شارك ألوف المصريين، أمس، في تظاهرات للمطالبة بإسقاط الرئيس، محمد مرسي، الذي يقول سياسيون ونشطاء إنه فشل في تحقيق أهداف الانتفاضة التي أطاحت بسلفه حسني مبارك في 2011، فيما أفاد مصدر قضائي بأن النائب العام أمر بفتح تحقيق في اتهامات ضد الرئيس بعد أن نسبت إليه تصريحات تفيد بأن المخابرات المصرية أنشأت تنظيماً من البلطجية، ورفضت محكمة القضاء الإداري دعوى قضائية لوقف برنامج الإعلامي الساخر، باسم يوسف، وغلق قناة «سي بي سي» الفضائية، وذلك لرفعها من غير ذي صفة، فيما تقدَّم محامٍ ببلاغ رسمي للنائب العام ضد يوسف يطالب بسؤاله عن سبب دفاع الإعلامَين الإسرائيلي والأميركي عنه، وواصل يوسف سخريته من الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين بعد أسبوع من التحقيق معه. وتفصيلاً، دعت حركة «شباب 6 ابريل» إلى التظاهرات إحياءً للذكرى السنوية الخامسة لتأسيسها، واستجابت أحزاب وحركات سياسية أخرى للدعوة. وقال المتحدث الإعلامي باسم حركة «شباب 6 ابريل» (الجبهة الديمقراطية)، شريف الروبي، لوكالة «رويترز» «بدأنا الفعاليات بحصار البورصة (في وسط القاهرة) لمدة نصف ساعة». وأضاف أن أعضاء بالحركة انتقلوا بعد حصار البورصة في حافلات إلى قصر الاتحادية الرئاسي في شرق القاهرة، وتظاهروا أمامه لمدة زادت على ساعة. وتابع قائلاً «ذبحنا خروفاً ونثرنا دمه على باب القصر احتجاجا على وجود مرسي فيه، علقنا رأس الخروف على الباب». واعتاد نشطاء أن يصفوا قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي جاء منها الرئيس، بأنهم «خرفان». ونظم المتظاهرون مسيرات رددوا خلالها هتافات من بينها «الشعب يريد إسقاط النظام»، وهو الهتاف الذي تردد بقوة اثناء الانتفاضة ضد مبارك، التي استمرت 18 يوماً. ووصلت مسيرات عدة إلى محيط دار القضاء العالي، وسط القاهرة، من بضع مئات من أعضاء حركة «شباب 6 أبريل» ونشطاء معارضين، يطالبون بإسقاط النظام، ورحيل النائب العام، وإقالة الحكومة الحالية. ووقعت ملاسنات بين المتظاهرين وبين عدد من المارّة ينتمون ويتعاطفون مع تيارات الإسلام السياسي، فيما صلت مسيرات عدة إلى موقع التظاهر في وقت لاحق أمس. وهتف متظاهرون في أكثر من مسيرة بالقاهرة «ديكتاتور ديكتاتور يلا يا مرسي عليك الدور». وقالت مصادر محلية في محافظات الإسكندرية، والبحيرة، والغربية في وقت سابق، إن نشطاء يقومون بتوزيع منشورات دعت المواطنين للتظاهر أمس. يأتي ذلك في وقت أمر النائب العام بفتح تحقيق في بلاغ ضد مرسي بشأن تصريحات منسوبة له حول تشكيل المخابرات لتنظيم من البلطجية، سبق أن نفى مكتب الرئيس أن يكون مرسي أدلى بتصريحات من هذا النوع. وجاءت التصريحات محور البلاغ على لسان رئيس حزب الوسط، أبوالعلا ماضي، الذي قال «أنا سمعت هذا من الرئيس شخصياً في اخر لقاء، قال إن هناك تنظيماً أنشأته المخابرات العامة منذ سنوات عدة من 300 ألف بلطجي، منهم 80 ألفاً في القاهرة فقط، وسلمته الى المباحث الجنائية التي سلمته إلى أمن الدولة» مضيفاً «أنا أنقل الأرقام هذه عن لسان رئيس الجمهورية». وورد كلام ماضي في مقطع فيديو له اثناء لقاء ثقافي للحزب في نهاية مارس الماضي. واتهم ماضي هذا التنظيم المزعوم بالمسؤولية عن احداث العنف الأخيرة في مصر. وقال المصدر القضائي ان «النائب العام، المستشار طلعت عبدالله، امر بالتحقيق في البلاغ». وقدم المحامي المستقل، عبدالرحمن الأقصري، البلاغ ضد مرسي، واتهم فيه الرئيس وماضي «بتشويه صورة المخابرات العامة والإساءة إلى سمعتها والنيل منها»، بحسب المصدر القضائي. من ناحية أخرى، قالت الدعوى التي رفعها محامٍ إسلامي، ان باسم يوسف دأب على التهكم والاستهزاء برئيس الجمهورية. كما دفعت بأن برنامجه يستخف بالمشاهدين وشخص الرئيس، بالإضافة إلى تطاوله على رموز الدولة، وانتهاك قيم ومبادئ المجتمع. وطالبت الدعوى بسحب ترخيص قناة «سي بي سي» الفضائية، بسبب المخالفات التي ارتكبتها القناة من خلال بث البرنامج، لكن الدائرة السابعة بمحكمة القضاء الإداري برئاسة، المستشار حسونة توفيق، رفضت الدعوى بسبب اقامتها من غير ذي صفة، بحسب المصدر القضائي. في السياق نفسه، طالب المحامي السيّد حامد، في بلاغ رسمي قدَّمه أمس إلى النائب العام، المستشار طلعت عبدالله، ضد باسم يوسف، بسؤال الأخير عن «سبب دفاع الإعلام الإسرائيلي والأميركي عنه». وجاء بالبلاغ الذي يحمل رقم 917 لسنة 2013، أن «باسم يوسف مازال يتحدى القانون، ومشاعر المسلمين في ارتكاب جرائم ازدراء الدين الإسلامي عبر برنامجه (البرنامج)، المُذاع على قناة (سي بي سي)، مطالباً بنهاية بلاغه بتقديم المشكو بحقه (باسم يوسف) إلى المحاكمة الجنائية بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، وسؤاله عمّا اعتبره دفاع الإعلام الإسرائيلي والأميركي المستميت عنه، ما يؤكد أن باسم ينفذ مخطط لهدم القيم والأخلاقيات المصرية، والتعدي على الرموز الدينية». وفي اول ظهور له، أول من أمس، بعد التحقيق معه، واصل باسم يوسف سخريته من سياسات الرئيس محمد مرسي، وجماعة الاخوان وحلفائها، وذلك بعد اقل من اسبوع من خضوعه للتحقيق امام النيابة العامة، بتهم تتعلق بإهانة الرئيس وازدراء الدين الإسلامي. واستمر يوسف في انتقاد سياسات الرئيس وجماعة الاخوان، مستخدماً مقاطع فيديو تحمل تصريحات او مشاركات اعلامية للمسؤولين، من دون ان يوجه الانتقادات على لسانه هو مباشرة. وخلال الفقرة الاولى لبرنامجه وعلاوة على السخرية المعتادة من مرسي والاخوان التي ينتمي اليها الرئيس، وجه يوسف نقداً للطريقة التي عين بها مرسي النائب العام الذي اصدر قرار التحقيق معه. كما سخر يوسف من اسلوب تناول بعض الإعلاميين لقضيته، خصوصاً المنتمين للتيار الاسلامي. وخصص باسم يوسف فقرة كاملة مستحدثة في برنامجه للسخرية من طريقة اتخاذ القرار في مؤسسة الرئاسة. وحاكى يوسف فكرة برنامج «من سيربح المليون» الشهير، ليسخر من «الاسلوب الفوضوي» لاتخاذ القرار في مؤسسة الرئاسة، بحسب ما اظهرته فقرات البرنامج. وسخر في هذا السياق من تدني مستوى الاستقبال الرسمي للرئيس المصري اثناء زيارته قطر، وهو ما بدا تحدياً واضحاً منه لواحدة من التهم الموجهة له، وهي «السخرية من صورة الرئيس في الخارج». واظهر مشاهدو البرنامج في منطقة مقاهي البورصة، ذائعة الصيت، في وسط القاهرة تجاوباً كبيراً مع برنامج باسم. وساد الهدوء مع بداية بث البرنامج، الذي اجتذب اهتمام الجميع بشكل غير مسبوق. ويشير ذلك الى ان ملاحقة المذيع اكسبته تأييدا شعبيا ونسبة مشاهدة اعلى، حيث خلا عدد كبير من الشوارع وسط العاصمة من السيارات والمارة اثناء عرض البرنامج. وفي فقرة مستقلة، سخر باسم يوسف من دولة قطر، التي يعتبرها كثيرون الحليف الاقوى لجماعة الاخوان، عبر تقديم اغنية «قطري حبيبي»، وهي نسخة ساخرة من نشيد «وطني حبيبي الوطن الاكبر»، الشهير الذي الفه احمد شفيق كامل، ولحنه الموسيقار محمد عبدالوهاب، وأدته مجموعة من كبار الفنانين في 1960، احتفاء بوضع حجر اساس السد العالي بمصر.