مما لا شك فيه أن المرحلة التي سبقت استقالة رئيس الوزراء السابق كانت بدايتها لا تتعدى جهودا بسيطة من المعارضة تطورت الى استجواب د. فيصل المسلم الشهير الذي كان فيه اول تصويت على طرح الثقة، وقد وافقت مجموعة بسيطة على ذلك الى ان شهد الحراك تطورا كبيرا ادى الى استقالة رئيس الوزراء وبعدها جاءت انتخابات 2012 المبطل التي كانت ثورة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى على مجلس 2009 الذي وصف بالساقط ونتيجة هذه الانتخابات افرزت مجموعة نواب توافقوا على امور معينة واطلقوا على انفسهم اسم كتلة الغالبية النيابية. ان كتلة الغالبية ليست تيارا منظما او حزبا له اجندة واضحة واستراتيجية، فهي مجموعة من النواب لهم توافق في بعض الرؤى والاهداف فقط وليسوا نسخا من بعضهم، فمنهم من التكتل الشعبي والحركة الدستورية الاسلامية والتجمع السلفي وبعض الاسلاميين المستقلين، وغير ذلك فقد جمع هؤلاء النواب قبل نجاحهم موضوع استقالة رئيس الوزراء السابق، وبعد الانتخابات توافقوا على مشاريع معينة في المجلس وبعد ابطال مجلس 2012 توافقوا على عودة الغالبية في انتخابات قادمة حتى تستكمل امورها التي لم تنجز وبعد اقرار مرسوم الصوت الواحد توافقوا على مقاطعة الانتخابات واسقاط المرسوم ومن العجائب ان نسبة اختراق الحكومة لهذه الكتلة في المقاطعة كان معدوما نهائيا. هناك من يطالب من المعارضة بوجوب تفكك كتلة الغالبية بسبب انهم غير متفقين كليا على اجندة واضحة للاصلاح السياسي، وهذا الامر في رأيي البسيط انه لا يتعارض ابدا، فوجود ائتلاف المعارضة وغيره الذي يحكمه اجندة اصلاحية معينة وواضحة لا ينافي وجود اي مجموعة اخرى تتعاون وتتكتل نحو مشروع معين او غير ذلك، فلا حاجة الى تفكك الكتلة فيجب ان تكون موجودة مع ائتلاف المعارضة وغيره من الامور الاكثر دقة وتوافقا في الاهداف، فالتعاون في بعض الامور مع الاختلاف امر محمود، وكما قال الامام محمد رشيد رضا رحمه الله في قولته الشهيرة ( نتعاون في ما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا عليه). ان الاختلافات بين المعارضة امر طبيعي بسبب تعدد المشارب والاهداف والطرق وعلاقات بعضهم مع بعض اطراف النفوذ في البلاد، ولا نقول ان جميعهم لا مصالح عندهم ولكن يجب علينا ابعاد الخلافات عن العلنية والشخصانية في التعامل وتوقيف ظاهرة الشبيحة في «تويتر» وغيرها، ولنلاحظ ان استقالة رئيس الوزراء السابق لم تحدث الا بعد حراك شمل جميع الاطراف في نهايته، فنحتاج هذا الامر وانا مع اي تعاون مع اي مجموعة بالوطن تحت اهداف معينة بالخير مع وجود الاختلافات الفكرية والسياسية، ويبقى كل انسان ومجموعة لديه كياناته التي يتفق معه بشكل اكبر، وهذه الدعوة لا تعني ان ينسلخ الناشط عن فكره بل للتعاون في الامور المتفق عليها حتى تنجح. محمد عبدالله المطر [email protected]