مشوار درامي للأهلي في النسخة الجارية من دوري أبطال إفريقيا.. فاجعة بورسعيد وحلم اليابان وأزمة أمنية تسببت في منع الجماهير من المدرجات، وخلافات ودعم في علاقة النادي كإدارة بالجمهور.. واليوم السبت كل هذا يظهر في ملحمة النهائي أمام الترجي التونسي. فالأهلي وصل للمباراة النهائية التي تؤهل الفائز بها إلى مونديال الأندية باليابان متخطيا أحزانه في فقدان 72 شهيدا من مشجعيه، بجانب غياب النشاط الرياضي في مصر. وفي المقابل، يأمل الترجي في الحفاظ على لقبه الذي حققه في النسخة الماضية وتكرار إنجازه بالتأهل لكأس العالم بالأندية في العام الماضي. مباراة الذهاب كانت قد انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1، وهو ما يصب في مصلحة التوانسة، إذ يكفيهم التعادل السلبي للفوز باللقب، فيما ينبغي على الحمر التسجيل أولا. ذكريات الأهلي هو عميد القارة السمراء في الوصول لكأس العالم للأندية، والتي يتسلح بهدف التأهل لها في مواجهة الترجي. فقد وصل الأهلي إلى مونديال الأندية في اليابان أعوام 2005، 2006 و2008، ونجح في حصد برونزية في زيارته الثانية. وعن ذلك يقول وائل جمعة صخرة دفاع الأهلي "التأهل إلى مونديال الأندية أحد الدوافع التي نرتكز عليها في مواجهة الترجي". وعلى الجانب الآخر، التعادل الإيجابي 1-1 في الذهاب، قد يربك الجمهور التونسي معنويا في ذكريات أليمة لحقت بهم في 2006، بعد أن خطف محمد أبو تريكة هدفا في اللحظات الأخيرة منح الأهلي اللقب الخامس في تارييخه. ولكن حسام البدري المدير الفني للأهلي قال: "كرة القدم لا تعترف بالثوابت، وقد نفوز على الترجي بسيناريو مختلف عن 2006، وقد نخسر وكل شيء وارد". وإن كان هذا رأي الجهاز الفني، فاللاعبون يحاولون التوكأ على عصا المعنويات مثل شديد قناوي الظهير الأيسر الذي قال إنه يشعر بأجواء الصفاقسي في 2006. الشهداء وبجانب بعض الذكريات السعيدة، كان لحادث بورسعيد الدامي أثره على نهائي دوري الأبطال والذي ظهر في تصريحات الأهلي. فقد رأى وائل جمعة أن أهم دافع يعتمد عليه الأهلي في بذل الغالي والنفيس أمام الترجي هو إهداء البطولة للشهداء. وهو ما أكده أيضا عبد الله السعيد جناح الفريق "السعي لإهداء البطولة إلى الجماهير وأرواح الشهداء، هو ما سيدفعنا كلاعبين للقتال في الملعب". الفنيات وعلى جانب الأهلي الفني، يدخل اللقاء كامل العدد باستثناء سيد معوض الظهير الأيسر بسبب الإصابة، فيما ابتعد أحمد شكري وأوسو كونان لأسباب فنية. ويدعم الأهلي وجود محمد أبو تريكة صاحب الهدف الشهير في الصفاقسي، والذي سيحاول تعويض ما أهدره في لقاء الذهاب من فرص سهلة. أما عن غياب معوض، فالبدري لم ينجح في التعامل مع غيابه في مباراة الذهاب بالدفع بعبد الله الشحات في الجانب الأيسر، والتي احتلها أفوم جناح الترجي الأيمن. ولكن غياب أفوم لحصوله على البطاقة الصفراء الثانية، قد يهدأ من روع الأهلي. هذا بجانب ابتعاد مجد تراوي عن القائمة تماما للإصابة، بالإضافة ليوسف المساكني الذي لم يتأكد بعد إمكانية الدفع به، وقد يجلس على مقاعد البدلاء. وما يعادل الكفة، هو معاناة نبيل معلول المدير الفني للترجي في البحث عن بديل للجبهة اليمنى للفريق التونسي. فقد الترجي دعم هاريسون أفول وسامح الدربالي في الجبهة اليمنى بسبب الإيقاف وهو ما يؤثر على قدرات الترجي في هذا الجانب. وقد يعتمد الترجي على خالد المولهي أو وجدي بوعزي في الجبهة اليمنى لسد الفراغ الناتج عن الغيابات. ثقة الترجي ولكن الصحافة التونسية ترى أن من وجد حلا لغياب المساكني عن مباراة الذهاب، فلن يعجز أمام فراغ الجبهة اليمنى. وذلك في إشارة للثقة في القدرات التي يتمتع بها معلول مدرب الترجي التونسي والذي نجح في قيادة فريقه لوضع قدما نحو الوصول لليابان من خلال نتيجة الذهاب. وعلى ذلك يؤكد معلول أن الترجي لا يخشى الأهلي، ولكن العكس هو ما ينبغي. فيما يخيم التفاؤول على المعسكر الترجي بحسب تقارير تونسية، والتي ترى أن غياب تراوي سيعوضه أسامة البوغانمي بجانب حسين الراقد. السلاح الفتاك وأخطر ما يميز الترجي فنيا هو الكرات الثابتة، والذي يراه وائل جمعة أنه لا رادع له، فيما خصص نبيل معلول جزءا كبيرا من تدريباته التحضيرية للتركيز على استغلالها. وكان الترجي قد سجل هدفه في القاهرة عن طريق ضربة ركنية ارتقى وليد الهيشري أعلى الجميع محرزا هدف قد يصعب الأمر على الأهلي يوم السبت. وعلى ذلك يقول هداف الترجي يانيك نيانج المهاجم الكاميروني: "عازم على التهديف في شباك إكرامي بعد دراسة نقاط ضعفه جيدا، كما أنني استعد جيدا من خلال الراحة التي حصلت عليها من الجهاز الفني". ولكن معلول لم يفرط في الثقة، إذ حذر لاعبيه من مهاجم الأهلي محمد ناجي "جدو" وأبدى خوفا من التمريرات خلف المدافعين التي يستغلها هداف الأحمر. ويفصل الترجي التونسي عن تكرار إنجاز الأهلي بالوصول لكأس العالم للأندية عامين متتاليين هو 90 دقيقة فقط في حالة لم تتلق شباكه أي أهداف. إذ وصل الأهلي عامي 2005 و2006، فيما جاءت زيارة الترجي في العام الماضي محققا المركز السادس.