أظهرت دراسة أن حليب الأم يساعد الأطفال على تقوية جهازهم المناعي وحمايتهم من الفيروسات والبكتيريا، لكن الكثير من الأمهات في الدول النامية لا يرضعن أطفالهن لأسباب عدة، أبرزها الجهل ودعاية شركات الأغذية . وذكرت الدراسة التي أجرتها منظمة "أنقذوا الأطفالSave the Children /" غير الحكومية، أن طفلاً يموت كل 38 ثانية، كان من الممكن أن يعيش لو رضع حليب أمه . وهذا يعني أن 830 ألف طفل يموتون سنوياً جراء عدم إرضاعهم حليب أمهاتهم بعد ولادتهم مباشرة . ووفقاً للدراسة يحصل الطفل الرضيع عن طريق حليب الأم على عناصر تساعده على تقوية جهازه المناعي وحمايته من الفيروسات والبكتيريا . ويتعرض الأطفال الذين لا يرضعون للإصابة بالتهاب رئوي أكثر بخمس عشر مرة ممن يرضعون، أما نسبة من يموتون منهم بسبب الإسهال فتفوق بإحدى عشرة مرة نسبة من يرضعون . وجاء في دراسة المنظمة غير الحكومية أن معظم النساء في الدول الصناعية يعرفن أهمية إرضاع المولود الجديد، لكن الأمر يختلف في الدول الفقيرة والنامية، حيث لا يشكل حليب الأم وجبة الغذاء الرئيسة للأطفال . وحسب الدراسة "تُنصح الأمهات في مستشفيات الولادة بإطعام أطفالهن حليباً مجففاً، إذا وجدن صعوبة في إرضاعهم" . وهذا يؤدي إلى تراجع إنتاج ثدي الأم للحليب، فيزداد اعتمادها على الحليب المجفف . وتشكو دراسة منظمة "أنقدوا الأطفال" من عدم توعية الأمهات بقيمة حليبهن وأهميته في حماية أطفالهن من الإصابة بالأمراض المعدية . كما تؤدي الدعاية والإعلانات التي تقوم بها شركات المواد الغذائية العملاقة دوراً كبيراً في إقبال الأمهات على تغذية أطفالهن بالحليب المجفف . وتظهر صور هذه الإعلانات أطفالاً ذوي بشرة بيضاء في صحة جيدة جداً، وهو ما يجعل الأمهات يعتقدن أن إطعام الحليب المجفف لأطفالهن سيجعلهم أصحاء مثل أطفال الإعلانات . كما لاحظت المنظمة غير الحكومية أن غياب قوانين حماية الأم بعد الولادة، كحق الغياب عن العمل لشهور عدة مدفوعة الأجر، يجبر العديد منهن للإقبال على الحليب الصناعي، حتى يتمكنّ من العودة إلى عملهن في أسرع وقت ممكن.