كشف الدكتور عبد الرحمن عبد الحليم مدير مركز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها والتابع لمعهد دراسات اللغة العربية في جامعة زايد ل "البيان"، عن العديد من الخطط والجهود التي تبذل حاليا في سبيل تفعيل برامج تعليم العربية للناطقين بغيرها محليا ودوليا ، من خلال التوسع في تطبيق برامج المركز الداخلية على مستوى أبوظبي ودبي وذلك بالتواصل مع العديد من الجهات والمؤسسات لتقديم خدمات المركز لموظفيهم ، وإدخال التقنيات الحديثة بشكل أكبر في عملية تعليم اللغة العربية ، وإمكانية تصميم برامج خاصة تتلاءم مع احتياجات المجموعات الدراسية . بالإضافة لتوسعهم على مستوى الشراكة مع الجامعات العالمية التي تبتعث طلابها لدراسة اللغة العربية في بيئات عربية حقيقية ، حيث يطرح المركز في هذا المجال برنامجا معتمدا دوليا لتدريس العربية ويدرس حاليا امكانية اقامة معسكر في الصيف المقبل يجمع طلبة جامعات من عدة دول أجنبية ، كما أشار الدكتور عبد الرحمن لما تم انجازه من خلال المركز والتحديات التي تواجه عملية تعليم اللغة الأم للناطقين بغيرها. ومع بداية كل دورة يستقبل الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد الطلبة الجدد ويعرفهم على اقسام الجامعة. حيث أوضح د. عبد الرحمن ان برنامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة زايد ، هو جزء من عمل ورسالة معهد اللغة العربية بالجامعة ، بهدف دعم نشر اللغة والثقافة العربية وتأكيد مكانتها محليا وعالميا ، مشيرا الى أن المركز يقدم برنامجين ، الاول يستهدف تعليم العربية لمن هم داخل الدولة ، والثاني برنامج اكاديمي يستهدف طلبة الجامعات والمؤسسات التعليمية الأجنبية من خارج الدولة و التي تطرح اللغة العربية كبرنامج دراسي لديها وتسعى لدعم دراسة طلابها من خلال تطبيقات واقعية للعربية. وذكر أن برنامج تعليم العربية تم اعداده من قبل معهد اللغة العربية بجامعة زايد، وبالنسبة للبرنامج المقدم داخل الدولة فهو يتضمن ثلاث مستويات أساسية من مبتدئ الى متوسط ومن ثم عالي أو متخصص ، وكل مستوى يتضمن عدة مستويات فرعية ومساقات طبقا لمستوى الشخص المتقدم ، مشيرا الى أن الكورس الواحد تكون مدته عادة (20) ساعة بحيث يدرس الشخص أربع ساعات أسبوعيا . وأضاف أنه تم البدء بالعمل في تعليم العربية للناطقين بغيرها داخل الدولة منذ أواخر العام الدراسي الماضي ، وقد تم تنفيذ عدة دورات في هذا المجال أغلبيتها وجهت لأفراد لديهم اهتمامات ودوافع مختلفة لتعلم العربية ، وأن الدورات اللغوية تقدم حاليا في قرية المعرفة بدبي ، كما يجري اعداد مختبرات متخصصة من الناحية التقنية لدعم تعليم العربية بالوسائل الحديثة ، وستكون على أعلى مستوى لخدمة هذا الهدف من دعم تعليم ونشر اللغة الأم. توسيع البرنامج وذكر مدير المركز أنه يتم العمل حاليا على تفعيل البرنامج في كل من ابوظبي ودبي بشكل أكبر، من خلال التواصل مع السفارات وجهات العمل المختلفة لمن يرغب في تعليم العاملين لديه اللغة العربية، بحيث يتم السعي لتقديم البرنامج لمجموعات من المستهدفين، كما أن البرنامج سيطرح من خلال مقر الجامعة بأبوظبي ، و هناك تعاون وتسهيلات من قبل الجامعة لدعم تطبيقه ، من خلال اتاحة امكانية تقديم الدورات للبعض في مقار عملهم بمؤسساتهم ، حيث لا تمانع الجامعة من ارسال معلم للمجموعات الراغبة في تعلم العربية ، ويتم في هذا الصدد بحث امكانية استخدام التكنولوجيا المتنقلة لدعم هذه الخطوة. وأضاف انهم قاموا بتقديم دورات في اللغة العربية من العام الماضي للأساتذة بجامعة زايد واستفاد منها (48) أستاذا من فرعي الجامعة ، وحاليا سيتم طرح مستوى أعلى لهؤلاء الأساتذة ، كما سيتم استقطاب مجموعات جديدة لتعلم اللغة لأول مرة . تحديات الفروق الفردية وأشار الدكتور عبد الرحمن الى أن التحدي الأكبر الذي يواجه تطبيق هذا البرنامج يتمثل في الفروق الفردية بين الأفراد الراغبين في تعلم العربية، خاصة الحالات التي تأتي بشكل فردي، لأن من يأتون كأفراد لتعلم العربية تختلف مستوياتهم عن بعضهم البعض، لذا فان العمل مع الحالات الفردية أصعب من تعليم المجموعات ، وأنهم يحاولون قدر المستطاع جمع الأفراد ذوي المستويات المتقاربة معا . الدوافع للإنجاز وتحدث مدير مركز تعليم العربية عن ان مستويات الانجاز للشخص المتعلم تتأثر بالدوافع التعليمية لديه، لهذا فان البعض ينجز افضل من غيره، مؤكدا أن تعلم اللغة العربية ليس بأصعب من تعلم أية لغة أخرى، فالصعوبات التي تواجه المتعلم لأية لغة جديدة هي ذاتها تواجه الفرد عند تعلمه للعربية لأول مرة، والأمر يعتمد على مدى حاجة وحرص الشخص على الانجاز في ذلك . وأوضح الدكتور عبد الرحمن عبد الحليم مدير مركز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها أن برنامج تعليم اللغة العربية في الخارج يستهدف طلبة الجامعات الأجنبية ممن يدرسون برامج و مساقات اللغة العربية كما في أميركا واستراليا وغيرها، حيث تحرص هذه الجامعات الأجنبية عادة على ارسال طلابها لدول عربية لدعم تعلمهم للعربية والاحتكاك عن قرب بمجتمع عربي، وذلك ضمن برنامج يطلقون عليه " دراسة العربية في الخارج ". وحاليا من خلال مركز تعليم العربية للناطقين بغيرها يتم العمل على التواصل مع جامعات عالمية لاستقطاب طلابهم لدراسة العربية في الدولة من خلال الجامعة، وفي اطار اتفاقيات تعاون، بما يدعم تعلم العربية وتعريف شباب الدول الأخرى أكثر بالدولة وبثقافة مجتمعها.وأضاف إن الجامعات الأجنبية التي تدرس اللغة العربية تهتم عند ابتعاث طلابها للدول العربية أن يحصل طلابهم على برامج دراسية معتمدة لأنها تمثل جزءاً من دراستهم وتضاف لمعدلاتهم الأكاديمية، لهذا حرصت جامعة زايد على إعداد المواد الدراسية لهذا البرنامج الخاص بتعليم العربية للطلبة الأجانب، بحيث يكون معتمدا دوليا، من خلال اعداده بما يتماشى مع المعايير العالمية ويتواءم مع طبيعة برامج اللغة العربية التي تدرس في الجامعات الأجنبية ومتطلباتها الأكاديمية. تصميم برامج خاصة وأضاف إن الجامعة لديها إمكانية لتصميم برامج لتعليم العربية لطلبة الجامعات الأجنبية بشكل يلبي احتياجاتهم، فبعض الجامعات تعبر عن حاجتها لتضمين البرنامج مساقات تركز على الثقافة الاسلامية مثلا، وهذا ما تتيحه الجامعة حيث إنه في اطار الاتفاق مع كل جامعة يمكن تلبية الجوانب الاضافية للبرنامج، منوها بأنه تجري حاليا مناقشات مع جامعات من أميركا وبريطانيا وماليزيا وتركيا لابتعاث طلبة للدراسة في برنامج تعليم العربية لغير الناطقين بالجامعة، ومن المتوقع في حال الاتفاق معهم أن يعقد معسكر صيفي متكامل هذا العام يجمع طلبة هذه الجامعات معا مما يخلق تنوعا ثقافيا وتبادلا للخبرات. الحياة اليومية وأشار مدير المركز الى أن هذا البرنامج لا يقتصر تقديمه على الدراسة الأكاديمية فهؤلاء الطلبة يطمحون بشكل كبير لمعايشة اللغة والاحتكاك بأفراد المجتمع، وهذا ما يتم توفيره لهم في أشكال عدة، وذلك من خلال تخصيص طلبة من جامعة زايد ليكونوا مرافقين بشكل دائم للطلبة الأجانب بحيث يتواصلون معهم بالعربية.