| محمد الجمعة | إن تقدم وازدهار أي دولة لا يأتي من فراغ، بل من اجتهاد أبنائها وإبداعاتهم وانتظامهم، فإن الانتظام والنظام هما مفتاح رقي الشعوب، إذا تعود المجتمع على النظام فسيصبح كل فرد يعرف ما له وما عليه من حقوق وواجبات، فالنظام يحل كثيرا من المشاكل بما فيها ازدحام المرور، فالفوضى أحد أسباب تأخر الدول مهما كانت تمتلك قوة اقتصادية أو سياسية. لذا يجب أن نعلم أبناءنا وندرسهم منذ رياض الأطفال على النظام والانتظام واحترام حقوق الآخرين، وأن يستمر هذا المنهج حتى التخرج في الثانوية العامة. النظام هو تعود المجتمع على اتباع الإرشادات والنظم والقوانين، وبالنظام يتعود المجتمع على التقيد بالقانون، بالنظام الكل يقف في طابور واحد، بالنظام يكمن العدل والمساواة، بالنظام تعرف الوقت الصحيح لإنجاز المعاملات والمهام، بالنظام تختفي كلمة «يستثنى» وتنجز المعاملات من دون الوقوف على أبواب المديرين والمسؤولين. إن الفوضى التي يقوم بها بعض من فئات المجتمع ما هي إلا إخفاء للنقص الموجود لديهم وعدم القدرة على التكيف مع المجتمع، فيثيرون الفوضى والاضطراب، وإذا لم يأخذ المجتمع بأيديهم فستعم هذه الفوضى ويصبح عند الآخرين عدم الأمان والاستقرار والارتياح. ومن هذه الفوضى وعدم النظام ما نراه في الشوارع والطرق من عدم احترام للآخرين والتعدي على حقوقهم والاستهتار والرعونة واللامبالاة بالقوانين وعقوباتها وفي بعض الوزارات وإداراتها ترى أشكالا من الفوضى وعدم الانتظام في الطوابير والأولوية في انجاز المعاملات «خشمك واذنك». إن تطبيق العقوبات هو جزء من النظام العام، فنسمع أن وزيراً في إحدى الدول المتقدمة تمت مخالفته، هذا بسبب النظام وتنفيذ وتطبيق القانون على الجميع، لذا كان التعود على النظام من الصغر يرفع من قدر الشعوب والمجتمعات، لأن هذه الشعوب وتلك المجتمعات تؤمن أن الفوضى لم تكن في يوم من الأيام سبيلاً للتقدم مهما كان لهذه المجتمعات من المقومات الاقتصادية والسياسية. إن ما يحدث في الأعراس من إطلاق نار في الهواء ابتهاجاً وفرحاً وتقديراً للمعرس ما هو إلا جزء من الفوضى وما يسببه من حوادث للآخرين، وحتى في موسم الأمطار تعم الفوضى في بعض المناطق والطرق من الاستهتار من قبل بعض الشباب المستهتر بالتشفيط وغيره من الحركات الشاذة والمزعجة، هذه بعض من مظاهر الفوضى. من يحمي النظام العام، ومن يطبق النظام؟ من المسؤول عن هذه الفوضى؟ إن كل أفراد المجتمع مسؤولون عن هذا النظام، وكل الجهات الحكومية وغير الحكومية كالمدارس واللجان التوعوية والمؤسسات وجمعيات النفع العام مسؤولة عن تدريب وتعليم أطياف المجتمع بالتقيد بالنظام. اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها من كل شر ومكروه. [email protected] Twitter@7urAljumah