لا شيء يمكن ان يصمد في وجه الأم اذا غضبت خوفا على سلامة وحياة رضيعها. هذا بالضبط ما رصدته عدسة مصور حياة برية اميركي في احدى غابات جمهورية بوتسوانا الافريقية، وذلك عندما حاولت طغمة من الضباع ان تفترس فيلا رضيعا لكن امه هاجت واستشاطت غضبا وشنت هجوما مضادا شرسا ضد الضباع حتى ارغمتها على الفرار دون ان تنال من الرضيع. الصور التي التقطتها عدسة المصور المحترف جايش ميهتا تلخص وقائع المواجهة الحامية الوطيس التي بدأت - حسب قوله - عندما حاصرت الضباع الفيلة الأم وصغيرها ثم بدأت في المناورة من جميع الاتجاهات طمعا في اقتناص الرضيع وافتراسه بعد تشتيت انتباه امه. لكن الدراما تصاعدت بفعل غريزة الامومة اذ ان احد الضباع تمكن من اصابة الرضيع بجرح غائر في رأسه، وهو ما جعل الام تنقض بشراسة دفاعا عنه فراحت تهاجم وتطارد الضباع في جميع الاتجاهات الى ان نجحت في ارغامها على الابتعاد والتخلي عن محاولاتها التي استهدفت الرضيع الذي بدا لا حول له ولا قوة. وفي نهاية المشهد المثير، اصطحبت الام رضيعها الجريح عائدة الى منطقة آمنة وسط القطيع الذي تنتمي اليه والذي كانت الضباع قد نجحت في فصلهما عنه. وتعليقا على تلك الواقعة قال المصور «ميهتا»: «لقد كان منظرا مذهلا اذ ان الضباع حاصرت الام وصغيرها وكادت ان تقتل الرضيع، لكن المواجهة انتهت بانتصار غريزة الامومة على غريزة الافتراس».