2004، وتشلسي عامي 2005 و2007، وإنتر عام 2010، وريال عامي 2011 و2012)، دييغو لوبيز عليه. وفي الجهة المقابلة، لم تكن هناك مفاجآت، إذ بدأ فاتح تيريم اللقاء بإشراك لاعب وسط ريال السابق الهولندي ويسلي سنايدر، والمهاجم العاجي ديدييه دروغبا اللذين لعبا تحت إشراف مورينيو في انتر ميلان الايطالي وتشلسي الانجليزي على التوالي، أساسيين كما حال الهداف براق يلماظ الذي كان يتشارك ترتيب الهدافين مع رونالدو ونجم برشلونة الارجنتيني ليونيل ميسي (ثمانية أهداف لكل منهم)، قبل ان يتمكن الثاني من الانفراد بالصدارة. كما شارك لاعب وسط ريال السابق حميد التينتوب اساسيا في وسط الملعب، ضد فريقه السابق الذي تخلى عنه في صيف 2012، بعد موسم واحد فقط في صفوفه رغم ان العقد الذي كان بين الطرفين كان لاربعة أعوام.