يجد بعض الأطفال المصابين بالتوحد صعوبة في التواصل مع الآخرين، ولكن هذه الصعوبة قد تذلل مع تكنولوجيا تفاعلية جديدة طوّرها مختبر لندن للمعلومات بالمملكة المتحدة، حيث أصبح بإمكان الأطفال المصابين بهذا المرض الآن تنمية مهاراتهم في التواصل مع الأشخاص من خلال تفاعلهم مع شخصية افتراضية عبر الكمبيوتر . وذكرت هيئة الاذاعة الألمانية "دويتشه فيلله" في تقرير لها عن هذه التقنية الجديدة أنها تساعد أطفال المدارس الابتدائية على تحسين مهارات تواصلهم الاجتماعي في الفصول المدرسية . وقالت إن مشروع البحث الموسوم "ECHOES" يسمح للأطفال أن يتفاعلوا مع صبي افتراضي يدعى آندي من خلال شاشة تلفزيون تعمل باللمس . تقول الدكتورة كاسكا بورايسكا-بومستا رئيسة المشروع "إن هناك مهارات عدة يجب على الأطفال تعلمها لكي يشاركوا بنجاح في التواصل الاجتماعي، ومنها على سبيل المثال معرفة كيفية تتبع نظرة الآخرين حتى يفهموا ما يفكرون به" . وقالت الدكتورة بورايسكا- بومستا إن الأطفال المصابين بالتوحد قد يجدون صعوبة في التواصل مع الأشخاص، لكن المصاعب تقل حينما يكون التواصل مع أجهزة كمبيوتر . وتوضح أن الفكرة الأساسية وراء مشروع ECHOES تفاعل الأطفال المصابين بالتوحد مع (آندي) ليتعلموا من خلاله مهارات اجتماعية يستطيعون تطبيقها في الواقع مع أشخاص حقيقيين . وقالت إن التفاعل مع الشخصية يكون من خلال شاشة 42 بوصة تعمل باللمس ويستطيع الأطفال من خلالها تحريك الأجسام المختلفة على هذه الشاشة . فعلى سبيل المثال، بإمكانهم ترتيب الأواني أو قطف الورد . كما أن بإمكانهم أيضاً تحريك سحابة فتمطر لينمو مزيد من الورد . وتوضح الدكتورة أيضاً أن تلك المؤثرات توفر حافزاً للتواصل الاجتماعي لدى الأطفال . ويعمل برنامج الكمبيوتر إلى حد كبير مثل ألعاب الكمبيوتر الحديثة، فالأطفال يتفاعلون مع ما يحدث على الشاشة والبرنامج يتفاعل مع حركة الأطفال ولمساتهم وأصواتهم . وقد جربت التكنولوجيا المطورة من ECHOES في مدرسة توبكليف الابتدائية في بيرمنغهام بإنجلترا . حيث يوجد نحو 50 طالباً من 250 بالمدرسة يعانون درجات متفاوتة في التوحد، ونالت النتائج ترحيب المعلمات وأولياء أمور الأطفال . وشاهدت سارة وهي معلمة في مدرسة (توبكليف) الابتدائية وزملاؤها الأطفال وهم يلعبون بالصور على الشاشة بطريقة لم يروها من قبل . وهو أمر دفع بسارة إلى القول: "المنهج الذي كنا نقدمه لهم لم يسمح لهم بأن يظهروا مهاراتهم لنا" . وتقول مديرة المشروع الدكتورة بورايسكا-بومستا "إن هناك ضرورة لإشراك التلاميذ والمعلمين في المراحل المختلفة لتطوير التكنولوجيا وجعلها ملائمة لاحتياجاتهم" . وأبدت عدة دول أوروبية رغبتها في اعتماد تكنولوجيا ECHOES التي من المقرر أن يتم استخدامها في الهند . أما الخطوة المقبلة فستكون تطبيقات على الأجهزة المحمولة للتواصل بطريقة أكثر يسراً من خلال آندي، الصبي الافتراضي الذي سيسمح للتلاميذ أن يستجيبوا للحاسوب اللوحي بشكل أكثر يسراً . من جانب آخر، كشف علماء أمريكيون عن وجود دواء يساعد على علاج مرض التوحد سيتم اختباره على الأطفال الذين يعانون هذه الحالة . وتشير النتائج الأولية للدراسة التي نشرت في مجلة (المكتبة العامة للعلوم) "بلوس ون" إلى أن الدواء الذي يستخدم بالفعل في علاج مرض النوم صحح أعراض مرض التوحد لدى الفئران، حيث يقوم هذا الدواء على المستوى الجزيئي بتصحيح اتصالات المخ الخاطئة والإشارات من خلية إلى خلية وتأثيرات أيضية يعتقد أن تكمن وراء هذا الاضطراب . وأوضح الأطباء أن دواء "سورامين" يستهدف نظام التراسل بين الخلايا التي تنتج استجابة للإجهاد الأيضي . وفقاً للنظرية الجديدة يرتبط التوحد بقوة بهذا المسار والمعروفة باسم الإشارات العصبية . وذكرت وسائل الإعلام أن العلماء في الولاياتالمتحدة اكتشفوا أن هذا الدواء صحح 17 نوعاً من التشوهات المرتبطة بالتوحد لدى الفئران المعدلة وراثياً من بينها مشكلات السلوك الاجتماعي . من جهته، أوضح البروفيسور روبرت نيفياكس المدير المشارك لمركز الأمراض الاستقلابية والميتوكوندريا في جامعة كاليفورنيا في مدينة (سان دييغو) أن "النظرية الجديدة تشير إلى أن مرض التوحد يحدث، لأن الخلايا تتعثر في وضع الأيض الدفاعي وتفشل في إرسال رسالات إلى بعضها البعض بشكل طبيعي، الأمر الذي يمكن أن يتعارض مع وظيفة نمو المخ" .