| عمان - «الراي» | حذر السفير السوري في عمّان بهجت سليمان من توريط الأردن جيشاً ودولة، «في فخ» لا خروج منه، في اشارة منه الى التقارير الصحافية الأميركية والاردنية التي تحدثت أخيرا عن تسريع عمّان وواشنطن تدريب معارضين سوريين في الاردن بهدف اقامة منطقة عازلة في المنطقة الجنوبية لسورية. وقال سليمان عبر صفحته على «فيسبوك» ان «مَن يعتقد أنّ الطريق الى درعا، يعني أنّ الطريق الى دمشق، باتت مفتوحة: من الأشرف والأسلم له، أن يتيقّن ويتأكّد، العكس تماماً». وأوضح أن «العكس هو أنّ العمل على تحقيق تلك المقولة، المسمومة والملغومة والغبية، يعني توريط الأردن، جيشاً ودولة، في فخ، لا خروج للأردن، منه». وأضاف «أنّ المؤمنين بالوطن البديل والمؤمنين بأنه لا وجود لشيء، اسمه فلسطين ولا وجود لشيء، اسمه الأردن، والذين يجسّدهم الليكود الاسرائيلي، والأب الروحي له جابوتنسكي الذي قال قولته الشهيرة: لنهر الأردن، ضفّتان، واحدة لنا، وكذلك الأخرى، هؤلاء يتآمرون على الأردن، قبل سورية. ان هؤلاء عندما يمنون النفس بالدعم الأميركي والأطلسي، وبتأمين غطاء جوي - وحتى بري أو بحري- فانّهم واهمون، ويعملون على خداع الشعب الأردني، ويخفون عنه أنّ ما لم تجرؤ تركيا، ولا (حكومة النأي بالنفس، اللبنانية) ولا حتى (اسرائيل) يريدون من الأردن، أن يقوم به». وفسّرت تصريحات سليمان على أنها رد على مقالة للكاتب في صحيفة «الغد» الاردنية فهد الخيطان الذي تناول اقامة منطقة امنة في المناطق الحدودية السورية المحاذية للاردن. واثارت قلقا واسعا في الاوساط السياسية الاردنية التي انقسمت بين غاضب على تدخله في الشأن الاردني الخارجي وخروجه الدائم عن الاعراف الديبلوماسية وخائف من التداعيات المقبلة للازمة السورية في الاردن. فهناك في الشارع السياسي الاردني من يحذر من تبعات هذه الفكرة والمخاطر التي يمكن ان تنجم عنها. ولا يخلو الامر من معتقدين بان الظروف تدفع الاردن لخيار المشاركة ولم يأخذ هذا القرار بناء على رغبة بالتصعيد في سورية. ونفى وزير الخارجية الاردني ناصر جودة اتخاذ بلاده مواقف ضبابية من الازمة السورية. وقال الوزير الاردني في تصريح صحافي ان موقف بلاده يرتكز على أهمية بدء مسار سياسي في سورية يضمن امن الشعب السوري ويضمن نتيجة المرحلة الانتقالية وأن يكون هناك اشراك ودور لكل مكونات الشعب السوري. وحول وجود سفارتي البلدين في العاصمتين، قال ان هناك مصالح تفرض ابقاء السفارة مفتوحة وان هذا الموقف يعكس المصالح الاردنية، مضيفا ان انشاء منطقة عازلة داخل سورية يتطلب وجود غطاء عسكري لحماية تلك المنطقة وادخال المساعدات الانسانية المطلوبة.