1 تزيد مستوى الذكاء لا تساعدك القهوة على التيقظ فحسب بل قد تجعلك أكثر ذكاءً أيضاً. المادة الفاعلة في القهوة هي الكافيين، وهي مادة منشِّطة وتُعتبر من أكثر العناصر التي تؤثر على الصحة العقلية وتُستهلَك في العالم. تعيق آلية الكافيين الأولية في الدماغ آثار ناقل عصبي مثبط اسمه الأدينوسين. من خلال إعاقة آثار الأدينوسين المثبطة، تزيد مادة الكافيين عموماً نشاط الخلايا العصبية في الدماغ وتطلق ناقلات عصبية أخرى مثل الدوبامين والنوريبينيفرين. درست تجارب دقيقة عدة آثار الكافيين على الدماغ، فأظهرت أنه قد يحسّن المزاج، ووقت ردود الفعل، والذاكرة، ونسبة التيقّظ، والوظيفة المعرفية عموماً. باختصار، يعيق الكافيين بفاعلية ناقلاً عصبياً مثبطاً في الدماغ، ما يؤدي إلى أثر منشِّط واضح. تشير التجارب الدقيقة إلى أن الكافيين يحسّن المزاج والوظيفة الدماغية في آن. 2 تساعد على حرق الدهون وتحسين الأداء الجسدي ثمة سبب وجيه لدسّ الكافيين في معظم المكملات التجارية الخاصة بحرق الدهون. تعزز مادة الكافيين، بفضل آثارها المنشِّطة على الجهاز العصبي المركزي، عملية الأيض وتزيد أكسدة الأحماض الدهنية. يمكن أن يحسّن الكافيين أيضاً الأداء الرياضي بفضل آليات عدة، من بينها جمع الأحماض الدهنية انطلاقاً من الأنسجة الدهنية. في تحليلين منفصلين يرتكزان على مقارنة نتائج مختلف الدراسات، تبين أن الكافيين يحسّن الأداء الرياضي بنسبة 11 إلى 12%. باختصار، يزيد الكافيين معدل الأيض ويساعد على جمع الأحماض الدهنية انطلاقاً من الأنسجة الدهنية. قد يحسن الأداء الجسدي أيضاً. 3 تخفّض جذرياً خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري النوع الثاني من السكري داء متعلق بأسلوب الحياة وقد بلغ مستويات وبائية كونه ارتفع بعشرة أضعاف خلال بضعة عقود، وها هو يصيب الآن نحو 300 مليون شخص. يترافق المرض مع ارتفاع مستويات غلوكوز الدم بسبب مقاومة الأنسولين أو العجز عن إنتاج الأنسولين. في دراسات بحثية، ارتبطت القهوة بشكل متكرر بتراجع خطر الإصابة بالسكري. تتراوح نسبة تراجع الخطر بين 23% وصولاً إلى 67%. دققت مقالة شاملة في 18 دراسة شارك فيها ما مجموعه 457922 شخصاً. تبين أن تناول كل كوب إضافي من القهوة يومياً يخفّض خطر الإصابة بالسكري بنسبة 7%. كلما استهلك الناس القهوة، يتراجع ذلك الخطر. باختصار، يرتبط شرب القهوة بتراجع جذري لخطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري. كل من يشرب أكواباً عدة يومياً يكون أقل عرضة للإصابة بالسكري. 4 تخفّض خطر الإصابة بأمراض الزهايمر والباركنسون لا تساهم القهوة حصراً في زيادة مستوى الذكاء على المدى القصير، بل إنها قد تحمي الدماغ أيضاً في مرحلة متقدمة من السن. داء الزهايمر الاضطراب العصبي التنكسي الأكثر شيوعاً في العالم، وهو أحد أبرز أسباب الخرف. في الدراسات التحليلية، لوحظ تراجع خطر الإصابة بالزهايمر والخرف بنسبة 60% عند مستهلكي القهوة. الباركنسون ثاني أبرز اضطراب عصبي تنكسي ويترافق مع موت الأعصاب التي تنتج الدوبامين في الدماغ. قد تساهم القهوة في تخفيض خطر الإصابة بمرض الباركنسون بنسبة تتراوح بين 32 و60%. باختصار، ترتبط القهوة بتراجع حالات الخرف والاضطرابات العصبية التنكسية مثل الزهايمر والباركنسون. 5 قد تكون مفيدة جداً للكبد الكبد هو عضو مهم وينفذ مئات الوظائف الحيوية في الجسم، وهو ضعيف جداً أمام النزعات المعاصرة مثل استهلاك سكر الفركتوز. تليّف الكبد هي المرحلة النهائية من تضرر الكبد الناجم عن أمراض مثل التهاب الكبد حيث يُستبدل نسيج الكبد عموماً بنسيج مليء بالندوب. أثبتت دراسات عدة أن القهوة يمكن أن تخفّض خطر تليّف الكبد بنسبة تصل إلى 80%، ويكون الأثر قوياً على وجه التحديد عند الأشخاص الذين يشربون 4 أكواب أو أكثر يومياً. قد تساهم القهوة أيضاً في تخفيض خطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 40% تقريباً. باختصار، يبدو أن القهوة تحمي من اضطرابات معينة في الكبد كونها تخفّض خطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 40% وتليّف الكبد بنسبة 80%. 6 قد تخفّض خطر الوفاة يبدو أن الكثيرين يظنون حتى الآن أن القهوة غير صحية. لكنّ هذا الاستنتاج ليس مفاجئاً لأن الأفكار التقليدية الشائعة تتناقض بشدة مع نتائج الدراسات الدقيقة. في دراستين وبائيتين شاملتين، تبين أن شرب القهوة يرتبط بتراجع خطر الوفاة لمختلف الأسباب. يكون الأثر عميقاً على وجه التحديد في حال الإصابة بالنوع الثاني من السكري. فقد لاحظت إحدى الدراسات تراجع خطر الوفاة بنسبة 30% عند مستهلكي القهوة خلال فترة 20 سنة. باختصار، يبدو أن استهلاك القهوة يرتبط بتراجع خطر الوفاة وفق دراسات وبائية تحليلية، لا سيما في حال الإصابة بالنوع الثاني من السكري. 7 القهوة غنية بالمغذيات ومضادات الأكسدة القهوة ليست مجرد مياه سوداء. يصل بعض المغذيات الموجودة في حبوب البن إلى المشروب النهائي الذي يحتوي فعلياً على نسبة جيدة من الفيتامينات والمعادن. يحتوي كوب القهوة على العناصر الآتية: - 6% من الكمية الموصى بها يومياً من حمض البانتوثينيك (الفيتامين B5). - 11% من الكمية الموصى بها يومياً من الريبوفلافين (الفيتامين B2). - 2% من الكمية الموصى بها يومياً من النياسين (B3) والثيامين (B1). - 3% من الكمية الموصى بها يومياً من البوتاسيوم والمنغنيز. قد لا تبدو هذه النسب وافرة، لكن عند استهلاك أكواب عدة من القهوة يومياً ترتفع النسبة سريعاً. لكن لا يقتصر الأمر على ذلك. تحتوي القهوة أيضاً على نسبة هائلة من مضادات الأكسدة. بل إنها أكبر مصدر لمضادات الأكسدة في الحمية الغربية وتتفوق على الفاكهة والخضار معاً. باختصار، تحتوي القهوة على نسبة جيدة من الفيتامينات والمعادن المتنوعة، وتعتبر أكبر مصدر لمضادات الأكسدة في الحمية المعاصرة. رسالة مهمة من المفيد أن نستهلك كميات معتدلة من القهوة، لكنّ المبالغة في شربها قد تكون مقاربة مضرّة رغم كل شيء. يُشار إلى أن بعض الدراسات الآنف ذكرها كان وبائياً بطبيعته. يمكن أن تثبت الدراسات الروابط بين الأمور ولكنها لا تستطيع أن تثبت أن القهوة هي التي سببت تلك الآثار. للاحتفاظ بالمنافع الصحية، لا تضيفوا السكر أو أي مادة مضرّة أخرى في القهوة! إذا كانت تسبب لكم اضطرابات في النوم، لا تشربوها بعد الساعة الثانية من بعد الظهر. في نهاية المطاف، من الواضح أن القهوة ليست المادة الشريرة التي كان يتصورها الناس. بل إن القهوة قد تكون فعلياً أفضل مشروب صحي في العالم!
