القاهرة - أحمد متبولي ونبيل عبدالعظيم ألقى مجلس القضاء الأعلى في مصر الكرة في ملعب النائب العام، المستشار طلعت عبدالله حول قرار المحكمة بوقف قرار رئيس الجمهورية بتعيينه، حيث ناشد المجلس النائب العام أن يتقدم توحيدا لكلمة القضاء، وإزالة لأي أسباب تدعو للفرقة، بإبداء رغبته في العودة إلى العمل بمنصة القضاء، مطالبا القضاة وأعضاء النيابة العامة الالتزام بعدم الظهور فى وسائل الإعلام. وقال المجلس، في بيان عقب اجتماع طارئ له أمس، إنه إيمانا منه بقدسية القضاء وجلال أحكامه، انعقد المجلس واستعرض الحكم الصادر بشأن منصب النائب، وأنه يؤكد حرصه الكامل على تنفيذ أي حكم قضائي، وأن وصف الحكم بالنفاذ ما زال معروضا على المحكمة التي أصدرت الحكم، وفقا للمذكرة المقدمة من الصادر لمصلحته الحكم؛ بما يعني قانونية استمرار المستشار طلعت عبدالله في منصبه لحين الفصل في القضية أمام النقض. أحداث ساخنة في غضون ذلك، شهد أمس في مصر أحداثا ساخنة زادت من وطأة الأزمة التي يعيشها الشارع، فبعد ليلة من الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مقر دار القضاء العالي في قلب العاصمة، استيقظ المصريون على إضراب شامل لسائقي السكة الحديد في جميع أنحاء مصر، فيما تم تشييع جثمان خمسة بينهم أربعة أقباط في اشتباكات الفتنة الطائفية بالخصوص. وساد الهدوء حول دار القضاء بعد ليلة من الاشتباكات استمرت حتى الفجر بين قوات الأمن ومئات المتظاهرين من حركة 6 أبريل وعدد من ائتلافات شباب الثورة لمحاولاتهم اقتحام مقر الدار عقب التظاهرات التي نظمتها الحركة في الذكرى الخامسة لتأسيسها، وإلقائهم زجاجات حارقة على المبنى التاريخي، وردت قوات الأمن عليهم بإطلاق مكثف للغاز المسيل للدموع. ولم تقتصر الاشتباكات على محيط دار القضاء، بل امتدت إلى مدينة المحلة بمحافظتي الغربية والفيوم عقب قذف المتظاهرين لأقسام الشرطة بالحجارة، وقالت وزارة الصحة إن الاشتباكات أسفرت عن وقوع 44 مصابا، وأنه لا وفيات خلال هذه الاشتباكات. وقال مصدر أمني إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة ضابط و6 شرطين. إضراب سائقي القطارات واستيقظ المصريون أمس على إضراب هو الأشمل في تاريخ السكة الحديدية المصرية، حيث دخل سائقو القطارات في إضراب شامل عن العمل، وتوقفت القطارات التي تنقل نحو مليوني راكب يوميا بين مختلف المحافظات. وجاء الإضراب، بعد تجاهل وزير النقل لمطالب السائقين بتحسين أوضاعهم المالية والوظيفية، واعتراضا على إعلان الوزير زيادة بدل طبيعة العمل %10 فقط، فيما أعلنت النقابة المستقلة للعاملين بهيئة السكك الحديدية تضامنها الكامل مع مطالب عمال وسائقي الهيئة برفع حافز السائقين على الكيلو متر وصرف الإضافي وبدل الساعات. وقال رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، المهندس حسين زكريا، إن السائقين على الوجهين القبلي والبحري أعلنوا إضرابهم لحين تحقيق مطالبهم، وأن الإضراب تسبب في حدوث شلل تام في حركة القطارات، وأنه تم استبدال القطارات بتشغيل أتوبيسات، مشيرا الى وجود مفاوضات مع السائقين وفي حال عدم نجاح المفاوضات ستقوم بالاستعانة بسائقي الجيش والسائقين الذين خرجوا على المعاش لمحاولة تشغيل القطارات، فيما شهدت مواقف السيارات ازدحاما غير مسبوق وحدثت مشادات في عدد كبير من محطات القطارات بين المواطنين والسائقين. ضحايا الاشتباكات الطائفية وفي ظل حالة التذمّر العامة بالشارع كانت الأجواء في الكاتدرائية المرقسية في العباسية أكثر سخونة عقب تشييع جثامين أربعة من الأقباط لقوا مصرعهم في الاشتباكات الطائفية التي شهدتها مدينة الخصوص، حيث حضر آلاف الأقباط قداس العزاء، الذي شهد للمرة الأولى هتافات مناهضة للرئيس محمد مرسي. وهتف المشاركون، وسط صراخات ذوي الضحايا، «يسقط .. يسقط حكم المرشد»، و«ارحل ارحل.. يسقط حكم أي رئيس»، و«بالطول والعرض.. إحنا أصحاب الأرض»، فيما أكد التقرير الطبي أن المتوفين الأقباط الأربعة، وهم: عصام تاوضروس رزيق زخاري، وفيكتور سعد منقريوس، ومرزق عطية نسيم، ومرقص كميل كامل، والشاب المسلم محمد محمود، لقوا مصرعهم بإصابتهم بطلقات نارية نافذة في منطقة الصدر والوجه. واندلعت اشتباكات عنيفة بين مجهولين وعدد من الأقباط عقب تشييع جثامين الأقباط الأربعة، حيث قام المجهولون بإطلاق أعيرة خرطوش وحجارة أثناء الخروج من الجنازة، مما تسبب في وقوع عشرات الإصابات، وسارعت القوات المكلفة بحماية الكاتدرائية بإطلاق غاز مسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وتحصن مئات الأقباط داخل الكاتدرائية حيث القى عشرات الشباب في الخارج الحجارة على الكنيسة ودعت القوى السياسية المختلفة إلى الحذر من اشتعال الفتنة الطائفية في البلاد، مطالبة باتخاذ إجراءات حاسمة لاحتوائها، فيما استقبل شيخ الأزهر أحمد الطيب، مساء السبت، وفداً من ممثلي الكنائس الثلاث برئاسة الأنبا يؤانس بطريرك الكنيسة الكاثوليكية بالأقصر، وشدد على أن المصريين مسلمين والأقباط سيظلون في رباط إلى يوم القيامة، مستنكرا أحداث الخصوص، لأن دماء المصريين جميعا معصومة ومحرّمة.