من المنتظر أن يؤدي دخول شركات جديدة وتكنولوجيا متطورة إلى زيادة إنتاج بريطانيا من النفط والغاز من بحر الشمال خلال السنوات القليلة القادمة بعد هبوطه في السنوات الماضية وقد يساعد اقتصاد المملكة المتحدة على استعادة عافيته . وتظهر إحصاءات صناعية أن الإنتاج سيزيد بنحو الثلث بحلول 2017 مع بدء الإنتاج من حوالي 50 حقلا للنفط والغاز في الجرف القاري للمملكة المتحدة رغم توقعات تشير إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 3-6 في المئة أخرى هذا العام . واظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية أن هبوط إنتاج النفط خفض نمو الناتج المحلي الاجمالي بواقع 2 .0 نقطة مئوية العام الماضي بعدما كان سببا في تراجعه في العامين السابقين . وقوض ذلك محاولات الحكومة الائتلافية بقيادة حزب المحافظين لتحفيز النمو وهو ما قرب سادس أكبر اقتصاد في العالم من ثالث ركود في أقل من خمس سنوات . ويدعم نفط بحر الشمال خام القياس الدولي مزيج برنت وعلى مدى العامين الماضيين لازمت المخاوف من تناقص الامدادات السوق التي ينظر إليها على انها مهددة بمخاطر زيادات مفاجئة في الأسعار عندما تتوقف حقول رئيسة عن العمل بشكل مفاجئ . لكن الوضع سيتحسن عندما يبدأ 14 حقلا للنفط قبالة ساحل المملكة المتحدة الإنتاج خلال عامين . وقالت شركة أويل آند جاز يو .كيه إن من المتوقع زيادة إنتاج بريطانيا من النفط والغاز في بحر الشمال بحلول 2017 إلى حوالي مليوني برميل يوميا من المكافئ النفطي ارتفاعاً من 55 .1 مليون برميل يوميا في 2012 لكنه أقل من 7 .2 مليون برميل يوميا كانت تنتجها في 1999 . ويقول خبراء في القطاع إن استمرار اسعار النفط فوق 90 دولارا للبرميل منذ نهاية 2010 جعل السعي وراء الاحتياطيات الأصغر أو التي يصعب الوصول إليها مجديا . واستخدام التكنولوجيا الجديدة لتعزيز معدلات الاستخراج أمر حيوي نظرا لأن متوسط معدل الاستخراج في قطاع النفط العالمي يبلغ نحو 25 إلى 35 في المئة فقط . وقال جوان كارلوس جاي من شركة باين آند كومباني الاستشارية "تحريك معدل الاستخراج بنسبة واحد في المئة فقط عالميا يمثل إنتاج العالم في نحو عامين أو ثلاثة" . واضاف قائلا "لذلك فإن أي شيء يحسن معدل الاستخراج في الحقل له تأثير هائل في أحجام الإنتاج" . ويوضح مشروع إنكويستس ألما/جاليا المتوقع أن يبدأ الإنتاج في الربع الأخير من 2013 كيف يمكن للملاك الجدد إطالة عمر الحقول التي تعد أصغر من أن تهتم بها الشركات الكبرى . وسينتج المشروع 20 الف برميل من المكافئ النفطي يوميا كحد اقصى لينعش حقل أرجيل وهو أول حقل منتج في المملكة المتحدة . وجرى إخراج الحقل من الخدمة مرتين بسبب صعوبة استخراج الاحتياطيات المتبقية التي تقدر بنحو 34 مليون برميل من المكافئ النفطي . والشركات الكبرى مهتمة أيضا . واشار جاي ايضا إلى حقل كينول التابع لشركة (بي .بي) والذي يحتوي على ما يقدر بحوالي 45 مليون برميل من المكافئ النفطي ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج هذا العام . واستشهد جاي أيضا بتطوير شركة (بي .بي) لمشروع كلير ريدج حيث سيمكن ضخ مياه منخفضة الملوحة من استخراج احتياطيات لم تستغل منذ اكتشاف الحقل في 1977 . وكان من الصعب استخراج هذا النفط لكن (بي .بي) تستخدم تقنية تفصل الخام عن الصخور . وسيسمح هذا باستغلال 640 مليون برميل من النفط ويطيل عمر الحقل إلى عام 2050 تقريبا . وتتطلع (بي .بي) حاليا إلى مرحلة تطوير ثالثة . ويأتي شريان الحياة الجديد لإنتاج بحر الشمال الذي ينتج النفط منذ اربعة عقود بعد انخفاض إنتاج المملكة المتحدة بنسبة 30 في المئة من 2010 إلى 2012 بسبب مشكلات في حقل الجين-فرانكلين التابع لتوتال وحقل بازارد أكبر الحقول النفطية في بريطانيا والذي تشغله نيكسين . (رويترز)