حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، المسلمين من فتنة التفرق في الدين بين العباد، وخرق وحدة الأوطان والبلاد، واصفا إياها بأنها تنشر الشحناء والبغضاء، وأنها بعيدة عن كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وأكد الدكتور السديس في خطبتي الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام يوم أمس، أنه في رحاب الشريعة الإسلامية الغراء، تنتفي التعصبات العِرقية، والنَّعرات الطائفية، كونها تدعو إلى تعاون الأفراد، والوِحْدة والاتحاد، والتي من شأنها أن تصنع مجد الأوطان، حيث إن الوحدة الدينية والوطنية من الضرورات المحكمات، كما أنها تعد من أساس الأمن والاطمئنان، ودعائم الحضارة والعمران. وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام، إلى أن من دلالات ضعف الوحدة الوطنية لدى رهط من الناس، ما أقدم عليه قلة ممن باعوا دينهم ووطنهم، من تخابر وتجسس، بعد أن أظهروا ولاء وأضمروا عكس ذلك، إلا أن الله فضحهم، منوها أن البعض لجأ إلى استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لإيقاد الفتن وإذكاء الشرور والإسفاف عن طريق نشر آرائهم المسمومة، وتوشح هؤلاء بعباءة الغيرة على الدين والأوطان والنصح والمطالبة بالحقوق وحرية التعبير، والتي لا يمكن أن تنطلي على عاقل، مطالبا المغردين والمتوترين بتقوى الله تعالى فيما يقولون ويكتبون، واستثمار هذه الوسائل والتقنية لما يحقق مصالح الدين والوطن والمجتمع، ونشر الخطابات المتزنة لدرء المفاسد، بدلا من جعلها معول هدم للأفكار وممرا لدروب التجسس والخيانة.