GMT 0:00 2013 الأحد 7 أبريل GMT 9:22 2013 الأحد 7 أبريل :آخر تحديث مواضيع ذات صلة حسام فتحي الغريب في التقرير الصادر عن مؤتمر «هرتزيليا الثالث عشر» ان اسرائيل تحرص على بثه الى وسائل الإعلام دون خوف أو وجل، وذلك على الرغم من احتوائه على التوصيات الأساسية التي تسير على دربها وتسعى لتحقيقها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. .. لا خوف من معرفة العرب والمسلمين بما تفكر فيه إسرائيل؟ .. ولا رعب اسرائيلياً من تصدي العرب والمسلمين للمخططات الإسرائيلية،.. ولا اهتمام باحتمالات «إفشال» مساعي الدولة العبرية وقلب خططها.. .. قمة المهانة ان يستصغرك عدوك إلى هذا الحد، ولا يقيم وزناً لردود أفعالك، ويستهزئ بك حتى يكشف لك كل خططه وكأنه يتحداك صارخاً: هذا ما سأفعله بك.. ولك فأرني ماذا أنت فاعل؟! مؤتمرات «هرتزيليا» الدورية من أهم الاجتماعات التي ترسم الخطوط العريضة للاستراتيجيات الإسرائيلية، ويصدر في ختامها تقرير يضم «خلاصة» ما توصلت اليه اهم «العقول» الإسرائيلية من أفكار وخطط بعد مناقشات تشارك فيها رموز لكل التيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، المتآلفة منها والمتنافرة، المتحدة مع أشباهها والمتنافسة مع أقرانها، الحزبية وغير الحزبية، والدينية المتشددة والمتطرفة، وحتى جماعات السلام، يجلسون جميعاً لرسم خرائط مواجهة العرب والمسلمين عموماً، ومصر بشكل خاص. في الشأن المصري حذر التقرير من عدم وضوح نهاية الأزمة الاقتصادية التي نمر بها، وخشيته من الوصول إلى حافة الإفلاس وما يستتبعه ذلك من آثار اجتماعية. قد يكون كلام التقرير خطيراً لكنه على الارجح مغرضاً يذكر ما يتمنون حدوثه. أما أخطر ما جاء في التقرير فهو الدعوة إلى ضرورة تكريس الصراع السني – الشيعي في المنطقة، والعمل على إيجاد محور سني - «محور السلام» - يضم دول الخليج ومصر وتركيا والأردن، ليحظى هذا المحور بدعم (إسرائيلي – أمريكي) في مواجهة «محور الشر».. «المزعوم». الذي يضم حزب الله اللبناني وما سيتبقى من سورية، وتقوده إيران التي تقف على أبواب النادي النووي، إن لم تكن قد دخلته بالفعل! ولا يخجل المجتمعون في «هرتزيليا» من التأكيد على ضرورة استغلال حالة «الربيع العربي» التي نمر بها، لترسيخ أوضاع جديدة تزيد من أمن إسرائيل، مثل الاستفادة مما ستؤول إليه الأوضاع في سورية، واستغلال «الوضع الإقليمي» في سيناء لصالح إسرائيل. هكذا بصراحة ووضوح و«وقاحة» بالغة تعلن إسرائيل عن خططها «لتحريك» المنطقة، وخلق توازنات جديدة، وإدخال «مصر» في تحالفات، وفرض سياسات.. واستغلال «مساحات» سياسية وجغرافية لتأمين «أمنها».. كل هذا.. و«إحنا قاعدين»!! متى سنفيق من «سكرات الربيع» الذي تحول إلى عواصف وأعاصير لنواجه عدونا الحقيقي؟ ومتى سنملك رغيفنا حتى نمتلك قرارنا؟ ومتى ستجتمع كل أطياف مجتمعنا، وفصائلنا وجماعاتنا وأحزابنا، وتلقي بخلافاتها خلف ظهورها، مخططة لمستقبل «مصر» وأجيالنا القادمة؟.. ومتى.. ومتى.. ومتى.. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.