لم يغفل البرنامج الوطني «سفير أبوظبي» العديد من جوانب التواصل المعرفي، وطرقها عبر إطلاع المشاركين فيه من أبناء الدولة على مختلف الميادين المتخصصة التي تؤهلهم ليكونوا واجهة مشرفة للبلاد في الداخل والخارج. ووسط محاضرات تنظمها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن فنون الخطابة والإرشاد العام والترويج اللائق لمجتمع الإمارات، تكلل الأسبوع الفائت بورشة عمل حول مفاهيم «الإتيكيت»، التي خاض غمارها بحرفية خبير اللباقة المستشار محمد المرزوقي، مشكلة بأدق تفاصيلها المحور الحاسم لأفضل أساليب التطبيق. ما أن اطلع سفراء أبوظبي على عناوين جلسات الدورة المعدة لتدريبهم على مدى 12 أسبوعاً، حتى لفتهم موضوع «الإتيكيت»، وكانوا يترقبونه بحماس، إذ إن جميع المشاركين في البرنامج من المواطنين والمواطنات، يعون تماماً حجم الأهمية التي تضعها المعايير الدولية لحيازة الألقاب التي تصنف أصحابها في الصدارة، وهم على أبواب التخرج من برنامج سفير أبوظبي، أكثر ما يحتاجون إليه تحقيق أقصى درجات الإفادة للارتقاء بالصورة التي يظهرون بها أمام الملأ؛ لأن التصرف بتلقائية وعفوية لن يعد مسموحاً بعد اليوم، ولا بد من الأخذ في الاعتبار أن خطواتهم باتت محسوبة، طالما أنهم ارتضوا بأن يكونوا قدوة لمحيطهم ومرآة لمجتمعهم. سلوكيات راقية ورشة العمل ضمن برنامج سفير أبوظبي مع خبير «الإتيكيت» محمد المرزوقي بدأت بتأخير 5 دقائق عن موعدها المحدد، فكانت الملاحظة الأولى من المحاضر أن الالتزام بالمواعيد أول إشارات اللباقة الاجتماعية، وبهذه الأجواء التي تحتمل الشك بأكثر من تصرف على الصعيد الشخصي من لباس وأداء، بدأت الجلسة بطريقة ودية، في محاولات واضحة من المستشار في مجاله لكسر جبل الجليد بين الأعراف التقليدية والتعاليم المتعارف عليها دولياً التي لا تحتمل اللغط أبداً، وجاء السؤال الأساس عمَّا تعنيه كلمة «إتيكيت» الفرنسية باللغة العربية، حيث أتت الإجابات متقاربة للمعنى الحقيقي الذي لم يتصور أحد بساطته على قاعدة السهل الممتنع. ف «الإتيكيت» ليس مجرد إتقان التعامل مع أداب المائدة بما فيها طريقة استعمال الشوكة والسكين، ولا هو أسلوب معقد يحتاج إلى المذاكرة المسبقة وكأنه واجب ثقيل، إنما يقتصر على احترام النفس وتقدير الآخرين، مع التركيز على الارتقاء بالذات وعدم حملها على الرقي أو التطبع بصفات معينة لإرضاء للناس، ويلفت المرزوقي إلى أن سلوكيات الإنسان الراقي تتسم بلباقة تنبع من الداخل وتكون جزءاً من شخصيته، سواءً في طريقة اختياره لملابسه أو في أسلوب كلامه وتعامله مع المحيطين به بغض النظر عن مستوياتهم الاجتماعية، وأن رد الفعل تجاه سلوك ما، يختلف من شخص لآخر بناء على القناعات الذاتية، حيث يأتي السلوك بحسب تحليل الأمور، فإما تمنح حجمها الطبيعي وتؤخذ بروية أو حتى ابتسامة مرور، أو يتم تضخيمها بما يستثير الغضب ويصل أحيانا إلى حد افتعال مشكلة. بين الموضة و«التقاليع» ... المزيد