تستمر ظاهرة انتقال الممثلين إلى منصة تقديم البرامج حتى أنهم باتوا ينافسون مقدمي البرامج أنفسهم، ويخطفون منهم الأضواء، لكن في المقابل تتجه مجموعة من مقدمات البرامج نحو التمثيل، حيث يرى البعض أن أضواء الشهرة على شاشات السينما أو الدراما هي الحلم المنشود . في هذا التحقيق تتحدث مذيعات عن اتجاهاتهن نحو التمثيل، ونعرض آراء أهل الاختصاص بهذه الظاهرة . تؤكد أميرة الفضل مقدمة برنامج "أميرة" في قناة "الآن" أن تجربة التمثيل كانت رائعة، وأنها كانت سعيدة بها، وعن الأدوار التي عرضت عليها، تقول: شاركت في الجزء الثالث من مسلسل "هوامير الصحراء" وكانت تجربة مميزة جداً، ومن بعدها عرضت عليّ عدة مسلسلات مثل "طاش ما طاش" وغيره، لكنني ترددت بسبب ضيق الوقت في بعض الأحيان، أو بسبب طبيعة الدور، والتمثيل عموماً تجربة مثيرة تحمل الكثير من خبرات الحياة، وهذا ما يجعلها جاذبة بالنسبة لمقدمي البرامج، كما أن تجربة تقديم البرامج تجذب الفنانين أيضاً . وعن مدى استعدادها لاحتراف التمثيل إلى جانب تقديم البرامج، تعلّق أميرة: أنتظر من يتبناني ويدعمني لأحصل على فرصتي الحقيقية في عالم التمثيل، لأنني لا أفتقر إلى الموهبة أبداً ولا إلى القدرات . أما خديجة سليمان مقدمة برنامج "أحلى مسا" على قناة "حواس" فتحدثنا عن مشاركتها في الدراما الخليبجية قائلة: شاركت في مسلسلات خليجية عدة، أولها كان في مسلسل "حبر العيون" الذي تم عرضه خلال رمضان الماضي، وبعدها شاركت بأعمال حصلت فيها على أدوار رئيسة مثل مسلسل "أحلى شلة" . وعن الميدان الذي تجد نفسها فيه ما بين تقديم البرامج والتمثيل، تؤكد خديجية أنها مولعة بالمجالين منذ الصغر، فهي تحب التواصل مع الجمهور من خلال البرامج كما تحب التمثيل، وتوضح بأن الحالتين مختلفتان تماماً، ففي الأولى تكون على طبيعتها إلى حد ما، بينما في التمثيل تستمتع بلعب الشخصية التي قد لا تشببها البتة . لكن وئام الدحماني مقدمة برنامج "بوليوود مئة في المئة" على قناة "زي أفلام" تبدو مصرة على أن تكون في كل مكان، حسب قولها، حيث نجد لها مشاركات عدة في عالم التمثيل إضافة إلى استمرارها بتقديم البرامج منذ عام 2007 حيث انطلقت من برنامج "دبي هذا الصباح" على قناة "دبي"، إضافة إلى تقديمها ألبوماً غنائياً بالعديد من اللغات واللهجات لتثبت قدرتها على التلون والتنوع الفني . وعن سر هذا التنوع والإصرار على الوجود في كل مكان، تعترف وئام بأنها "طماعة في الفن"، وأنها تجد نفسها في كل مكان، كما أنها تؤمن أن على الفنان أن يروج لفنه ولأعماله بطريقة ذكية وغير مباشرة، ولهذا يعد تقديم البرامج نوعاً من الترويج لاسمها الفني، فهي إن غابت عن الساحة الفنيةف سوف تطل على الجمهور أسبوعياً من خلال برنامجها التلفزيوني لتبقى في ساحة الاهتمام . بينما ترى فيّ العزاوي مقدمة برنامج "أخبار الفن" على قناة "السومرية" أن تقديم البرامج مهنة تضمن لها الاستقرار، فهو الوظيفة الثابتة بالنسبة لها، أما التمثيل فهو المكان الذي تجد نفسها فيه والعمل الذي تستمتع به أكثر من أي شيء آخر . وتضيف أن إتقانها اللهجة الخليجية فتح أمامها الكثير من الأبواب لتشارك في هذا الكم من الأعمال في فترة قصيرة بالنسبة لفنانة صاعدة، لكنها إن أرادت أن تمتهن التمثيل وتسعى نحو الشهرة، فعليها أن تسعى للمشاركة في المسلسلات العربية ولا تكتفي بالخليجية فقط . وعن طموحها في المجالين الفني والتلفزيوني، تقول فيّ: بالنسبة لمهنتي أسعى لأكون مقدمة أخبار، أما بالنسبة للتمثيل فأتمنى أن أحصل على فرص أكثر للمشاركة في الأعمال الدرامية . عن رأيه بهذه الظاهرة يقول المخرج عارف الطويل إن المذيع يغامر بشهرته بالدرجة الأولى، فلو شارك مثلاً جورج قرداحي في أحد المسلسلات فسيتجه عدد كبير من معجبيه لمتابعة المسلسل، لكن الحكم يصدر من الحلقة الأولى فيبدأ النقد ويكون من الصعب أن يعيد صورته إلى مكانتها في ذهن المشاهد . من جهته يرى المخرج ياسر النيادي أن هذه الظاهرة ليست موضة، ولكل ميدان عمل مقاييس للجدارة، ولهذا فإن دخول المذيعات مجال التمثيل تحكمه الجدارة والقدرة على إثبات الذات، ويقول: للمخرج دور كبير في تقييم موهبة المذيعة وصقلها ليقدمها للناس بصورة جيدة، وفي النهاية التمثيل ليس قراراً أومغامرة، بل هو مهنة لها قواعدها وشروطها . "الدراما الخليجية أصبحت مطعماً لأبناء الوسط الموازي، بعد نجاحها وانتشارها في السنوات الأخيرة، وهذا ما يبرر اتجاه المذيعين والمذيعات إلى الدراما"، حسب الدكتور حبيب غلوم العطار الفنان ومدير إدارة الأنشطة الثقافية في وزارة الثقافة والشباب، ويضيف: في النهاية الموهبة هي التي تحكم التجربة، وبالنسبة للدراما الإماراتية لا أذكر أن هناك مذيعة دخلت مجال الدراما وأضافت شيئاً لها، أو كان لها بصمة فيها سواء كانت إماراتية أو غير إماراتية . ويبدو أن للمنتج دوراً كبيراً في استقطاب المذيعات للعمل الدرامي حسب المخرج والممثل سلطان النيادي صاحب شركة "ظبيان للإنتاج الفني" الذي يؤكد أن الأمر لا يقتصر على المذيعات فقط، فالتمثيل يجذب الكثيرين ومن مختلف المهن، لكن لقرب المذيعات من الكاميرا يرين مهنة التمثيل أكثر قرباً منهن . يوافقه الرأي عبدالله حسن أحمد مخرج سينمائي، الذي يرى بأن المنتج هو من يختار الممثلين بالدرجة الأولى، وفي حالات نادرة يترك السلطة للمخرج ليقرر، وقد يكون هذا الاختيار مبنياً على بعض المصالح أو الأغراض المادية التي يرتئيها المنتج . وعن رأيه بانتقال المذيعين إلى التمثيل، يقول عبدالله: هناك بعض التجارب الناجحة التي لا يمكننا إنكارها، والبعض نجح ممثلاً وحقق جماهيرية واسعة أكثر منه مذيعاً، حتى وإن اعتمد على الشكل ليدعم موهبته، مثل ميساء مغربي وزهرة عرفات، فرغم أنهما لم تكونا جيدتين في تقديم البرامج فإنهما نجحتا في التمثيل .